الثقافي

تتويج "جوق العميين" من المغرب بالجائزة الكبرى والجوائز الفردية تذهب للعرب على حساب الجزائريين!

مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يسدل الستار عن فعاليات دورته الثامنة

 

فاز الفيلم الطويل "جوق العميين" للمخرج المغربي، محمد مفتكر، بالجائزة الكبرى "الوهر الذهبي" للطبعة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي المنتظم بعاصمة غرب البلاد من 3 إلى 12 جوان، وقد جاء الإعلان عن الفائز بجائزة هذه الفئة من الأعمال السينمائية خلال الحفل الختامي الذي احتضنه مركز الاتفاقيات محمد بن أحمد لوهران بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وكوكبة من الفنانين والممثلين من الجزائر وبلدان عربية، ويروي الفيلم الفائز قصة جوق موسيقي شعبي يضطر أعضاؤه إلى التظاهر أحيانا بالعمى لتنشيط حفلات مخصصة للنساء فقط. 

وفيما يخص الأفلام القصيرة فقد عادت جائزة "الوهر الذهبي" ل "فتزوج روميو جولييت" للمخرجة التونسية هند بوجمعة والذي تتطرق قصته إلى الرتابة التي تصيب الحياة الزوجية وغياب الرومانسية بعد حياة كانت مفعمة بالحب، كما تحصل الفيلم الوثائقي"أنا مع العروسة" من إخراج مشترك للفلسطيني خالد سليمان الناصيري والايطاليين غابريال ديل جراندي وأنطونيو أوجوجليار على جائزة "الوهر الذهبي" المخصصة لهذا الصنف من الأعمال المشاركة في مهرجان وهران السينمائي، ويتناول هذا الفيلم قصة ذات الصلة بالهجرة غير الشرعية لسوريين وفلسطينيين باتجاه أوروبا في ظل الأحداث التي تشهدها سوريا. 

 

"جوق العميين..حكاية القمع بعين طفل عاشق!

 

يُحكى "جوق العميين" من وجهة نظر طفل يعيش ضمن أسرة عبارة عن فرقة موسيقية من الذكور العميان تحيي الحفلات الشعبية. وهذا تمرين إجباري لغض البصر يعفي الراقصات. ففي عهد الفصل بين الجنسين، كانت الرقابة شديدة على النظر. يحتاج المجتمع جوقا موسيقيا من العميان ليطمئن الرجال على نسائهم. 

بين الموسيقى والرقص والعشق نكتشف قصة أسرة ممتدة. قصة تستعيد غراميات السطح ثلاثية الأبعاد للأب والعم والابن. قصص مركبة في قصة واحدة تتقدم بسلام. لكن في لحظة إفلات عين البصاص من الرقابة تقع الكارثة. تتدحرج الشخصيات نحو لحظة الحسم في غفلة. إذ تقع صدفة واحدة فقط فينكشف الموسيقي العاشق وكل ما يلي ذلك مبرر. تشكل الخيانة لحظة الحسم... ينكسر الحب ثلاثي الأبعاد دفعة واحدة. وهنا تتكشف فوائد وخسائر العيش في أسرة ممتدة تترابط فيها المصائر. 

رغم كثرة التصوير الداخلي فقد سهل ديكور البيت وطوابقه عمل الكاميرا. ولم يبخل المخرج على فيلمه على مستوى الكاستينغ. فهناك يونس ميكري الخبير. محمد الشوبي الساخر. المرحوم محمد بسطاوي الحاضر بقوة. 

ماجدولين الإدريسي اللعوب ومنى فتو في صمتها المقهور عميقة ومؤثرة. وطبعا الممثل الظاهرة فهد بنشمسي الذي أدى مؤخرا دور المترجم في فيلم "القناص الأمريكي" لكلينتإيستوود. يؤدي بنشمسي دور يساري مندفع في سبعينات القرن الماضي. يتحدث ويأكل ولا يعمل. يُنظر إليه كديكور في البيت وهو معجب بالراقصة العجوز ويعبئها لتناضل رغم أميتها. يعيش معها رومانسية عرجاء وهي تنفض الغبار عن الكتب الحمراء وصور ماركس. مع ذلك يحرضها الرفيق على وضعها الطبقي لتثور فورا. لا يتورع الرفيق عن تحريض الطفل أيضا. 

الفيلم مزيج فني تاريخي. يشد المتفرج بعمقه السوسيولوجي، خاصة في عرض صورة المدرسة، حين كان التلميذ يحمل دفترا وكتابا واحدا يسمى "التلاوة". كان ذلك عصر الإيمان المطلق بالمدرسة المغربية. حينها كان الالتحاق بالمدرسة عيدا. كان حدثا فرديا له بعد وطني. كانت سلطة المُعلم مطلقة وكان يربي ويُقوّم ويحاسب، يمنح النقطة ويحدد رتبة كل تلميذ في الفصل الدراسي لحفز المتنافسين. 

الفيلم مشبع بالمفارقات والاستعارات. يتضح أن للنبيذ دور كبير في تاريخ المغرب سواء في كان قارورة أو في إبريق للتمويه. نتتبع صمت مغني بين امرأتين، واحده توبخه وتحتقر فنه وثانية تقدره. ضابط متكبر يتزوج راقصة شعبية... إنها كوميديا الموقف التي تحمي المتفرج من الضجر. كوميديا مصبوبة في قصة متماسكة وليس عبارة عن سكيتشات متجاورة. كوميديا لم تنمّط الشخصيات للإضحاك كما يجري في الكثير من الأفلام المغربية. 

تخترق المفارقات الفيلم من أوله حتى آخره. من لقطات النهاية يتضح أن الطفل سيعيد سيرة عمه اليساري أكثر مما سيعيد سيرة والده. 

الفيلم ثمرة لنهج مفتكر الذي يشتغل بأناة، يحاسب نفسه في كل لقطة لأنه يحترم المشاهد. فالسيناريو مكتوب كفسيفساء. يعكس الجهد. يستحق الاحترام. كل فيلم يشبه مخرجه. أعتقد أن فيلم "جوق العميين" يستحق جائزة إضافية في مهرجان طنجة. 

 

مروان خوري يتألق في حفل جماهيري في وهران

 

أحيا النجم اللبناني مروان خوري حفلاً جماهيرياً في الهواء الطلق بمدينة وهران الجزائرية، بمناسبة اختتام فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي، وبمجرد صعود ملك الرومنسية، على المسرح تعالت صيحات الجماهير الجزائرية الحاضرة بقوة خصيصا لملاقاة نجمها المفضل. 

وقبل أن يستهل الغناء، قال خوري: "أنا سعيد جدا بتواجدي في مدينة وهران وأمام هذا الجمهور الرائع، هذه أول مرة لي في هذه المدينة، شعوري بلقائكم لا يوصف، وحضوركم بهذه القوة وهذا الحجم يسعدني كثيرا، حقيقة أنا بين أهلي". 

وحضرت مئات العائلات والشباب في مسرح الهواء الطلق للاستمتاع بأجود ما صدحت به حنجرة الفتى الذهبي مروان خوري، وتفاعل الجمهور، الذي شكل فسيفساء بتواجد الجاليات العربية من المغرب ولبنان وسوريا، ورددت الجماهير أغنيات مروان خوري جميعها من "كل القصايد" و"لو" و"قصر الشوق" و"تلف في دواير" و"خذني معك" و"يا رب" وغيرها. 

وتوشح الفنان بالعلم الجزائري، وصدحت زغاريد النسوة في مدينة وهران الباهية التي احتضنت عرسا عربيا لمدة 10 أيام تم ختامه بهذا الحفل الجماهيري للفنان النجم مروان خوري، الذي غنى وأبدع وأشعل حماس الجماهير الحاضرة التي تفاعلت مع نجمها لساعات متأخرة من الصباح. 

 

إكرام. س

من نفس القسم الثقافي