الثقافي
إدوارد سعيد؛ دراسة وترجمات
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 جوان 2015
يثير عمل إدوارد سعيد النقدي الكثير من الأسئلة حول عالمية النقد والنظرية وأثر النشأة والتكوين والتجربة الوجودية والواقعية على الأفكار والأسئلة التي ينطلق منها النقاد والمنظرون المؤثرون في ثقافات العالم المتعددة. فقد شغل السؤال عن نظرية نقدية عربية عدداً من النقاد والباحثين العرب، وتردد الكلام كثيراً على إمكانية وجود نوع من المزاوجة بين الموروث النقدي والتيارات النظرية في النقد المعاصر الذي يصدر من قلب المركزية الغربية.
في هذا السياق من جدل الكونيّ والمحليّ، وتفاعل المركز مع الهامش، وقدرة الهامش على غزو المركز وتغيير رؤيته لذاته وللآخر.
تتموضع تجربة إداورد سعيد الذي استطاع - كما يرى مؤلف هذا الكتاب "فخري صالح" - أن يطوّع مفهوم الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو حول الخطاب، وعلاقة القوة بالمعرفة وطرق تشكل الخطاب واستخداماته السياسية، لغرضه الأساسي الذي تمثل في الكشف عن أشكال الهيمنة الغربية على الشرق، خصوصاً الصقع المسلم والعربيّ من هذا الشرق. وانتقل صاحب "الاستشراق" خطوة متقدمة أخرى ليضع فلسطين، التي شرد منها مع أهله وشعبه، في قلب الممارسة الخطابية الغربية التي تمارس الهيمنة وإعادة تشكيل صورة الفلسطيني، لتتمكن من تبرير ما حدث من تقويض للوجود الفلسطيني وإحلال الكيان الإسرائيلي الجديد، الذي ينتمي في تصوراته وتوجهاته إلى المركزية الغربية، محله.
ولأن الكلام عن الخطاب النقدي لإدوارد سعيد لا يُختصر في صفحة أو كتاب فإن هذا الكتاب الذي يجمع بين الدراسة والترجمة، بين القراءة البانورامية والتحليل والتفكيك والتفسير والنقد، يشتمل على قراءة خاصة ومعمقة للمنجز الفكري والإبداعي لإدوارد سعيد، وهي على ما يورده المؤلف: "الطبعة الثانية من كتاب إدوارد سعيد: دراسة وترجمات، وهي طبعة جديدة زدت فيها، على الطبعة الأولى (2009)، عدداً من الفصول: المقدمة التي شرحت فيها راهنية سعيد ووعوده للنقد المعاصر، وفصلاً عن رؤية سعيد لحل القضية الفلسطينية، وآخر عن فرانز فانون في تأويل سعيد، إضافة إلى ترجمة لمقالة له عن نيلسون مانديلا أدرجتها ضمن ما ترجمته من كتابات إدوارد سعيد".
الوكالات