الثقافي

رحلة البحث عن العالمية تتكرر واختصار الاحتراف في السجاد الأحمر والفرقة السيمفونية

الطبعة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي

 

فشل القائمون على مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته الثامنة، التي انطلقت نهاية الأسبوع المنقضي بمركز الاتفاقيات محمد بن أحمد بوهران حاملة شعار "الواقع في دور البطولة"، على تجسيد الاحتراف لهذا المهرجان الذي جاء تنظيمه بإصرار ورغبة خاصة من وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي، التي أرادت أن تعيد المهرجان لواجهة المشهد السينمائي الجزائري والعربي عموما، غير أن انطلاق التظاهرة أظهر ما كانت تتخوف منه أوساط عديدة من التي دفعت بالمهرجان إلى التغييب والغياب في المواسم السابقة، وقد دفع انشغال القائمين على المهرجان الجدد بداية من المحافظ إبراهيم صديقي وصولا إلى باقي الأعضاء الذين يشتغلون في الحقل السينمائي التلفزيوني بالدرجة الأولى إلى الوقوع في أخطاء عديدة نقلتها شاشة اليتيمة للمشاهد الجزائري، ولعل حرص هؤلاء على البحث عن العالمية من خلال وضع السجاد الأحمر وعزف الفرقة السيمفونية قد أكد لهم بعد ذلك بأنه الخطأ الذي جعل ضيوف المهرجان من داخل الجزائر وخارجها يتذمرون لساعات طويلة ويجمعون على فشله وهو ما عبرت عنه ردود فعل هؤلاء.

غص فندق الميريديان الذي احتضن فعاليات الطبعة الثامنة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، بجمهور غفير أبى إلا أن يشارك في استقبال نجوم الطبعة الجديدة من المهرجان، إلا أن هذه الخطوة التي كانت تقام تحت حراسة أمنية مشددّة استعانت بها محافظة المهرجان عجلت بحدوث انزلاقات بين أعوان الحراسة التابعين لشركة خاصة وبين الضيوف والأسرة الإعلامية خاصة العربية التي تفنن هؤلاء في الدخول معها في مشاحنات عديدة، على البساط الأحمر أو داخل القاعة التي كان عدم احترام الوقت والتأخر في إعطاء إشارة انطلاق المهرجان السبب في تذمر العديد من السينمائيين وضيوف المهرجان من داخل الجزائر وخارجها، غير أن محافظة المهرجان حرصت على تقليص حفل الافتتاح وهي الخطوة التي غطت على الأخطاء التقنية الكثيرة التي ارتكبت من أطراف عديدة من العاملين بالمحافظة، وقد كان غياب الوفد التركي الحدث الأبرز في المهرجان وغطى على نجوم كبار حضروا الحفل بداية بالممثلة الإيطالية كلوديا كاردينال، صباح الجزائري سعاد ماسي، الشاب خالد والمصريين ليلى علوي ويحيى الفخراني وغيرهم.

وقد جرت مراسم الافتتاح بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووزير الاتصال حميد قرين ورئيس سلطة الضبط للسمعي البصري ميلود شرفي، وتميز حفل انطلاق هذه الدورة من المهرجان التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 12 جوان الجاري بأداء الفرقة السيمفونية الوطنية تحت قيادة المايسترو فريد عوامر مقطوعات لموسيقى الجينيرك لأشهر الأفلام الجزائرية.

وتشهد هذه الطبعة الجديدة مشاركة 17 دولة عربية وبنحو 38 فيلما تتنافس على جوائز المهرجان، وقد أدرج في المنافسة الرسمية 12 فيلما طويلا و14 فيلما قصيرا و12 وثائقيا منها 8 أعمال جزائرية وأخرى من تونس ولبنان ومصر وسوريا والمغرب والإمارات العربية المتحدة والأردن وكذا فلسطين.

وخارج المنافسة وضمن إطار الاحتفاء بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة تقترح هذه الطبعة عرض 14 فيلما من أروع الأعمال السينمائية الجزائرية مثل "الأفيون والعصا" و"العقيد لطفي".

وبرمج بالمناسبة تكريم نجوم سينمائية وأسماء ثقافية لامعة في الوطن العربي وهم من الجزائر الروائية أسيا جبار والممثلة فتيحة بربار والمخرج عمار العسكري، والفنان سيد علي كويرات إلى جانب الممثلة فاتن حمامة من مصر والناقد السوري قصي صالح درويش، وسيتم أيضا خلال ذات الدورة الاحتفاء بالسنة الأربعين على حصول الجزائر على سعفتها الذهبية الأولى عربيا وإفريقيا من خلال العمل السينمائي الكبير "وقائع سنين الجمر" لمحمد لخضر حامينة.

كما يضم برنامج هذه التظاهرة الثقافية ورشة حول السيناريو بتأطير من الوكالة الجزائرية للاشعاع الثقافي واستحداث جائزة "القلم الذهبي: عبدو بوزيان" لأفضل عمل صحفي نقدي حول السينما.

إكرام. س

من نفس القسم الثقافي