الثقافي

سمير قسيمي وبشير مفتي يكشفان الوجه الحقيقي للرواية الجزائرية الجديدة

خلال الملتقى السادس للرواية العربية بالقاهرة

 

تلقى الروائيون الجزائريون بشير مفتي، سمير قسيمي، عز الدين ميهوبي، وواسيني الأعرج، الدعوة للمشاركة ضمن فعاليات الملتقى الدولي السادس للرواية العربية المقامة بالقاهرة خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 18 مارس الحالي، تحت عنوان «تحولات وجماليات الشكل الروائي»، وهو الملتقى الذي اوقف لأربع سنوات متتالية نظرا لما عانته دولة مصر بعد ثورة يناير وما يسمى بالربيع العربي.

وقال الروائي بشير مفتي في تصريح للرائد بخصوص مشاركته في الملتقى بان هذه هي المرة الاولى التي يتلقى فيها دعوة المشاركة رغم أن اسمه اقترح في سنوات سابقة عدة مرات من طرف كتاب عرب كانوا قد اخبرونه بذلك، مضيفا بانه سيشارك بشهادة عن تجربته الروائية التي بدأت مع رواية "المراسيم والجنائز" سنة 1998 إلى غاية آخر رواية نشرتها "غرفة الذكريات " 2014، وكذا سيتحدث عن رؤيته لمساره الروائي وتجربته الأدبية التي سيحاول حوصلتها خلال الملتقى، بالاضافة الى الحديث عن التجارب الجديدة في الرواية الجزائرية وراهنها اليوم للتعريف أكثر بما يحدث عندنا باعتبار –حسبه- الملتقى من اكبر الملتقيات المهتمة بالشأن الادبي والروائي، قائلا انه من المهم المشركة فيها ككاتب وروائي جزائري يهمه أن يتعرف الكتاب والنقاد العرب على بعض التجارب المختلفة في المشهد الروائي الجزائري حتى لا يظل الأمر حكرا على بعض الاسماء القديمة فقط، اما عن رايه حول اسباب توقف الملتقى فقال بشير انها ظروف توقف المؤتمر معروفة بسبب ما عرفته مصر خلال السنوات الاخيرة من ثورة وما انتجه ذلك من غليان ووضع مضطرب ولكن عودته من جديد دليل على عافية ثقافية جديدة في مصر، ذلك ان مصر هي بلد ثقافي بامتياز ويراهن كثيرا على الجانب الثقافي في مشروعه السياسي ولهذا هم حريصون على أن تظل مصر دولة مشعة ثقافيا خاصة على مستوى الخريطة العربية، لكن المؤتمر لا يؤثر على الرواية العربية بالسلب او الايجاب، يعني ان الرواية حاضرة بكتابها وليس بالمؤتمرات التي تنجز حولها، في حين قال الروائي الجزائري سمير قسيمي بانه على الرغم من ان الوفد الجزائري يعتبر من اصغر الوفود المشاركة بعد السودان الا انه يعبر عن اعتراف عربي لم يسبق له مثيل بالرواية الجزائرية من خلال اجيالها الثلاثة المدعوة "جيل واسيني، جيل قاسيمي، وجيل مفتي"، وهو الاعتراف الذي يتكرس سنة بعد سنة من خلال النصوص التي يسهر روائيي الجزائر على تقديمها، مضيفا بان المؤتمر يعتبر اهم ملتقى للرواية العربية باعتباره ذو بعد دولي وقد كرس نوعية جيدة من الفعاليات في طبعاته السابقة، وانه سيعود هذه السنة اقوى بعد ايقافه لقرابة اربع سنوات على خلفية ما شهدته مصر من احداث الربيع العربي، بحيث كانت عاجزة خلالها على توفير الامن لوجوه وقامات ادبية عربية عملاقة، مضيفا قسيمي بان عودته هذه السنة تشير حتما الى ارادة قوية لمصر في استرجاع مكانتها الادبية، بعدما غطت دول الخليج في الاونة الاخيرة على المشهد الادبي العربي من خلال الجوائز والمسابقات الادبية التي انتشرت بقوة خلال السنوات الاخيرة، وفي سياق متصل قال قسيمي بانه اختار لملتقى القاهرة تقديم مداخلة عن "الفانتازيا والغرائبية في الرواية الجزائرية الجديدة"، مشيرا الى انه اراد بها تكريس فكرة الرواية الجيدة التي يريد النقاد نفيها من المشهد الادبي، وكذا اعطاء نظرة للمشارقة للروائيين الجزائريين من الداخل، مؤكدا بان اكبر مأساة تعانيها الرواية الجزائرية اليوم متمثلة في البهرجة الاعلامية ومحاولات بعض "المخلوقات الاعلامية" الظهور والشهرة وتكريس نفسها في مجال الادب والرواية، حيث سيركز سمير خلال مداخلته على الرواية الجزائرية من الداخل ليتعرف المشارقة المنبهرين بما يقدمه الاعلام من اسماء وعناوين لبعض الروايات السيئة التي اصبحنا نخجل من تمثيلها للرواية الجزائرية في الخارج، على الروائيين الجزائريين الحاملين للنصوص الجيدة ولا يظهرون عبر الاعلام. ويذكر ان هذه الدورة من الملتقى تحمل اسم الروائي الراحل فتحي غانم، وتتميز هذه الدورة برصد التحولات التي طرأت على الرواية العربية عقب الربيع العربي، عبر تفاعل الأدب والأدباء مع التغييرات السياسية والمعيشية التي أحدثتها ثورات الربيع العربي وما أعقبها من أحداث، وتقف على دور المثقف في إحداث هذه التغيرات، ويشارك في الملتقى السادس 250 ناقدًا وروائيًا من 20 دولة حول العالم، ويعتبر الملتقى واحدًا من أهم الملتقيات العلمية المتخصصة في مجال الرواية العربية، حيث يطرح الرؤى المختلفة حول حال الرواية العربية والقضايا الإشكالية التي تشغل الأدباء والنقاد، وسوف يتضمن الملتقى هذا العام 5 موائد مستديرة، وهي: «الرواية والخصوصية الثقافية»، و«الرواية الرائجة»، و«الظواهر الجديدة في الرواية العربية»، و«الرواية والدراما»، و«جماليات الواقع الفانتازي»، كما يشهد الملتقى جلسات بعنوان «شهادات وتجارب روائية» يقوم خلالها الروائيون بطرح تجاربهم في كتابة الرواية والمعوقات التي صادفتهم وسبل اجتيازها. 

ليلى عمران

من نفس القسم الثقافي