الثقافي

حدث ثقافي برسائل سياسية

في افتتاح العرس الثقافي "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"

 

 

طغى الطابع السياسي والوضع الأمني المتوتر الذي تشهده الأوطان العربية على فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث صبت مجمل التدخلات للمسؤولين الجزائريين بداية من رئيس الجمهورية الذي بعث برسالة للجزائريين وللأمة العربية، داعيا إياهم إلى الحفاظ على وحدة الأمة في هذا الوقت بالذات الذي تشهد فيه بعض الأوطان العربية "الدمار"، واصفا الفترة هذه التي قال بأنها تمتحن فيها الدول العربية في أمنها واستقرارها ووحدتها فترة " عصيبة " تتطلب من الجميع مزيدا من الالتحام والتعاضد في سبيل حقن نزيف جسم هذه الأمة المنهكة وإعادة بناء الحلم العربي على أساس المصلحة العربية، حيث راهن القاضي الأول للبلاد على العمل الثقافي ليكون بوابة لإنماء الوحدّة وتكريس الأمن والاستقرار، وغير بعيد عن رسالة الرئيس حرص ضيوف الجزائر خلال مداخلاتهم في حفل الافتتاح الرسمي الذي ناب فيه الوزير الأول عبد المالك سلال عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة صبت مجمل مداخلاتهم في الشق المتعلق بضرورة صون وحدّة الأمة العربية والبلدان العربية التي تشهد بعضها نزاعات داخلية وأخرى إقليمية أثرت على استقرار المنطقة وازدهارها ثقافيا وفي كل المجالات، بينما شكل حفل الافتتاح الذي أبدع فيه المخرج علي عيساوي لنقل الحقبات التاريخية وأهم المحطات التي شهدتها مدينة العلم والعلماء على مدار قرون من الزمن، نقطة سلبية في الحفل خاصة وأن مدّة العرض كانت كبيرة ومملة في بعض الأحيان وعدا ذلك فقد كانت عاصمة الجسور المعلقة وحفل الافتتاح في شقه الثقافي المحور الذي غطى على اخفاقات المنظمين الذين أقصوا وزارة الثقافة ومحافظة المهرجان من تنظيم افتتاح محكم.

وفي تمام العاشرة من ليلة الخميس الفارط، أعطى الوزير الاول عبد المالك سلال باسم الرئيس بوتفليقة إشارة انطلاق تظاهرة " قسنطينة عاصمة للثقافة العربية في حفل ساهر بعاصمة الشرق الجزائري وأمام جمع غفير من أعلام الثقافة العربية والسياسة والفن تلا مستشار رئيس الجمهورية محمد بن عمر زرهوني رسالة الرئيس لهؤلاء وللأمة العربية عموما، والتي ضمنها الرئيس ترحيبه بضيوف الجزائر في هذا اليوم المصادف ليوم العلم والذي يوافق هذه السنة انطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية مذكرا قول قباني في مدينة قسنطينة " هي مدينة طائرة"... وهي كما قال بوتفليقة في رسالته سواء سميت سيرتا أو قسنطينة التي عاصرت اليونان ومصر وبلاد الرافدين ونضج في كنفها أعلام الجزائر على مر التاريخ... فلا عجب أن تختارها منظمة التربية والعلوم العربية عاصمة للثقافة العربية 2015 لأنها عندما تبصرت في تاريخ قسنطينة أدركت ما حبلت به من أعلام الادب والشعر والفن وما تجملت به من سير الابطال".

وغير بعيد عن قاعة الافتتاح الرسمي كانت سماء عاصمة الجسور المعلقة تضاء بالألعاب النارية التي أضاءت سماء مدينة الصخر العتيق، وقد أضيئ بالمناسبة سماء المدينة فوق الصخر العتيق ما أثار إعجاب عديد القسنطينيين الذين لم يترددوا في الخروج للاستمتاع بمشاهد نادرة للألعاب النارية، وقد تناغمت المشاهد التي صنعتها الالعاب النارية من الإضاءة الفنية التي تزينت بها جسور وأهم مباني المدينة وذلك منذ مساء الاربعاء الأخير لتكتسي بذلك مدينة الصخر العتيق حلة في غاية الأناقة والجمال.

ح. س

من نفس القسم الثقافي