الثقافي

العقيد لطفي في ضيافة العربي بن مهيدي بوهران

عرض ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي

 

 

العرض الشرفي الأول في الجزائر لفيلم العقيد لطفي، صنع أجواء الليلة الثالثة بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، فيلم سنيمائي استجاب لرغبة التاريخ وجغرافية مكان العرض بشارع العربي بن مهيدي بوهران.

اقتربت مشاهد العمل الذي أخرجه أحمد راشدي من وقائع التاريخ، وتناغمت فيه الحبكة الدرامية بتكنولوجيات التصوير التي بدت متواضعة في بعض مشاهد العمل، خاصة في التقنيات التي وظفت في ساحات المعركة.

المخرج راشدي، فتح بوابة الذاكرة على مصرعيها من خلال عمل جمع بين الدراما، التراجيديا والإثارة السنيمائية، ومنح المشاهد عدة مفاتيح دلالية لقراءة الفيلم بأكثر من زاوية واحدة، وعاد لإثارة بعض المحطات التاريخية، التي صنعت المشهد السياسي آنذاك، حيث عاد لفتح ملف الصراع الحدودي بين الجزائر والمغرب، وتتوقف عدسة الكاميرا أمام الفنان يوسف سحيري، صاحب دور البطولة في الفيلم، وهو يقول ” إذا لم تكتب لنا النجاة واستشهدنا في بشار فستكون قبورنا شاهدة أن بشار منطقة جزائرية “، وهو المشهد الذي صفق له الجمهور بقاعة العرض، أضافة إلى دفاع العقيد لطفي عن المرأة، ومطالبته بمشاركتها الحكومة المؤقتة.

وتطرق الفيلم أيضا، إلى توجهات العقيد لطفي السياسية، الرافضة لتفضيل السياسي على العسكري، ورفضه البقاء في الخارج، مفضلا العودة للعمل المسلح، والاستفادة من خبرات العسكريين الذين كانوا يشكلون ثلثي الحكومة المؤقتة.

الفيلم الذي يتناول مسيرة أصغر عقيد في جيش التحرير الوطني وهو العقيد لطفي واسمه الحقيقي دغين بودغن بن علي.

ويسرد هذا الإنتاج لوزارة المجاهدين المسيرة النضالية للشهيد لطفي الذي يعد استراتيجي الحرب ورجل سياسي منذ التزامه انطلاقا بمدينة تلمسان مسقط رأسه إلى غاية المسؤوليات التي تقلدها في سن ال 26 سنة كعقيد. ويعتبر هذا الفيلم الذي يركز على استشهاد العقيد لطفي الذي سقط في ميدان الشرف في 27 مارس 1960 ببشار بالجنوب الجزائري مرجعية وثائقية مرئية لتاريخ الثورة الجزائرية ويندرج في إطار سلسلة من الأفلام التي تخلد القادة التاريخيين للحرب التحريرية.

ويكشف الجزء الأول من الفيلم للمشاهد، مسار شاب مناضل يدعى بن علي بودغان، وهو شاب متعلم ينحدر من عائلة مثقفة بتلمسان مولع بالأدب ومن المراودين على ”المدرسة” وثانوية المدينة، وبعد أن صار محل بحث من قبل الشرطة، يلتحق هذا الأخير بالجبل وعمره لا يتجاوز 21 عاما بالولاية التاريخية الخامسة ”وهران”، ليشرف على قيادتها بعد ذلك بقليل، حيث اختير له الاسم الثوري ”براهيم”.

وتتسلسل أحداث الفيلم بسرعة من خلال مشاهد المعارك على حساب تدرج ”براهيم” في رتب جيش التحرير الوطني، ليبرز الجزء الثاني من هذا العمل السينمائي، في لمحة عن هذا المناضل الذي أوكلت له قيادة الولاية التاريخية الخامسة برتبة عقيد سنة 1958، ويظهر فيه العقيد لطفي بمدينة وجدة المغربية إلى جانب وجوه ثورية بارزة، امثال العربي بن مهيدي وعبد الحفيظ بوصوف وهواري بومدين.

وبرز العقيد لطفي الذي كان عضوا في المجلس الوطني للثورة بمواقفه، حيث كان يرفض ”تفضيل العسكري على السياسي في تشكيلة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كما كان يطرح مسألة غياب المرأة المجاهدة في القيادة”، وبعد أن عبر العقيد عن انشغالاته أمام عقداء الثورة، أخذ طريق بشار مجتنبا خط موريس وشال ليسقط في ميدان الشرف يوم 27 مارس من سنة 1960 بجبل بشار. ويعطي الفيلم تصورا حول مسار المجاهد في شقه العسكري، حتى وإن كان يمثل دعما وثائقيا إضافيا للسينما الوثائقية والتاريخية بالجزائر، بحيث اعتمد مؤلفو السيناريو خطابا مباشرا، ولم يتركوا المجال لقراءة شخصية من قبل المشاهد.

إكرام. س

من نفس القسم الثقافي