الثقافي

ملتقى عمّان يناقش واقع القصة والراهن العربي

في الوقت الذي غاب فيه الصوت الجزائري واقتصر حضوره على الدراسات

 

نظمت الدائرة الثقافية بالأمانة العامة في العاصمة الأردنية ملتقى عمّان الرابع للقصة، بمشاركة كتاب وكاتبات من ثماني دول عربية هي العراق وسوريا والكويت وسلطنة عمان والمغرب وفلسطين والصومال، إضافة إلى الأردن، بينما كان غياب المشاركة الجزائرية في أشغاله حيث اقتصرت على الدراسات المتعلقة بما قدمه عدد من المبدعين في هذا المجال.

وناقش الملتقى الذي سيختتم اليوم "القصة والراهن العربي"، إضافة إلى قراءات قصصية وندوتيناستذكاريتين للناقدة الراحلة رفقة دودين والعراقي الراحل عبد الستار ناصر، وتوقيع مجموعة قصصية "خطأ النادل" للفلسطيني زياد خداش.

ووصف أمين عمّان الكبرى عقل بلتاجي لدى افتتاحه الملتقى ما يسمى الربيع العربي بأنه نار وجحيم أديا إلى تداعيات على الحركة الثقافية العربية، متسائلا عما يكتبه القاص في ظل الهلع والخوف في مجتمعات دبت فيها الحروب والويلات!

ودعا بلتاجي الكتّاب إلى سرد العبر وتعظيم الإنجازات وخلق الفضاءات التي تعكس الضمير الحي والقلم الجريء، وكتابة القصة التي تعطي الأمل والإيمان والانفتاح وقبول الآخر.

وتمنى أن تسهم القامات الأدبية في استثمار العقول وتوجيهها من خلال استقراء القصص الواقعية لبيوت وأبناء وبنات أخذوا من سفك الدماء احتكارا، وأصبحوا أسرى لنهج وفكر متطرف لا يقبل الآخر، بحسب قوله.

وفي كلمته بالملتقى قال المغربي أنيس الرافعي إن القصة القصيرة اليوم تلوح فنا كاسدا ومهمشا ومقصيا، رغم أهميتها كجنس أدبي له أسرار ونواميس وتحكمه طبائع وصنائع، وأكد الرافعي أنه عندما تناقش القصة الراهن العربي فعليها تفادي المطلق، لأن فن توظيف الراهن هو الوظيفة الحقيقية للقصة العربية، بحسبه.

بدوره تحدث القاص محمود الريماوي عن الأردن الزاخر بالمواهب والعطاء القصصي، مشيرا إلى أن ظروف النشر وصعوبات توزيع الكتب تحول دون الازدهار المأمول، لكن ذلك لم يمنع من توالي الإصدارات وبزوغ مواهب جديدة، وأشارت مديرة الملتقى بسمة النسور إلى أن الملتقى حقق الحلم بتواصل الفعاليات، مكرسا عمّان عاصمة للقصة العربية ومتخطيا صعوبات كثيرة بمشاركة نوعية عربية ومحلية لكاتبات وكتاب كرسوا حياتهم لهذا الفن الصعب المدهش الجميل.

وحول القصة والراهن العربي يرى القاص مفلح العدوان أن على القصة استكمال مشروعها في زمن قد تكون فيه أنسب الأجناس الأدبية، عبر الالتفاتة السريعة والحدث المتسارع والصورة الومضية التي تشكل إطارا وظيفيا جديدا للقصة القصيرة كفن رائد متجدد.

أما القاص هشام البستاني فيرى أنه ليس مطلوبا من القصة تقديم أية إجابات، بل فتح الآفاق وتحفيز التخيلات وطرح الأسئلة الكبرى والاشتباك مع الواقع وصناعة نوع من الحكمة، معتبرا تحول الأدب إلى وظيفة يحيله للدعاية والوعظ والإرشاد.

إ. س/ الوكالات

من نفس القسم الثقافي