الثقافي

مسيرة طويلة ومعاناة في غياهب النسيان

سيد علي كويرات... رحيل الأسطورة

 

 

شيع أمس الممثل الكبير سيد علي كويرات إلى مثواه الأخير بمقبرة واد الرمان في الجزائر العاصمة بحضور عدد كبير محبيه وأصدقائه، ومن بين الذين تواجدوا في المقبرة من المسؤولين كل من الوزير السابق لمين بشيشي ووالي العاصمة عبد القادر زوخ والمدير السابق للتلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي، إضافة إلى ابراهيم صديقي محافظ مهرجان وهران للفيلم العربي. 

 

سيدعلي كويرات الممثل الجزائري القدير الذي صنع اسمع بأحرف من ذهب في المسرح والسينما الجزائرية، تألق من خلال الأدوار التي أداها، من مواليد 7 سبتمبر 1933 بالعاصمة, ترك بصماته في عالم السينما الجزائرية منذ الاستقلال وذلك خلال مشاركته في العديد من الأعمال من بينها "العفيون والعصا" و"وقائع سنوات الجمر" وفيلم "ديسمبر" وغيرها.

60 سنة من العطاء الفني مقابل التجاهل والنسيان 

على رأي المثل" لما كان حيا اشتاق تمرة ولما مات علق له عرجون على قبره" هو ما ينطبق تماما على القائمين على قطاع الثقافة في الجزائر ، فالممثل سيدعلي كويرات وكغيرة ممن سبقوه في صورة فتيحة بربار وقاسي تيزي وزو هذه الأسماء من ذلك الزمن الجميل كلهم رحلوا في صمت ومعاناة وتجاهل لنضالهم في سبيل إدخال البسمة للعائلة الجزائرية حيث قدموا كل شيء للفن الجزائري لكن ولا أحد من المسؤولين التفت إليهم إلا الخطوة التي تقوم بها إدارة المسرح الوطني الجزائري بين الفينة والأخرى ان لم نقل مرة في السنة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح اين تقوم بمنح حفنة من الأموال للفنان او عائلته مثلما حدث مؤخرا مع الفنان الذي يعاني على فراش المرض أبو جمال. 

سيد علي كويرات صحاب المسيرة الطويلة في الفنا الجزائري سواء كن في المسرح أو السينما او التلفزيون ساهم في إعطاء الفن الجزائري دفعة أخرى نحو الاحترافية من خلال أعماله التي مازالت لغاية اليوم شاهدة على تألقه وهو الذي صنع لنفسه اسما من ذهب. 

ترك الممثل سيد علي كويرات، أحد أبرز الوجوه الفنية في المسرح والسينما الذي وافته المنية مساء اليوم الأحد بالجزائرالعاصمة, أعمالا سينمائية شكلت ثمرة مسار فني حافل فاق 60 عاما كرسها من أجل خدمة الثقافة الجزائرية. ولد الممثل الراحل سيد علي كويرات في 7 سبتمبر 1933 بالجزائر العاصمة, والتحق بالمسرح سنوات 1950 إلى جانب فنانين كبار من أمثال محي الدين بشطارزي ومصطفى كاتب ومحمد بودية وغيرهم. وبرز سيد علي كويرات كوجه سينمائي في 1963 من خلال فيلم "أبناء القصبة" لعبد الحليم رايس وهو العمل الذي اقتبسه عن مسرحية بنفس العنوان. من بين الأفلام التي أدى فيها الفقيد أدوار فيلم, "العفيون والعصا" لأحمد راشدي (1970) و"وقائع سنوات الجمر"(1974) الحاصل على السعفة الذهبية و"هروب حسان طيرو"(1974) وفيلم "عودة الابن الضال" (1976) للمخرج يوسف شاهين ثم فيلم "الضحايا" (1982) "صحراء بلوز"(1991) للمخرج بوراس العيد. وكانت من بين آخر الأعمال التي شارك فيها الفقيد فيلم "المفتش لوب"(2012)--المقتبس عن رواية الكاتب ياسمينة خضرا-- للمخرج بشير درايس. وكان آخرعمل سينمائي أنتجه الفقيد فيلم "ميستا" الذي قام باخراجه كمال لعيش. وتوج الفقيد خلال مسيرته الفنية بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية. توفي الممثل سيد علي كويرات عن عمر يناهز82 عاما اثر مرض عضال أدخله المستشفى شهر مارس المنصرم أين أجريت له عدة عمليات جراحية.

 

حزن لرحيل العملاق 

حالة من الحزن خيمت على الوسط الفني في الجزائر بعد نزول خير وفاة سيدعلي كويرات حيث عبر العديد من الفنانين عن حزنهم الكبير لرحيل احد اكبر الممثلين المتألقين في السينما والمسرح الجزائري.

 

الرئيس بوتفليقة يعزي عائلة الفقيد 

بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية لأسرة الفنان الراحل سيد علي كويرات والأسرة الفنية، قال فيها "إن الساحة الفنية تفقد أحد أيقوناتها وهو من طينة الكبار الذي ارتبط اسمه بروائع الأعمال في السينما والمسرح والتلفزيون". وعدد الرئيس بوتفليقة مناقب الراحل الذي قال بأنه من أبرز الوجوه التي صنعت السينما الجزائرية فأرخوا بذلك لثورة أول نوفمبر المجيدة بمشاهد سينمائية تحفظ الذاكرة الجماعية، واصفا اياه بالمدرسة التي تعلمت منها أجيال بأدائه وأخلاقه المتميزة.

 

وزيرة الثقافة نادية لعبيدي: الساحة الفنية فقدت أحد أعمدتها

أشادت وزيرة الثقافة, نادية لعبيدي, بالمسار الفني الحافل وبنضال الممثل سيد علي كويرات الذي وافته المنية مساء أول أمس معتبرة إياه بـ"الممثل القدير والمتميز". وأكدت لعبيدي في برقية تعزية مساء الأحد أنه "برحيل الممثل سيد علي كويرات تكون الساحة الفنية قد فقدت أحد عمداء السينما والمسرح في الجزائر". وأضافت الوزيرة أن المرحوم تألق في أعمال عديدة من خلال أداءه أدوارا تروي أحداث ثورة نوفمبر المجيدة (...) وغيرها من الأعمال التي ستخلد اسمه". 

 

والي العاصمة عبد القادر زوخ" تربينا على أعمال كويرات ورحيله خلف حزنا كبيرا

قال والي العاصمة عبد القادر زوخ أن الجزائر فقدت أحد عمالقة السينما والمسرح برحيل سيد علي كويرات، وراح زوخ يمتدح الراحل وأعماله التي بقيت حسبه راسخة في أذهان كل الجزائريين بما أنهم تربوا على أعماله خاصة الثورية منها، وعبر زوخ عن حزنه لرحيل هذا الفنان الكبير. 

 

الفنان سيد أحمد أقومي: فقدنا الأخ والصديق

ظهرت ملامح الحزن بادية على وجه الفنان سيد أحمد اقومي الذي اشتغل في أعمال عديدة مع سيد علي كويرات حيث عبر اقومي عن حزنه لفقدان ممثل كبير وصديق على حد تعبيره ، وأضاف ان كويرات اشتغل معه وكان مقربا منه والعلاقة به تعدت باب الزمالة، قائلا ان كويرات كان اثناء التصوير يغني لفريد الأطرش " فقدنا فنان كبيرا وأنا حزين جدا لرحيل الاخ والصديق".

 

الوزير السابق لمين بشيشي: كويرات ساهم في التعريف بالقضية الجزائرية

لم يتخلف الوزير السابق لمين بشيشي على جنازة الراحل سيد علي كويرات وقال بشيشي أن كويرات كان من فرسان فرقة جبهة التحرير الوطني من في تونس مع مصطفى كاتب، حيث ساهم في التعريف بالتراث والثورة الجزائرية.

 

المنتج بشير درايس: فقدنا فنانا كبيرا ومحترفا

اعتبر المخرج بشير درايس, منتج آخر أعمال كويرات كممثل سنة 2012 من خلال (المفتش لوب), أن وفاة سيد علي كويرات هي "فقدان آخر المشاهير الكبار في السينما الجزائرية". وأضاف درايس أن الراحل "كان نجما بلا مثيل في الفن السابع الجزائري خلال الخمسين سنة الأخيرة", مذكرا بـ"الاحترافية الكبيرة لفقيد الشاشة الكبيرة وروح الشباب التي تمتع بها رغم تقدم عمره". 

 

المخرج أحمد راشدي: 

كانت له رغبة كبيرة في تتمة أخرى لفيلم "العفيون والعصى"

ومن جهته عبر راشدي مخرج العمل السينمائي الكبير"العفيون والعصا" -الفيلم الذي مكن سيد علي كويرات من البروز- عن "حزنه لهذا الفقدان الكبير للجزائر وللسينما والمسرح". وأكد راشدي أن الراحل تمنى دائما "تتمة لفيلم العفيون والعصا" الذي "عمل فيه مطولا". 

 

مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي: 

رحيل كويرات خسارة كبيرة للفن الجزائري

اعتبر مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي رحيل كويرات خسارة كبيرة للسينما والمسرح الجزائري اللذين فقدا "فنانا كبيرا بكاريزما وموهبة لا نظير لها". 

 

المخرج غوتي بن ددوش: خسرت رفيق دربي 

وأعرب المخرج غوتي بن ددوش رفيق درب الفقيد منذ أكثر من 60 سنة عن أسفه لفقدان هذا "الفنان الكامل ذو الحساسية الكبيرة والذي منح كل حياته للثقافة الجزائرية". وأكد بن ددوش الذي قدم كويرات في "حسان نية" 1982 و"الشبكة" 1975 أن الفقيد كان سعيدا جدا كلما شرع في تصوير" عمل جديد.

 

الممثل والمخرج مصطفى عياد: مناضل كبير للقضية الوطنية

 وذكر المخرج والممثل مصطفى عياد بـ"المناضل الكبير للقضية الوطنية" الذي التحق بفرقة جبهة التحرير الوطني و"كرس كل حياته للثقافة الجزائرية". 

 

المخرج حاج رحيم: فقدت الصديق والفنان الشهم

وبدا المخرج حاج رحيم شديد التاثر وهو يعبر عن اسفه لرحيل "الصديق والفنان الشهم صاحب الخصال الانسانية المتميزة, عاشق الجزائر الذي يمكنه العمل في كل أساليب التمثيل", محييا الفنان الذي ينتمي لطينة حسان الحساني, رويشد وعلال المحب.

 

الممثل عبد الحميد رابية : الاسرة الفنية فقدت عملاقا

كما أعرب رفيق درب الراحل الممثل المسرحي عبد الحميد رابية في تصريح للقناة الإذاعية الأولى عن مدى تأثر الأسرة الفنية بفقدان أحد عمالقة المسرح الجزائري حيث ساهم حضوره المتميز على الخشبة في التعريف بالقضية الجزائرية.

 

الممثل عبد النور شلوش: رحيل كويرات فاجعة

اعتبر الممثل والفنان عبد النور شلوش رحيل كويرات فاجعة ألمت بالساحة الفنية متقدما بأحر التعازي للعائلة الفنية وعائلة الفقيد. وقال شلوش إن الفقيد كان قامة فنية وأحد رموز النضال، مذكرا بالتحاقه بفرقة جبهة التحرير الوطني في تونس عن طواعية، كما أضاف شلوش انه عرف الراحل عن قرب، مشيدا بموهبته الفذة وكفاءته العلية وكبريائه الشديد.

فيصل شيباني 

 

من نفس القسم الثقافي