الثقافي

صرخة الركح لتمنراست تقدم "صرخة في صحراء الصمت"

في العرض الموسوم بـ "ريق الشيطان"

 

غاص جمهور قاعة "حاج عمر"، نهاية الأسبوع المنقضي، مع مونودرام "ريق الشيطان" (60 دقيقة) لجمعية "صرخة الركح" لمدينة تمنراست، في عمل قدّم لوحات نفسية مميزة عكست لحظات حوار داخلي لفتاة تائهة في صحراء الواقع بحثت بعنفوان واندفاع وخوف عن والدها الغائب.

في إطار عروض خارج المنافسة للمهرجان الوطني العاشر للمسرح المحترف، نجحت الفنانة المتألقة "وهيبة باعلي" المتوّجة بالعديد من الجوائز على المستويين الوطني والعربي من لبس النص الذي كتبه العراقي "عبد المحسن فالح"، وطوّعته حرّة الجنوب عبر تعبيرية الوجه والصوت والجسد، في كيمياء جمعت بين رقصات الجسد والروح المتعبة وفق رؤية كوريغرافية مدروسة على إيقاع الأصوات المتعبة.

واستطاعت الممثلة بجدارة من حمل شحنات النص وأجواءه النفسية ورسمها في فضاء مسرحي فقير إلا من مشتقات البيئة المحلية الصحراوية بينها مادة الرمل وآلة الإمزاد التي تحمل دلالات ثقافية من عمق التراث الطارقي، واعتمدالسينوغرافي والمخرج "عبد القادر عزوز" على اقتصاد العرض والاتكاء على الممثلة كروح ومحرك عبر سمات نفسية عميقة ومفعمة بأسئلة الوجدان والوجودية من خلال مجموعة أسئلة تمشي على الحبال والرمال بحذر شديد لتجيب على سؤال أين هو الأب رمز الحماية والثقة، ويعكس العرض برمزية حالة التيه التي تعيشها الأوطان في ظل الحرمان والحروب.

العرض حمل خصوصيات مسرح العبث جاء وبخيارات موسيقية مميزة تحمل الألم والفقدان بكوريغرافيا من تصميم "نذير بوراوي" وإضاءة "عبد الرحمان لصفر" وموسيقى "عبد الرؤوف حمادين".

إكرام. س

من نفس القسم الثقافي