الثقافي

بشير مفتي يستعرض تجربته الأدبية بمصر

في ملتقى القاهرة الدولي السادس للرواية العربية

 

قدم الروائي الجزائري بشير مفتي تجربته في عالم الادب والرواية، إلى جانب العديد من الروائيين والمبدعين العرب، في إطار ملتقى القاهرة الدولى السادس للرواية العربية بالمجلس الأعلى للثقافة، في جلسة شهادات وتجارب روائية.

وقدم مفتي قطوفا من تجربته الثرية، فقال: أنا من جيلٍ بدأ النشر والظهور مع بداية التسعينيات، كان هاجسه هو الانفصال عن تجارب سابقة وابتكار نمط مستقل ومتفرد، وأضاف أن أول رواية كتبها كانت بعنوان "المراسيم والجنائز"، وأطلق عليها رواية أسئلة من الدرجة الأولى، حيث حاول فيها طرح كل ما نعنيه في علاقتنا بأنفسنا والماضي وغير ذلك، وأشار إلى أنه كتب روايات عديدة في السياق نفسه تطرق فيها إلى الواقع المتفتت، على حد تعبيره، واستطرد: اكتشفت أنني أكتب عن الموت كثيرًا والحب المستحيل والخطر بشكل أشعرني بأني أبالغ، الأمر الذي جعل القراء يطرحون علي سبب الاتجاه إلى هذه الأفكار، فبررت ذلك بأن كل كاتب يكون مهموما بقضية معينة يدافع عنها ويسطرها في أعماله، ويرى مفتي أن التجارب الروائية منقوصة، لم ولن تكتمل بعد، وفي نقصانها قمة المشروعية، في حين تحدث عدد من الروائيين والكتاب، من بينهم إبراهيم عيسي وأحمد أبو خنيجر وخليل النعيمي وليلى العثمان وهالة البدري، عن تجاربهم الادبية وأدار الجلسة الدكتور صلاح صالح، حيث غاصت الروائية الكويتية ليلى العثمان في أعماق تجربتها الروائية المتمردة على واقعها الذي يرفض أن تتحلى المرأة بشخصية مستقلة، فقالت: كان لي حلم كبير منذ أن تلمست بودار موهبتي هو أن أكون كاتبة، فلم تُهيئ لي طفولتي القاسية في البيت الكبير الذي تحده أسوار من التقاليد والعادات السيئة، تلك الظروف التي تجعلني أنسج خيوطًا من الحلم، في حين يرى الكاتب خليل النعيمي أن الروائي عندما يسرد نصًا روائيًا عليه أن يتحرر من كل شيء يمكن أن يعوق حركته الداخلية، لأن الكتابة الروائية فرصة للتحرر المطلق، التحرر من الخوف والحياء والمجاملة والتزلف والكذب والالتباس، وبالخصوص من الانتهاز والسلطة، ويرى الكاتب إبراهيم عيسى أن الرواية ليست قائمة على السرد والقص والحكاية الوجدانية وقراءة النفس الإنسانية بعلاقاتها وتعقيداتها فقط، بل هي موسوعة البشر بعلمهم وتاريخهم وطقوسهم وفلسفتهم ودياناتهم، في الوقت الذي تؤمن الكاتبة هالة البدري بأن تقنيات الرواية لم تستقر بعد، وما زالت تثور لتخرج بتقنيات فنية وفكرية غير نمطية، وتقدم للفن ذاته أشكالًا جديدة تبحث عن الكمال، وهي نعمة يستغلها الكاتب الروائي المعاصر في ابتكار ما يعمق رؤيته وهو يكتب فيقوض ويهدم ثم يعيد البناء، وتوضح أن روايتها "مطر على بغداد" كانت مشحونة بعالم تريد استدعاءه وبعث ما تراكم عليه من التراب، حيث كانت الأنباء الآتية من العراق لا تتحدث إلا عن الحرب، وتلغي الحضارة والإنسان الذي صنعها، وتلغي عواطفه وعلاقاته وتاريخه وتتجاهل الموال والشعر والمقام العراقي والدبكة، وهو ما حاولت تخطيه.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي