الثقافي

أنيس جعاد يفوز بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه "الممر"

في اختتام المهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير بوجدة في المغرب

 

توج المخرج الجزائري أنيس جعاد بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه " الممر " في ختام المهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير الذي اختتمت فعاليات دورته الرابعة مساء أول أمس بوجدة المغربية، كما عرفت هذه الدورة تكريم الممثل الجزائري حسان كشاش ومشاركة أحمد راشدي كعضو في لجنة التحكيم.

يتناول الفيلم الروائي القصير «الممر» في 25 دقيقة، قصة حارس مسن رسمت التجاعيد خرائطها على سمات وجهه يعمل في مقصورة لسكة القطار، رجل أمضى ثلاثة عقود من عمره يسهر على أمن مفترق السكك الحديدية، يعيش يوميات روتينية تزيد من غرقة في الكآبة. ينحصر بين الجدران الأربعة لغرفة قديمة تكاد تكون خاوية إلا من سرير وطاولة، الهاتف القديم المعلق على الحائط يرن من لحظة لأخرى لينبه العامل لوجوب قيامه والإشراف على سلامة الطريق للقطار القادم. يقتل الفراغ بالسجائر المشتعلة، وبألحان موسيقى الشعبي –نوع موسيقي جزائري يعتمد على القصائد -المنبعثة من جهاز الراديو الذي يؤانس وحشته. يتلقى العامل المسن رسالة تقلب حياته رأسا على عقب، حين يكتشف قرار تسريحه من عمله، المحنة التي يمر بها تقربه من متشرد جعل من محطة القطار مقرا له، يتقاسمان السجائر والخمر ويمضيان وقتهما في صمت رهيب يقطعه بين الحين والآخر السؤال نفسه «"هل من جديد" ليجيب الآخر "لا جديد فقط الظلام الحالك". وفاز الفيلم التونسي "ليلة القمرة العمية" للمخرجة خديجة لمشكر، بالجائزة الكبرى وعادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم المغربي "رحلة في الصندوق " للمخرج أمين صابر. ومنحت اللجنة جائزة أحسن سيناريو للفيلم المغربي "حدود" لعلي الصميلي وكلير كاهن، بينما حصل الممثل الجزائري رشيد بن علال على جائزة أحسن دور رجالي في فيلم "الممر" لأنيس جعاد. كما عادت جائزة أحسن دور نسائي مناصفة للممثلتين التونسيتين رشا معوية في فيلم "ليلة القمرة العمية" لخديجة لمشكر، وفاتن شادلي في فيلم "حركة تمثيل" لبلال بالي. من جهتها، منحت لجنة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، التي ترأسها الشاعر عبد المجيد تومرت الكاتب العام للجامعة وعضو إدارة مهرجان السينما الأفريقية بخريبكة، جائزتها للفيلم الجزائري "الممر" للمخرج أنيس جعاد. وعرفت المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته الرابعة (دورة الناقد المغربي الراحل محمد الدهان)، مشاركة 24 فيلما مغاربيا قصيرا، أشرفت عليها لجنة تحكيم تضم كل من المخرج المغربي لحسن زينون (رئيسا)، والسينمائي الجزائري أحمد راشدي، والأديب الموريتاني محمد ولد أحظانا، ثم الممثلة التونسية ربيعة بنعبد الله، فيما غاب عنها المخرج الجزائري صلاح الدين صادق قويدر لأسباب أمنية. وتم خلال حفل اختتام المهرجان، المنظم من طرف جمعية "سينيمغرب" تكريم الممثل المغربي والمخرج المسرحي (من وجدة) عبد الرزاق بنعيسى اعترافا وتقديرا لعطاءاته وإسهاماته الكبيرة في الساحة الفنية، إلى جانب تقديم عرض فني متميز من طرف مجموعة "الألوان" الإسبانية التي أتحفت الجمهور برقصاتها من تراث الفلامنكو. وفي كلمة له خلال حفل الاختتام، أكد خالد اسلي مدير المهرجان أن هذا الأخير بدأ يحقق بعضا من أهدافه خاصة تحقيق صيغ التقارب الجمالي والإنساني بين مكونات المجتمع المغاربي الذي هو واجب على كل المثقفين والفنانين المغاربيين. وأضاف أن هذه التظاهرة أصبحت بعد أربع دورات فقط تحقق حلم ساكنة تطمح إلى احتضان تظاهرة سينمائية كبرى. 

فيصل شيباني 

من نفس القسم الثقافي