الثقافي

البروفيسور جبار يشيد بجهود العلماء العرب في مجال البصريات

في محاضرة بالنادي الثقافي عيسى مسعودي

 

عاد البروفيسور أحمد جبار في أولى المحاضرات التي أطلقتها الإذاعة الجزائرية احتفالا بالسنة الدولية للضوء إلى جهود العلماء العرب في البصريات وعلم الفلك مركزا على أصالة جهود هؤلاء نافيا أن تكون علومهم مجرد ترجمات لعلوم الهنود واليونانيين.

وأشار جبار في محاضرته التي احتضنها النادي الثقافي عيسى مسعودي والتي نظمتها الإذاعة الجزائرية بالشراكة مع مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء أن إطلاقه مصطلح العلوم العربية بدل العلوم الإسلامية يقصد به التركيز على العلوم التي كتبت بالعربية مؤكدا أن الكثير من العلماء العرب لم يكونوا مسلمين بل منهم اليهود والمسيحيين الذين كتبوا بالعربية محذرا من إصدار الأحكام المتسرعة أو المبنية على نوع واحد من المصادر كما عارض المتحدث الفكرة السائدة لدى الكثيرين القائلة بأن العرب "نقلوا" العلوم اليونانية إلى أوروبا مفضلا استعمال مصطلح استحواذ العرب على العلوم التي سبقتهم كما هو حال الأوروبيين الذين "استحوذوا" على العلوم العربية وما سبقتها.

كما ركز البروفيسور جبار على الجهود العلمية المتعلقة بالبصريات وعلم الفلك لدى العلماء مؤكدا أنهم ترجموا إلى العربية ستة كتب هندية وتسعة كتب يونانية تتناول موضوع علم الفلك. مشيدا في هذا السياق باختراعات العلماء العرب وبالأدوات الفلكية التي صنعوها من المعادن والأخشاب والأحجار التي يصل حجم البعض منها إلى حجم البيوت والمباني، بينما يصل قطر أصغرها إلى بضعة سنتمرات. ومن هذه الأدوات ما هي مصنوعة للمشاهدة والرصد في حين تستخدم الأخرى في تحديد الأزمنة والقيام بحل مسائل رياضية تتعلق بعلم الفلك الكروي وهذا دون القيام بأية حسابات.

وأشار جبار إلى أن مؤرخي العلوم قد اعتقدوا خلال مدة طويلة بأن المبدأ القائل بثبوت الأرض في الكون كان مبدأ مسلما به من قبل جميع علماء العصور الوسطى. مؤكدا أن البحوث التاريخية بينت أن هذا المبدأ كان محل نقاش لدى علماء العرب والمسلمين لاسيما خلال القرن الحادي عشر. ومن بين العلماء الذين أشاروا إلى هذه القضية نذكر ابن سينا وفخر الدين الرازي والسزجي والبيروني وحسن المراكشي. بل أدى هذا النقاش إلى صنع أدوات فلكية مثل الأسطرلاب تقوم على مبدإ دوران الأرض حول نفسها. وهذا البيروني الذي حقق في أعمال العلماء والهنود يؤكد أن فرضية دوران الأرض كانت موجودة عند هؤلاء الهنود مشيرا إلى أنها فرضية مقبولة لا تناقض أسس علم الفلك. لكنه تراجع عن هذا الرأي فيما بعد.

ق.ث


من نفس القسم الثقافي