الثقافي

مدعوون يرفضون المشاركة في حفل افتتاح تظاهرة قسنطينة

بعد أن حمّلتهم وزارة الثقافة نفقة التنقل إلى الجزائر


 

  • فضيلة الفاروق: "عذرا قسنطينة لا يمكنني المجيء"
  • أحلام مستغانمي توجه صفعة للقائمين على عاصمة الثقافة العربية وترفض المشاركة 
  • سفير التظاهرة عز الدين ميهوبي  يتبرّأ 

 

 

الظاهر أن مشاكل تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لن تنتهي، فبعد الاخبار عن التأخر في مشاريع عديدة، هاهي تظهر من جديد مهزلة أخرى بطلتها وزارة الثقافة التي اشترطت على الضيوف الجزائريين في الخارج دفع مبلغ تذكرة الطائرة لمن أراد حضور حفل الافتتاح.

كشفت مصادر أن وزارة الثقافة وبالتنسيق مع وزارة الخارجية قامت بإرسال 50 دعوة للمثقفين الجزائريين بالمهجر في مختلف الدول، حيث كلفت السفراء بتسليم الدعوات للمبدعين والفنانين لحضور حفل افتتاح تظاهرى قسنطينة عاصمة العربية ولكن الشيء الذي صدم له هؤلاء هو اشتراط دفع مبلغ تذكرة الطائرة على ان تتكفل محافظة التظاهرة بمصاريف الإيواء والتنقل داخل الجزائر. السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو هل سيتقبل المثقفون الجزائريون في الخارج هذه الدعوات وهل سيقومون بحضور التظاهرة، للأسف كل لمؤشرات توحي بالرفض خصوصا وان تذكرة الطائرة من الخارج باهظة في بعض الدول ففي لبنان مثلا تبلغ سعر التذكرة إلى الجزائر حوالي 740 دولار وهو مبلغ كبير يصعب على الكثيرين فكرة المجيء لهذا المحفل العربي. 

وحسب مصدر مقرب من الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي فإن هذه الأخيرة رفضت قبول الدعوة التي تسلمتها من السفير الجزائري بلبنان بحكم أنها اعتبرتها إهانة للمثقف الجزائري، وهو الأمر الذي ينطبق على البقية، حيث أبدى عدد كبير من الكتاب والأدباء والفنانين الجزائريين عدم تقبلهم لطريقة الدعوة وتصرف الوزارة الوصية بدفع مبلغ التذكرة، وتساءل المعنيون عن جدوى القيام بهذا الاجراء في حين ان الميزانية التي خصصت لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية كبيرة جدا، إضافة لتساؤل آخر وهو هل تعجز تظاهرة بهذا الحجم أن تدفع ثمن تذاكر الرحلات لمثقفين ساهموا في اعلاء اسم بلدهم في شتى المحافل الثقافية الدولية.

ما قامت به وزارة لعبيدي يعتبر استثناء عن باقي الدول العربية ويا ليته كان من الناحية الايجابية، فكل الدول العربية التي تحتضن فعاليات ثقافية كبرى تقوم بدعوة مثقفيها والتكفل بهم من شتى النواحي، ولكن في الجزائر تبرز ظاهرة غريبة وهي الإصرار على اهانة المثقف الجزائري سواء داخليا أو خارجيا، فدائما يتم الاعتراف بالخارجي على حساب المبدع الجزائري رغم افضلية الجزائري أحيانا فهذا لا يشفع له مع تواجد إصرار كبير على ثقافة الإقصاء ودحض الإبداع، وهو شيء ملموس بقوة فالكل انه في أي تظاهرة ثقافية تحتضنها الجزائر نسارع في جلب الضيوف الاجانب وتقديم تسهيلات كبيرة لهم من خلال تخصيص افخم الفنادق والسيارات الخاصة والسهر على راحتهم، ولكن بالمقابل نجد مثقفين جزائريين في نفس الدرجة أو أكبر ينزلون في فنادق أقل تصنيفا من التي يتواجد بها الأجنبي، فلماذا كل هذا التمييز في حق أبناء البلد؟

 

فضيلة الفاروق:

"أول مرة في حياتي أتلقى دعوة رسمية ويطلب مني دفع تذكرة الطائرة"

واستغربت الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق المقيمة في لبنان للجراء الذي قامت وزارة الثقافة الجزائرية في طلبها المتمثل بدفع ثمن تذكرة الطائرة لحضور حفل افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وعبرت الكاتبة على حسابها الخاص في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عن شكرها لوزارة الثقافة الجزائرية قائلة بسخرية " أشكر وزارة الثقافة الجزائرية على دعوتها للمشاركة في افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، وشكرها أكثر على " التذكرة غير المدفوعة" بحكم أن كل مشارك من الخارج على وزارة بلاده أن تتكفّل بتذكرته. " وتساءلت الفاروق عن الجدوى من جواز السفر الأخضر ( الجزائري ) إذا كانت لبنان هي من تدفع ثمن التذكرة، مضيفة أن حسب منطق وزارة الثقافة في الجزائر فإن كل مغترب فهو بالضرورة غير تابع لبلده. 

وتساءلت الكاتبة الجزائرية مجددا "إذا كانت كل وزارة ستتكفّل بمن سترسلهم للجزائر من أبنائها فأنا إبنة من؟ لماذا الجزائريون خارج الجزائر لا تدفع لهم وزارتنا الموقرة تذاكرهم؟. وأضافت الفاروق أن الجزائر أثبتت مرة أخرى أن الثقافة العربية لا تعنيهم في العمق، وأن كل المعربين مساكين سواء في تبعيتهم السياسية للعالم العربي أو بتصورهم أن الثقافة العربية منحت شيئا ذا قيمة". وأضافت الفاروق "صراحة هذه أول مرة أتلقى دعوة رسمية من جهة ما وتطلب مني أن أتكفل بتذكرتي".

وفي الأخير اعتذرت فضيلة الفاروق عن حضور التظاهرة قائلة " عذرا قسنطينة لا يمكنني المجيء عذرا يا عاصمة الثقافات جميعها، يا تاريخا طويلا يمتد من عصر، كوني بخير سأزورك حين تسمح لي الظروف خارج إطار المهرجانات.

 

سفير التظاهرة عز الدين ميهوبي يتنصل من مسؤوليته

في تصريح مقتضب لجريدة " الرائد " نفى عز الدين ميهوبي معرفته بهذه المستجدات متنصلا من مسؤوليته قائلا " لا علم لي ما يجري وهذا الأمر لم اسمع به، كما أن ما يحدث ليس من مسؤوليتي فمهمتي في التظاهرة كانت تسليم الدعوات للضيوف العرب فقط، أما الأمور الأخرى فليست من شأني. 

فيصل شيباني 

من نفس القسم الثقافي