الثقافي
يميني فرنسي متطرف يتبنى اغتيال صديق الثورة الجزائرية هنري كوريال
في اعترافات جاء بها الكتاب المثير للجدل "رواية حقيقية لفاشي فرنسي"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 ماي 2015
تبنى أحد أعضاء منظمة من اليمين المتطرف قريبة من "المخابرات الفرنسية" وللمرة الأولى في كتاب تحت عنوان "رواية حقيقية لفاشي فرنسي" اغتيال المناهض للاستعمار والمناضل من أجل القضية الوطنية هنري كوريال في 4 ماي 1978 بباريس، في 4 ماي 1978 اغتيل هنري كوريال على يد مجهولين رميا بالرصاص بداخل مصعد العمارة التي كان يقطن بها بباريس. وكان روني ريسينيتي دو سايس عضو بمنظمة فرنسية قريبة من "المخابرات الفرنسية" ومرتزقة بوب دينار الذي فارق الحياة في 2012 قد أكد في هذا الكتاب الذي صدر بعد وفاته أنه شارك في اغتيال المناضل من اليسار المتطرف بيار غولدمان وهنري كوريال في حين تم طي هذا الملف رسميا من قبل السلطات الفرنسية. من مواليد 13 سبتمبر 1914 بالقاهرة (مصر) في عائلة ميسورة إيطالية الأصل ومن أب مصرفي كرس هنري كوريال وهو مناهض متحمس ضد الاستعمار حياته للنضال من أجل حركات التحرر الوطنية لا سيما في إفريقيا، وفي 1956 تفرغ لاستقلال الجزائر من خلال إنشاء الحركة الفرنسية المناهضة للاستعمار وخاصة من خلال تطوير العمل السري داخل "شبكة جانسون" و"حاملو الحقائب" لتوفير الدعم اللوجستيكي لمناضلي القضية الوطنية. كما وضع تحت تصرف مجاهدي جبهة التحرير الوطني بفرنسا كل مهارته في مجال النضال، وعندما تعرضت "شبكة جانسون" إلى عدة عمليات توقيف في 1960 تكفل هنري كوريال بشبكات "حاملي الحقائب" ووضع شبكة مماثلة حملت اسمه، وقال عنه جان تابت المناضل من أجل القضية الوطنية وأحد المسؤولين بشبكة "كوريال" آنذاك أنه "كان ثوريا بأتم معنى الكلمة والدليل على ذلك تبنيه لعدد من القضايا الهامة في العالم سواء كانت مناهضة للاستعمار أو مناهضة للفاشية"، وتم توقيفه في 20 أكتوبر 1960 بسبب التزامه لصالح القضية الوطنية وبعدها تم سجنه لمدة 18 شهرا بفريسنس (فرنسا) قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد التوقيع على اتفاقات إيفيان (مارس 1962).
تبني اغتيال "سياسي"
واصل هنري كوريال كفاحه ضد الاستعمار من خلال تكوين مناضلين لقضايا أخرى كما شغل كوسيط في السبعينيات بين مسالمين إسرائيليين وفلسطينيين قبل اغتياله في 1978، بعد 37 سنة من طي ملف هذا الاغتيال تبنى رجل لأول مرة هذه الجريمة "السياسية" في كتاب تحت عنوان "رواية حقيقية لفاشي فرنسي"، وقال ريسينتيني دو سايس للصحفي كريستيان رول الذي كان قد روى له دافعه في اغتيال لكوريال وكيف نفذ فعلته أنه تلقى الضوء الأخضر لعملية القتل من قبل بيار دوبيزي قائد "المنظمة المدنية الوحيدة" ميليشية الحزب الغولي. وفي جانفي 2013 كان المؤرخ جيل مانسيرون قد تطرق في حديثه عن اغتيال كوريال مستندا إلى عدد من تحقيقات وشهادات "حديثة وموثوقة" إلى مسؤولية المصلحة الفرنسية للتوثيق الخارجي ومكافحة الجوسسة في هذه القضية، وأضاف مانسيرون أن "هذا الاغتيال حتى وإن كانت اقترفته هذه المصلحة إلا أنه تم بموافقة رئيس الجمهورية" فاليري جيسكار ديستان، ولم يكن ممكنا إلى حد الآن الاطلاع على أرشيف المخابرات الفرنسية لتسليط الضوء على هذا الاغتيال، وقال أن النائب الفرنسي الإيكولوجي نوال مامير كان قد طالب بإنشاء لجنة تحقيق وهو أمر بات "ضروريا" للذاكرة الجماعية واصفا هذه الجريمة "بعملية اغتيال صادرة عن دولة".
إكرام. س