الثقافي

الأوساط الأدبية الفرنسية تكافئ كمال داود بعد تطاوله على الإسلام

نال جائزة "غونكور" الأدبية الشهيرة

 

 

استطاع الروائي المثير للجدل كمال داود أن يحوز على أرفع الجوائز الأدبية الشهيرة بالأوساط الفرنسية، ورغم مساعيه السابقة لنيل الجائزة آخرها السنة الماضية إلا أنه لم يصل إلى مبتغاه غير أن الجائزة ابتسمت له أخيرا هذه السنة وتوجته على عرشها ليكون ثالث اسم عربي ينالها، وربطت أوساط عديدة فوز الكاتب والصحفي كمال داوود هذه السنة حتى قبل الإعلان عن الأسماء الفائزة بكونها ستكون من نصيبه خاصة وأن الرواية وتصريحات الكاتب على مدار الأشهر الماضية صبت في مجملها تجاه التطاول على الدين الإسلامي في شكل تصريحات وكتابات عبر مختلف الوسائل الإعلامية الفرنسية، وقد أثار الكاتب الجدل في بسبب تصريحاته لقناة فرانس 2 التابعة لشبة القنوات التلفزيونية الفرنسية، معبرا لها عن عدة تصريحات مثيرة تتعلق بموقفه من قضايا اللغة والدين والانتماء، وتسبب هذا في إصدار فتوى من طرف عبد الفتاح حمداش تفيد بتكفيره والمطالبة بإعدامه علنا، ما تسبب أيضا في ردود فعل مستنكرة وغاضبة من المثقفين الجزائريين والفرنسيين، وكل هذه الأحداث والوقائع التي حاول الروائي الاستثمار فيها لصالحه رأى العديد من المتابعين للشأن الثقافي عندنا بالتزامن مع الإعلان عن اسمه كمتوج بالجائزة أمس بكونه قد حقق مبتغاه أخيرا.

الرواية الفائزة بالجزائر وسمت بـ "مورسولت، تحقيق مضاد"، صدرت في الجزائر سنة 2013، قبل أن تصدر في فرنسا، عن دار نشر "البرزخ" في الجزائر و"آكت سود" في فرنسا، حيث تعتبر تكملة لقصة الاغتيال التي قام به أحد أبطال رواية " الغريب" للكاتب الشهير ألبير كامو، وهو يقدم رواية من وجهة نظر جزائرية على لسان أخ " العربي" الذي تم اغتياله، وقد سبق للرواية أن أحرزت سنة 2014 عدة جوائز أجنبية، منها جائزة فرانسوا مورياك للأكاديمية الفرنسية وجائزة القارات الخمس التي تمنحها منظمة الفرانكفونية الدولية وجائزة "إيسكال ليتيرار" للجزائر التي يمنحها كتاب وصحفيين جزائريين وفرنسيين.

وكانت الرواية قد دخلت قبل أسابيع القائمة القصيرة للأعمال المتنافسة على جائزة "غونكور" الأدبية الشهيرة في فرنسا التي فاز بها أمس ليصبح بذلك ثالث روائي عربي يفوز بـ "غونكور" بفضل إعادته العمل على شخصية "العربي" المقتول في رواية "الغريب" لألبير كامو، بعد أن تنافست مع أعمال روائية أخرى، ويعرف داوود بأسلوبه اللاذع وبفكره المتحرر وهو ما يعبر عنه في مقالاته في الصحافة والأدب أيضا.

واستلهم داوود روايته من رواية "الغريب" للكاتب والفيلسوف الفرنسي الشهير ألبير كامو الحاصل على جائزة نوبل عام 1957، كامو ولد في الجزائر وكتب عنها أجمل صفحات الأدب الفرنسي، ويقول داوود فتنني"الغريب" لألبير كامو، ووجدتها فرصة لأنطلق من قصة "الغريب" وأقلبها بدءا من زاوية "العربي" أو أخيه، وأيضا لأسرد أشياء أخرى انطلاقا من كامو، و"العربي" هو الضحية المجهولة التي قتلها الراوي "مورسولت" في رواية الغريب لألبير كامو (1942)، فيعيد له داوود هويته وحكايته عبر أخيه، لكن الكاتب أخذها بحذر وبعيدا عن تأثيرات كامو عليه ويعتقد بحسب تصريحاته السابقة بأن رواية "مورسولت، تحقيق مضاد" "تتكلم عن الزمن الحاضر".

هذا وقد أشار الناشر سفيان حجاج أمس بباريس الذي حضر حفل الإعلان عن الفائز بالجائزة، أن لجنة التحكيم بأكاديمية غونكور اختارت بالإجماع رواية كمال داود لهذه الجائزة التي منحت للكاتب الجزائري من قبل الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبري، وكان كمال داود قد وصل إلى نهائي جائزة غونكور 2014 بنفس الكتاب إلى جانب كل من كيكو هيريرو وميغال بونيفوي وجون جويل أورينغو، وكان كتاب "موروسو تحقيق معاكس" قد صدر أولا في الجزائر سنة 2013 عن دار النشر البرزخ، ويتناول الكتاب جريمة القتل التي ارتكبتها الشخصية المثيرة للجدل في كتاب "الأجنبي" لألبير كامو من خلال تطرقه إلى الوقائع من وجهة نظر جزائرية"، وتحصل كمال داود بهذا الكتاب على جائزة فرانسوا مورياك من الأكاديمية الفرنسية وجائزة القارات الخمس التي تمنحه المنظمة الدولية للفرانكفونية بالإضافة إلى جائزة "المرسى الأدبي" الذي يمنحه كتاب وصحفيون جزائريون وفرنسيون، كما حاز الكاتب على جائزة "قائمة غونكور - اختيار المشرق" خلال الصالون الـ 21 للكتاب الفرانكفوني ببيروت.

وستصدر النسخة الإنجليزية لهذا الكتاب الذي يتناول الوضع الحالي في الجزائر شهر جوان المقبل لدى دار النشر "اوذر بريس" بنيويورك. 

وكانت جائزة غونكور للرواية الأولى تمنح خلال التسعينات تحت اسم "منح غونكور" حيث تمنح ابتداء من هذه السنة من قبل أكاديمية كونغور في نفس الوقت مع جائزة غونكور للقصة القصيرة والشعر، ومنحت هذه الجائزة سنة 2014 للكاتب الفرنسي فريديريك فيرجي على روايته "أردن".

إكرام. س

من نفس القسم الثقافي