الثقافي

سعاد ماسي تكرم كبار الشعراء العرب

في مجموعتها الجديدة "المتكلمون"

 

تكرم الفنانة الجزائرية سعاد ماسي في مجموعتها الجديدة "المتكلمون" كبار الشعراء العرب، مؤدية أغاني من كلماتهم بهدف التعريف "بالوجه الخفي للعالم العربي" الموصوم لدى الغرب بالتشدد والإرهاب. وتتألف هذه المجموعة من 10 أغان من قصائد لشعراء من عصور مختلفة، ابتداء من العصر الجاهلي في القرن السادس، وصولا إلى القرن العشرين مع الشاعر أبو القاسم الشابي الذي حضرت أبياته في هتافات المتظاهرين في احتجاجات الربيع العربي، على ما أوضحت سعاد ماسي لوكالة "فرانس برس". وقد ترجمت الكلمات إلى الفرنسية والإنجليزية، مرفقةً بخط عربي أنيق. 

وقالت سعاد ماسي: " أنا جزائرية مغاربية، وينظر إلينا في العالم العربي على أننا أوروبيون أكثر مما نحن عرب، لكني أردت أن أفعل ما أحب، أنا من منقطة القبائل (الأمازيغية)، لكني أحب اللغة العربية، وأحب أن أبيّن جمالها وانفتاحها". وتبدي سعاد ماسي استياءها من الأحكام النمطية السائدة بحق العرب في الغرب، قائلةً: "يحزنني أن يربط البعض العالم العربي بالإرهاب، لقد عشت الحرب الأهلية في الجزائر وعانيت من الإرهاب ككثرين من الناس. من الظلم أن يُنسب الإرهاب لنا، إنه ظلم بحق الصحافيين القابعين في السجون. أريد أن أتكلم عن الوجه المخفي من العالم العربي". ومن الشعراء الذين تتناولهم سعاد ماسي في عملها الجديد الشاعر الجاهلي امرؤ القيس الملقب بـ"مجنون ليلى"، مغنية أبياتا له في أغنية "فيا ليلى" على إيقاع البوسا وانغام البيانو والغيتار الأندلسي، إلى جانب القصيدة الحكمية "سئمت تكاليف الحياة" لزهير بن أبي سلمى وغيره من شعراء الجاهلية. ومن الشعراء الحديثين، تغني سعاد ماسي لأبي القاسم الشابي (1909-1934) قصيدة "ألا أيها الظالم المستبد" التي ردد المتظاهرون في تونس والعالم العربي أبياتها في احتجاجات الربيع العربي في تونس ومصر وغيرهما اعتبارا من العام 2011.

وذاع صيت هذه المغنية البالغة من العمر 42 عاما في بلدها الذي نشأت فيه ودرست فيه، قبل أن تنتقل غلى الشهرة العالمية، ومنها في فرنسا، حيث نالت في العام 2001 تكريما من "أكاديمية شارل كرو" عن مجموعتها الغنائية الأولى "الراوي". وفي العام 2006، نالت جائزة "فيكتوار دو لا موزيك" الفرنسية في فئة موسيقى العالم عن مجموعتها "مسك الليل". ويأتي الألبوم الجديد "المتكلمون" تتويجا لمشروع "كورس قرطبة" الذي تشارك فيه منذ أربعة أعوام تكريما للمدينة الأندلسية التي عاشت عصرها الذهبي بين القرنين التاسع والعاشر في مجالات الفن والفكر والعمارة، وأيضا في مجال "التسامح الديني" والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود. ومن خلال الغوص في العصر الأندلسي، تعرفت سعاد ماسي على الأعمال الشعرية الكلاسيكية، وأحبت أن تغني قصائد لكبار الشعراء العرب، مستعينة بمتخصصين في الأدب لمساعدتها على فهم نصوص شعرية ضاربة في القدم. وفي هذا السياق، تقول: "إنه ضرب من الجنون"، واصفة النوع الموسيقي الذي تؤديه بأنه يراوح بين الموسيقى الفلكلورية وموسيقى العالم. 

 فيصل.ش

من نفس القسم الثقافي