الثقافي
الكاتب الجزائري محمد بويش يجسد معاناة المرأة العربية في نص مسرحي
عرض المسرحية التونسية "ذاكرة امرأة"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 مارس 2015
عرضت مساء امس الاول، المسرحية التونسية "ذاكرة امرأة" لكاتبها الجزائري محمد بويش، والتي تنتمي لمسرح المنودراما بقاعة دار الثقافة "ابن رشيق"، وهي المسرحية التي تناولت آلام امرأة تعاني بسبب الرجل الذى مازال يراها ملاذا لشهوته من جهة، ومن جهة أخرى يحملها مسئولية الحفاظ على شرف العائلة. وجسد الكاتب الجزائري بويش من خلال المسرحية كيف يمكن للمراة ان تنتفض من خلال العودة إلى ذكرياتها، وتواجه الجميع بصرخة عالية، لتؤكّد أنّها إنسان لها أفكار وتطلّعات فى الحياة، كما رصدت المسرحية الضغط النفسي الكبير الذى يساور المرأة العربية بسبب سلطة الرجل، حيث صوّر المخرج الرجل فى أصوات تمثّل الأب الذى يقيّدها بمجموعة من الأعراف، التى تتقاطع مع طموحها كإنسان، ولكن الوالدين يريانها مرادفا للعفة وشرف الأسرة، ومثل ادوار البطولة في هذه المسرحية الممثلة أميرة بالنصر التي رسمت الصراع العنيف الذي تعانيه المراةعلى الركح، وعبر نص قوى وجريء تضع هذه المرأة كل رجل فى مكانه، بداية من الرجل الذى تحبه، لكنه يبادلها بأنانيته، ويمارس عليها فعل الرجولة الزائف فى تعنيفها وتصويرها كجسد يصلح لإرضاء الرغبة وكبح الشهوة. من ناحية أخرى يظهر الصراع الأسرى محتدما بسبب الوالد، والذى تشارك فيه الأم كذلك، بصورة طاغية على مشاعرها المرهفة، لكنها لا تقوى على الرد، لتبقى خاضعة للأوامر، بيد أنّ فى وجدانها أملا كبيرا فى كسر كلّ هذه المعوقات، وأن تحيا إنسانا حرا بفكره. اعتمد المخرج على شخصيتين أخريين على الخشبة يلبسان الأسود، يمثّلان أطراف الصراع الذى تعانيه المرأة، وكذا العنف النفسي الذى يمارَس عليها، وصرح المخرج لزهر البوعزيزى بانّ المسرحية تطرح قضية المرأة التى تعاني من استبداد الرجل وجبروته، والرجل الشرقى بصفة عامة، فالمرأة تعانى معاناة كبرى منذ الأزل إلى اليوم رغم التطوّر والتحضّر؛ إذ إن الرجل الشرقى مازال يمارس استبداده، فالمسرحية إدانة للرجل..إدانة لى كذلك". وأضاف: "إنّ العمل يعكس الأوضاع التى تعيشها تونس وباقى الأوطان العربية، وحتى فى الدول الأوروبية المرأة ليست متحرّرة، تقتل وتُسبى جارية؛ والدليل ما نعيشه؛ فهى تُقتاد بالسلاسل، واليوم قدمتها حرة، تدافع عن قضيتها بنفسها، وإن شاء الله تحرر نفسها بنفسها".
ليلى.ع