الثقافي

المحافظة السامية للأمازيغية تحتفي بـ "ماسينيسا"

ضمن كتاب جديد صدر مؤخرا

 

 

 صدر مؤخرا كتاب جديد حول ماسينيسا في قلب تأسيس أول دولة نوميدية، من قبل المحافظة السامية للأمازيغية، وهو كتاب يضم أهم المحاور التي ركز عليها ملتقى حول ماسينيسانظّمته المحافظة شهر سبتمبر الفارط بمدينة الخروب التي بها ضريح هذا البطل الأمازيغي. 

استهل الكتاب بالكلمة الترحيبية التي ألقاها البروفيسور عبد الحميد أبركان، رئيس بلدية الخروب (الوزير الأسبق)، حيث نوّه فيها بالحدث الذي يقدّم محاضرات على أرقى المستويات تخلق مناقشات مثيرة للاهتمام، مذكرا بأنّ المنطقة تحتضن ضريح ماسينيسا في المكان المسمى الصومعة لتظلّ هذه المنطقة شريكة في صنع تاريخ تأسيس الدولة الجزائرية حتى اندلاع الثورة، ثمّ في أحداث 20 أوت المجيدة وما قدّمته من قوافل الشهداء. 

أشار المتحدث في كلمته أيضا إلى أنّ الملتقى ترجمة لالتزام وطني ومحلي لتعزيز تراثنا وإبراز علامات من شخصيتنا وهويتنا الوطنية، كما يعتبر الملتقى امتدادا للمبادرة التي نظّمت سنة 1998 بعنوان «ملتقى حول ماسينيسا والآثار ببلدية الخروب»، بمشاركة وجوه علمية وأكاديمية كبيرة من بينها الدكتور هيشور ولمين شريط وعبد العزيز فيلالي والذي كان ضمن توصياته تأسيس «جمعية أصدقاء ماسينيسا». 

أمّا سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، فركّز على تكريس البعد الوطني للأمازيغية الذي هو مبعث فخر وبالتالي الدعوة إلى توسيع دائرة استعمال الأمازيغية عبر كامل التراب الوطني، مؤكّدا أنّ الخروب ستكون المحطة الأولى في ذلك. 

من جهتها، قدّمت نورية بن غبريط، وزيرة التربية الوطنية كلمة نوّهت فيه بالتاريخ القديم لسيرتا، العاصمة الأولى لنوميديا التي أسّسها الأغاليد الأكبرماسينيسا، وعبّرت عن استعداد قطاعها للعمل جنبا إلى جنب مع المحافظة السامية للأمازيغية لتعزيز تعليم الأمازيغية ضمن الاستراتيجية التربوية المبنية على التحوير البيداغوجي والترشيد والاحترافية من خلال التكوين. وزيادة على اللغة، يتم الاهتمام حسبها بالجانب التاريخي الوطني في البرامج المقرّرة. 

للإشارة، عالجت إشكالية الملتقى جانبا من تاريخ الجزائر القديم الذي لم يكن فقط مليئا بالحروب والصراعات والمقاومات، بل إنّ الجزائر وجدت منذ آلاف السنين وبأسماء عظيمة تركت مكانها في التاريخ والهوية منها ماسينيسا في القرن الثاني قبل الميلاد الذي لا يقل عن ملوك وأسياد العالم في تلك الفترة، وعرف ماسينيسا كرجل دولة، اشتهر بمقولته «إفريقيا للأفارقة» مما يعكس تشبّثه بالسيادة والاستقلال. 

خرج الملتقى الدولي الخاص بمؤسّس الدولة النوميدية وعلى ضوء أشغاله التي دامت يومين بجملة من التوصيات المهمة وذلك بعد نقاش عميق وكثيف غني بالتعقيبات والاقتراحات والتساؤلات، ومن بين التوصيات «ضرورة القيام بحفريات أثرية جديدة على جوانب ضريح الخروب والانتهاء من الدراسة العلمية للأثاث المتواجد فيه وستكون هذه السنة 2015 فرصة لإطلاق الأشغال»، و«إعادة ترميم الضريح بالاستفادة من التقنيات التكنولوجية الجديدة» وكذا «استرجاع الأرشيف والقطع الأثرية» و«تأسيس تظاهرة باسم ماسينيسا يتم تنظيمها كل سنتين بالخروب» و«استغلال الأشغال في المناهج التربوية لاستغلالها بيداغوجيا «وغيرها من التوصيات. 

في الأخير عمل الملتقى على التأكيد على أنّ ماسينيسا هو مؤسّس الدولة النوميدية لكن تبقى إلى يومنا العديد من نقاط الغموض تحوم حول الموضوع وكثير من الجوانب تبقى غير مكتشفة خاصة ظروف وفاته وضريحه، علما أن كتابة تاريخ شمال إفريقيا خلال الفترة القديمة كانت من توقيع المستعمر، أي الغالب وبالتالي التعامل مع تلك المعرفة التاريخية بالحذر والحيطة ومن ثم تصحيح بعض المفاهيم والنظريات بفضل أهل الاختصاص والعلماء قصد تحرير التاريخ من المعتقد الاستعماري لاسترجاع هويتنا. 

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي