الثقافي

ملحمة حفل الافتتاح تضع المسؤولين على قطاع الثقافة في ورطة

مع بداية العدّ العكسي لانطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية

 

رغم التطمينات التي أطلقها المسؤولون في الديوان الوطني للثقافة والإعلام حول ملحمة قسنطينة الكبرى التي ستفتتح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لا تزال متأخرة، حيث لحد كتابة هذه الأسطر لم يدخل طاقم العمل في التمرينات الأخيرة، كما أن الديكور لم ينته بعد، إضافة لتأخر في تصميم بعض الأزياء الخاصة بالممثلين. 

وككل مرة يدخل الديوان الوطني للثقافة والإعلام في صراع مع الزمن من أجل الاسراع باللحاق بالتواريخ المخصصة لعرض الملحمة التي يكون مشرفا على إنتاجها، فبعد ملحمة الجزائر التي جعلته يتخبط في مشاكل عديدة ويصارع الزمن حتى تجهز مع تاريخ الاول نوفمبر وذكرى 60 سنة على اندلاع الثورة التحريرية، حيث في الاول اختار المخرج العراقي جواد الأسدي الذي بقي لمدة شهر كامل في الجزائر ولم يحرك أي شيء وبقيت الامور جامدة والوقت يمر، حتى يقع في الأخير الاختيار على المخرج الجزائري عمر فطموش من أجل انقاذ راس لخضر بن تركي، وهو ما تم فعلا حيث قام عمر فطموش بتجهيز الملحمة رغم ضيف المدة التي منحت له والتي لا تتعدى 25 يوما، وعرضت الملحمة ولاقت بعض الانتقادات، ولكن ليست سيئة، وهو ما جعل الكل يتنبأ بأن يقوم نفس المخرج بالاشتغال على ملحمة قسنطينة الكبرى ولكن تم الاستقرار في الأخير على المخرجين علي عيساوي والشاب فوزي بن براهم اللذان لا يملكان تجربة في هذا النوع المسرحي خصوصا وأن الفضاء الذي تدور فيه الملحمة مفتوح وهو بعيد عن اختصاص المخرجين وهو ما جعلهما يضيعان بعض الشيء مع العمل ويسجلان تأخرا كبيرا مع الضغط المتواصل من طرف الديوان الذي يريد الوصول في الوقت المحدد، ولكن الرغبة شيء والواقع شيء فمصادرنا تقول أن الملحمة لم تدخل بعد مرحلة التمارين الاخيرة او ما يطلق عليها مرحلة les fillages ما سيورط أكثر إدارة بن تركي واختيارها الخاطئ للمشرفين على العمل الذي يجب أن يكون بعيدا عن الجهوية لأن العمل المحترف يجب أن يخرج من طابع المحلية المعتمد عندنا.

وأضاف المصدر أن جزءا كبيرا من الديكور لم يتم تجهيزه إلى حد الساعة وهو الأمر الذي عرقل مهمة القائم على السينوغرافيا إضافة للتأخر في تصميم مجموعة من الازياء في حين لم يتبقى سوى 4 أيام عن العرض الرسمي، فكيف سيواجه المخرجين هذا المأزق وسط تزايد الضغط.

ومع تزايد الأخبار من هنا وهناك عن عدم استعداد قسنطينة لاستقبال هذا الحدث الثقافي العربي الكبير وعلى كل المستويات تزداد معها المخاوف من كارثة تنتظر المنظمين، خصوصا إذا علمنا أن القاعة الوحيدة الجاهزة لاستقال هذا الحدث عي قاعة "الزينيت"، التي ستحصر فيها الفعاليات الثقافية لحين جاهزية باقي المرافق الثقافية الأخرى. 

وأوضح مسؤول الاتصال بالديوان الوطني للثقافة والإعلام سمير مفتاح في تصريح للرائد أن الملحمة دخلت مراحلها النهائية والكل مجند من أجل اتمام العمل على احسن وجه، مضيفا أن الفنيين جاهزون لإعطاء صورة جيدة عن الجزائر عبر هذا العمل الذي يؤرخ لمدينة قسنطينة. 

فيصل شيباني 

من نفس القسم الثقافي