الثقافي
"معاق ولكن"... عندما يرفع التحدي
مسرحية للمخرج جمال قرمي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 مارس 2015
نجح المخرج المسرحي جمال قرمي في رفع التحدي من خلال اشرافه على اخراج مسرحية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة اختار لها " معاق ولكن" كعنوان لهذا العمل الذي يتكون ابطاله من شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة تختلف درجة إعاقتهم من واحد لآخر، وعرض اول امس بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بحضور وزيرة الثقافة نادية لعبيدي.
كان جمهور المسرح الوطني الجزائر مساء اول امس مع عمل فريد من نوعه للمخرج جمال قرمي، عمل خاص يروي تفاصيل التحدي الذي يرفعه ذوو الاحتياجات الخاصة ونضالهم في سبيل تحصيل حقوقهم، هذه المسرحية تلخص جدالا قائما بين شخصيتين يتقاسمان فيها ألم الإعاقة ويختلفان في النظرة العامة للحياة، الأول يعمل على تحدي كل ما حوله إبتداء من إعاقته والآخر ركَن واستسلم وانغمس في دائرة الاتكال على الغير، فيتعاطيان مع المجتمع بمختلف هياكله وشرائحه كل حسب نظرته وتصوره، إلا أن رفع التحدي والإرادة في التغيير تستطيع إقناع الآخر بضرورة إعادة التفكير في الحالة والتشمير على ساعديه والخروج من قوقعة التخاذل والتقاعس إلى دائرة المشاركة والعطاء من أجل المساهمة التنمية.
كتب نص المسرحية رزاق محمد نبيل وهو رئيس الاتحاد الوطني للمعوقين، إخراج جمال قرمي، مخرج مساعد وسينوغرافيا عباس محمد إسلام، كوريغرافيا رياض بروال، إضاءة قبايلي عبد الحكيم. الموسيقى. نور شركيت، وشارك في التمثيل ولأول مرة كل من: كتاب أمينة، فاطمة الزهراء علي بابا، لوانشي كريم، سعيدي بلال، صام حمال، العيساوي توفيق، عنيش عيسى، أورابح عبد المجيد، شفيق عباد، بتو كريمو، قاوي العربي وقواسمية نور الهادي.
استطاع المخرج جمال قرمي ومساعدة محمد اسلام عباس من اضفاء تناغم كبير بين ابطال المسرحية وهم اللذين لم يقوموا بتأدية أي دور تمثيلي وهذه المسرحية تعتبر التجربة الاولى في حياتهم ولكن غم ذلك ابدوا استعداد كبيرا من اجل العمل والإبداع واثبات النفس وهو ما تم تحقيقه فعلا على ركح محي الدين بشطارزي، كل هذا العمل كلل بانشاء فرقة مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة بالمسرح الوطني الجزائري وذلك باتفاقية بين وزارة التضامن ووزارة الثقافة وهي الخطوة التي ثمنها جمال قرمي في تصريحه لجريدة " الرائد " حيث قال هذا الاخير : " التفاتة رائعة تلك التي قامت بهاو ازرتا الثقافة والتضامن من خلال انشاء فرقة مسرحية لهذه الفئة المحرومة التي تعيش كل يوم من اجل اثبات نفسها وقدرتها على الابداع والعطاء في مجال الفن خاصة التمثيل، مضيفا ان الاعاقة لم ولن تشكل عائقا في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود مادام توفر الطموح والعمل. وأضاف قرمي انه الم يكن يتوقع يوما ين يقوم بعمل كهذا ولكنه اليوم سعيد جدا بما وصل اليه لكونه أحس بأنه قدم شيئا في العمق وتجسد على ارض الواقع واستطاع من خلاله تقديم شيء ولو بسيط لهذه الفئة التي تنال كل يوم لابراز قدراتها. وثمن قرمي الخطوة التي قام بها المسؤولون من خلال ادراج المسرحية ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بالإضافة لقيامها بجولات فنية في مختلف المسارح عبر التراب الوطني.