الثقافي

"درب التبانة" تغوص في ثقافة التنكر لمن خدموا الوطن

لتعاونية "أصدقاء الفن" بالشلف

 

 

دنا عرض "درب التبانة" للمخرج "ميسوم لعروسي"، في عرضه يوم أمس أول ضمن أشغال الطبعة العاشرة لمهرجان المسرح المحترف التي أقيمت على ركح مسرح محي الدين بشتارزي بالعاصمة، من مقاربة مجنونة مفادها أن تكون ميتا على الورق وحيا في الواقع، هذا ما حدث لـ "علي الباتريوت" أو "علي الوطني"الذي بعد أن استرجع الذاكرة تفاجأ بنحت اسمه على نصب تذكاري لضحايا المأساة الوطنية، وهام على وجهه بحثا عن إثبات أنه حي للجميع، ويعود لعائلته وذويه لكن هيهات أن يتحقق الأمر.تتنكر البلدة والأهل لـ "علي" ففي ذلك خسارة لهم، فالزوجة تركته وعمله ضاع وملكه سُلب، كل هذه العوامل جعلت "الوطني" نزيل مستشفى للمجانين، وهو الفضاء الذي اختاره المخرج ليطلق العنان لجنونه الفني، وفي قالب ساخر تمكنت المسرحية من لفت انتباه الجمهور على مدار 70 دقيقة، وشكّلت اللوحات الكوريغرافية التي أعدها "عيسى شواط" مفارقة بديعة زادت من جمال العرض ككل.العمل مأخوذ عن مسرحية "هل تعرف درب التبانة؟" لـ"كارل فيتلنجر"، منح الفرجة بفضل أداء تمثيلي حيوي حركي سلس، كما أنّ أسلوب المسرح داخل المسرح لم يزعج المتفرج، بل بالعكس كان الجمهور واحدا منهم وقد أدى دوره بنجاح.ولم تجد المسرحية حاجة إلى استعمال سينوغرافيا ثقيلة، واستعانت ببعض الكراسي وبعض الإكسسوارات البسيطة، ذلك أن النص كان بليغا ودعامتي الموسيقى والإضاءة عززتا من مستوى العرض ككل.

إكرام. س

من نفس القسم الثقافي