الثقافي
بجاوي: الحافظ على الموروث السينمائي الجزائري يتطلب الكثير من البحث
خمسون عاما من السينما تحت مجهر النقاد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 ماي 2015
- أقار:لا تزال السينما الجزائرية تمتلك وهجا وتصنع تألقا
اتفق كل من الناقد أحمد بجاوي وسليم أقار، على التأكيد على أن السينما الجزائرية لا تزال بالرغم من كل شيء، تتألق وتتوهج في مختلف المحافل الدولية، ورأى الناقدان وهما يستعرضان أهم الخطوط العريضة لتظاهرة خمسون عاما من السينما التي تحتفي بها سينيماتيك العاصمة، منذ التاسع من الشهر الجاري وتستمر حتى التاسع من شهر جويلية الداخل، بأن مساهمة سينماتيك الجزائر كونها المؤسسة التي نجحت خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت السبب الرئيسي وأهم أهم عوامل نجاح السينما الجزائرية، فقد كانت إحدى أهم المؤسسات السينمائية إقليميا.
وفي هذا الصدد قال الناقد السينمائي محمد بجاوي بأنه من المهم محاولة الحفاظ على التراث السينمائي الجزائري المهدد بالضياع، بعد أن استشعروا وجود عدة نسخ أصلية لأفلام قديمة مهددة بالتلف، على غرار فيلم "تحيا يا ديدو 1971" للمخرج الراحل محمد زنات، وفيلم "شحال نحبك 1975" للمخرج عز الدين مدور، وغيرها من النسخ الأصلية لأفلام صنعت مجد السينما الجزائرية في حقبة الستينيات والسبعينيات.
وتعد "سينماتيك الجزائر" من أهم المؤسسات الثقافية منذ تأسيسها في عهد وزير الإعلام الأسبق محمد يزيد في يناير/كانون الثاني 1965، ونجحت في ظرف قياسي في استقطاب أزيد من 606 أفلام في السنة الأولى من افتتاحها.
وفي ستينيات القرن الماضي صنفت هذه المؤسسة في المرتبة الثانية عالميا، بعد أن نجحت حسب ما كشفه بجاوي في عرض عشرة آلاف فيلم عالمي، وخزنت نسبة 90% من الأفلام المعروضة في الفترة الممتدة بين 1965 و1969.
كما نجحت السينما الجزائرية في استقطاب كبار المخرجين العالميين على غرار هستنبرغونيكولاري ويوسف شاهين وغيرهم.
وأكد محافظ المعرض الناقد السينمائي محمد بجاوي بأن "مهمة الحافظ على الموروث السينمائي الجزائري أمر يتطلب الكثير من الجهد والبحث والتقصي، بعد أن أصبحت عدة أفلام مهددة بالزوال لعدم توفر نسخها الأصلية"، وأشار المتحدث في السياق نفسه إلى أن بعض الملصقات الخاصة بالأفلام المنتجة ضاعت، وضرب مثالا بملصق الفيلم الشهير "حسان طيرو" التي عثر عليها في مركز الأرشيف الفرنسي.
من جانبه، أكد الناقد السينمائي سليم أقار في تصريحات لموقع" الجزيرة نت"، أن إقامة مثل هذه المعارض التي تخدم المشهد الثقافي هي أكثر من ضرورة، لأن السينما الجزائرية برأيه تمتلك سجلا حافلا وموقعا بارزا في المشهد السينمائي العربي والأفريقي، ولأنها تلخص في تقديره "مسارا مرتبطا بالهوية وبالتراث الجزائري على مدار أكثر من خمسين عاما"، لذلك يعتبر أن "حفظ هذا المسار هو تدوين للتاريخ".
وأوضح أقار أن السينما الجزائرية عاشت فترات ذهبية حصدت فيها جوائز عالمية، على غرار جائزة السعفة الذهبية التي توج بها المخرج محمد الأخضر حامينا عن رائعته "وقائع سنين الجمر"، وبرأيه، لا تزال السينما الجزائرية تمتلك وهجا وتصنع تألقا، ودليل ذلك مشاركة العديد من الأفلام في مسابقات سينمائية دولية مرموقة أهمها الأوسكار وكان.
كما نوه بجهود تقوم بها جمعية أضواء التي كان يرأسها المخرج السينمائي الراحل عمار العسكري الذي وافته المنية قبل أسبوعين، وبيّن أن هذه الجمعية تقوم بدور رائد في أرشفة وحفظ الذاكرة السينمائية الجزائرية.
كما أشاد رئيس جمعية نوافذ الثقافية رياض وطار بإقامة المعرض، كونه يلعب دورا مهما في حفظ الذاكرة السينمائية وإبراز أهم الأعمال التي أنجزت طيلة الخمسين عاما التي خلت، وإعادة إحيائها من جديد ليتعرف عليها جيل اليوم، فيما يستذكرها جيل الأمس.
إكرام. س