الثقافي

تراث مدينة وهران ضمن اهتمامات الخبراء والمهتمين بالتراث العربي

في محاضرة نظمها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي

إكرام. س

شكل موضوع تراث مدينة وهران محور محاضرة نظمها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، بالبحرين قدّمتها دليلة صنهاجي أستاذة الهندسة المعمارية في جامعة وهران تحت عنوان "مدينة وهران بين تاريخ وعمارة"، حيث تناولت المحاضرة أبرز ملامح العمارة التاريخية في المدينة وآخر أعمال الترميم الجارية فيها.

وفي مستهل المحاضرة، أكد مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي منير بوشناقي على أهمية نشر المعرفة حول الإرث الإنساني العمراني في الدول العربية، مشيرا إلى أن المركز الإقليمي، وبإشراف من المركز، يعمل ضمن استراتيجية تحافظ على التراث العربي من خلال تعزيز الوعي بأهميته والتواصل مع الخبراء من جميع الجهات. 

وأشارت دليلة صنهاجي إلى المكانة التاريخية الهامة لمدينة وهران الجزائرية، وذلك لتتابع الحضارات عليها منذ العصر الروماني وصولا إلى العهد الإسلامي ومن ثم الاستعمار الإسباني والفرنسي، موضحة أن المدينة شهدت تطوراً عمرانياً مختلفاً في كل حقبة من الحقب، وهو ما أنتج ميراثاً عمرانياً كبيراً أصبح من مسؤولية الجزائر بعد استقلالها عام 1962م. كما وقدّمت الدكتورة صنهاجي أمثلة من التراث المعماري في المدينة كالحصن الإسباني الشهير، المسجد العثماني الكبير وملامح من المدينة الأوروبية التي بنيت في عهد الاستعمار الفرنسي. 

وحول وضع التراث المعماري في المدينة في الوقت الراهن، أكدت أن وزارة الثقافة الجزائرية سجلت على قائمة المواقع التراثية الوطنية العديد من المواقع الأثرية في مدينة وهران أهمها المدينة الإسبانية- العثمانية القديمة والتي تسمى حالياً (سيد الهواري)، إضافة إلى العمل على تسجيل مواقع عمرانية تاريخية من الحقبة الفرنسية على القائمة نفسها. 

واستمرت محاضرة دليلة صنهاجي باستعراض تجربة إعادة التأهيل للمباني العمرانية وخصوصا من الحقبة الفرنسية، حيث أكدت أن المعماريين في المدينة تواصلوا مع الجهات الحكومية المعنية من أجل إنقاذ بعض المباني التاريخية التي تأثرت بعوامل الزمن والإهمال، حيث شهدت المبادرة تجاوباً من الحكومة وتم العمل على ترميم العديد من المواقع والآثار الفرنسية. 

وكان موضوع العمارة الدينية آخر مواضيع المحاضرة، حيث قدمت المحاضرة تلخيصاً حول أهم المساجد التاريخية والحديثة، موضحة أن عمارة المساجد في مدينة وهران اتخذت طابعاً عشوائياً بسبب غياب رقابة القانون الجزائري الذي يؤكد على ضرورة أن تتمتع المساجد بعمارة ذات طابع إسلامي يلائم الملامح التاريخية للمناطق التاريخية في المدن. 

من الجدير ذكره أن دليلة صنهاجي مهندسة معمارية ومدرسة في جامعة وهران لمساقات البكالوريوس والماجستير في مجال العمارة، كما وتعمل مستشارة للعديد من المشاريع المعمارية والترميمية في الجزائر.

من نفس القسم الثقافي