الثقافي
الحبيب السايح يكتب عن الحرب والانكسار والاستقلال في رواية "كولونيل الزبربر"
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 أفريل 2015
صدر عن دار الساقي، رواية بعنوان "كولونيل الزبربر" للروائي الجزائري الحبيب السائح"، وتعتبر الرواية قصة الانكسار الذي بدأ غداة الاستقلال واستمر حتى الآن، ولعلها أول نص جزائري يتجرأ على المسكوت عنه، وعلى المحظور في حرب التحرير، وما ترتب عنها بعد الاستقلال. وتدور الرواية حول البطلة "طاوس الحضري" التي تكتشف حياة جدها مولاي الحضري، والضابط السابق في صفوف جيش التحرير الوطني الجزائري خلال حرب التحرير، إذ كان جدها قد غادر الجندية والسياسة، عقب الاستقلال، احتجاجاً على إعدام أصغر ضابط برتبة عقيد في صفوف جيش التحرير بتهمة الخيانة والانفصالية، وترك لنجله جلال الحضري، المكنّى كولونيل الزبربر، كراسةً سجّل فيها يومياته المطبوعة بشراسة الحرب وفظاعة الموت ومشاهد التعذيب والإعدامات بالسلاح الأبيض والتصفيات الفردية والجماعية، مرفقةً بشهادة من طبيب جزائري يسرد فيها وقائع من الحرب داخل الجزائر العاصمة.
الرواية تتمحور أيضا بشكل ما حول " الذاكرة التي تحيل هنا إلى إحالات وحالات متعددة"، لكنها بشكل ما، تخص أكثر الذاكرة التي تستعيد، حياة جدها المعروف بـ"بوزقزة" الذي يغادر الجندية والسياسة، عقب الاستقلال، احتجاجا على إعدام حكومة الاستقلال لأصغر ضابط برتبة عقيد في صفوف جيش التحرير والجيش الوطني الشعبي في 1964، بتهمة الخيانة والانفصالية.
هذا الجد، مفصل الحكاية في الرواية، يترك لنجله " والد طاوس "، جلال الحضري، المكنى بـ"كولونيل الزبربر"، كراسة كان سجل فيها، خلال الحرب، يومياته المطبوعة بشراسة الحرب وفظاعة الموت ومشاهد التعذيب في كِلا المعسكرين والإعدامات بالسلاح الأبيض لعناصر "الحركى"، خاصة والتصفيات الفردية التي طالت الجنود والضباط أنفسهم بتهم مختلفة، تعدت حتى إلى طلبة الجامعة الملتحقين بصفوف جبهة التحرير بدعوى أنهم مندسون وكذا التصفيات الجماعية بتهمة الموالاة للعدو. الكراسة، سلمها إياه قبل وفاته في المستشفى العسكري، مرفقة بشهادة من طبيب جزائري متزوج بفرنسية، يعالج جرحى جنود جيش التحرير سريا، يسرد فيها وقائع من الحرب داخل الجزائر العاصمة والأعمال الإرهابية للمنظمة المسلحة السرية، التي اغتالت المدنيين وفجّرت المقرات وأحرقت المكتبة المركزية، قبل التحاقه نهائيا بجيش التحرير في جبال الزبزبر.
الرواية تحكي يوميات كولونيل الزبربر " نسبة إلى جبال الزبربر أحد معاقل جيش التحرير خلال الحرب الذي يتحول في 1992 إلى أهم موقع للجماعات المسلحة"، منذ طفولته مرورا بمدرسة أشبال الثورة فالتحاقه بأكاديمية شرشال لمختلف الأسلحة وصولا إلى إقحامه في ميدان العمليات ليكون أول ضابط يشكل فصيلة متخصصة في مواجهة الجماعات المسلحة خلال فترة العشرية السوداء، وانتهاء بإحالته على التقاعد ليشرع في كتابة مذكراته، بوقع الحزن والفجيعة والعزلة، لفقده ابنه ياسين، الضابط في صفوف الأمن والذي يُقتل في محاولة لتحرير رهائن من قبضة جماعة مسلحة، وبعده لفقده زوجته باية.
إ. س