الثقافي

هيفاء بيطارتروي حكايات "امرأة في الخمسين"

على الرفّ

 

 

طرحت الروائية هيفاء بيطار مرة جديدة مسألة مفصلية في حياة المجتمع عامة والمرأة خاصة من خلال روايتها الجديدة "امرأة في الخمسين"، الصادرة عن دار الساقي، حيث حملت قضية حرية المرأة ومعاناتها لكسر القيود التي تكبّلها وتمنعها من الانطلاق.

تسرد الرواية المكتوبة وكأنها على لسان صحافية بلغت الخمسين من عمرها، حيث تكلمت عن عدة تجارب نفسية قاسية، قد يكون جزء منها طلاقها، تعرض الكاتبة هيفاء بيطار في روايتها تجارب مختلفة لعدد من النساء وكأنهن في مواجهة مع الرجال، ولكل امرأة قصة مختلفة في مواجهتها، وهذا ما يظهر اختلاف هواجسهن وطموحاتهن، فكل ما يجمعهن هو العمر "سن الخمسين".

إلا أن هيفاء في روايتها الجديدةلا تسرد شخصيات خيالية بل اقتربت فيها إلى واقع له مرجعية واقعية، ومنها وضع المرأة المتأثرة من الحرب في سوريا والتي اكتسبت اوجاعاً من جراء أحداث لم تخترها أدت في النهاية إلى حالات كبت نفسي ملحوظ.

ومن خلال قصص النساء، تدخل الكاتبة إلى أحاسيس متناقضة حيناً وعاصفة أحياناً، فبين استقلالية المرأة وحنينها للأمومة، وتعلق الأم بمسؤولية أولادها وعشق أخرى غير المدروس، وطموح أثني لأفق لم تحققها بسهولة. لكنها حكايات قد تدلو في دلو الظلم الذي لحق بالمرأة في مجتمع وموسوم بصيغة ذكورية حيناً وحنين لمحو أمل أحياناً. إلا أن صيغة الإنسانية هي الطاغية في قصة هيفاء بيطار. 

وتتناول الرواية حياة امرأة بلغت في الخمسين، صحافية ومثقّفة وموظّفة في الجريدة الرسمية. طُلِّقت من زوجها السادي، البخيل، الذي هجرها مع ابنهما ولم يسأل عنه بعد ذلك تتعرّف إلى ناقد بارز، حاصد للجوائز، مدافع عن حرية المرأة، لتكتشف أنه لا يرى من المرأة سوى جسدها. تلتقي فابيولا التي عاشت قصة مشابهة، لتوحّد بينهما المأساة، وتقويهما. تؤسس فابيولا جمعية للنساء اللواتي تجاوزن الخمسين، لتنضمّ إليها بعض النساء اللواتي هزمتهنّ الحياة. إنهنّ نساء يكتشفن أنّ عمر الخمسين هو عمر الانعطاف والانعتاق والذروة و... التحرّر من الأوهام.

الوكالات


من نفس القسم الثقافي