الثقافي

"متهدرش"...قصة يرويها دوبل كانون على لسان نكاز

أغنية جديدة لنجم الراب تحقق مشاهدة عالية على "اليوتوب"

 

 

"متهدرش" هو عنوان لاغنية جديدة للفنان الشبابي لطفي دوبل كانون الذي اختار خلال الفترة الاخيرة تناول القضايا السياسية بشكل كبير للتعبير عما يعانيه الشباب الجزائري من "حقرة" وتهميش، فبعد الاغاني العديدة التي اطلقها السنة الماضية والتي مست النظام ورجالاته بشكل مباشر، هاهو ذا يعود بحلة جديدة هذه المرة، مرفوقا بالناشط السياسي والمترشح للرئاسيات السابق رشيد نكاز، الذي ذاع صيته خلال الفترة الانتخابية وبعدها بخرجاته غير المألوفة بالنسبة للشعب الجزائري.

وأطلق لطفي الاغنية ليلة امس الاول، على موقع اليوتوب حيث حقق في ظرف قصير نسبة مشاهدة عالية، بلغت قرابة 90 الف، ناهيك عن عدد الاعجابات والمشاركات على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" حيث حصد قرابة مليون اعجاب، و4 الاف مشاركة، بالاضافة إلى التعليقات المؤيدة والمشجعة له، وكان هذا الاخير قد عزم على اطلاق الاغنية التي انتجها استوديو" united muslim" يوم 24 فيفري الماضي لكنه تراجع عن الامر خوفا من ان يقال انه اختار اليوم الذي قررته المعارضة للخروج في مسيرة للمطالبة بوقف استخراج الغاز الصخري.

"انا رشيد نكاز.. مواطن جزائري" هي كلمات بدأت بها الاغنية، مرفوقة بصور نخبة من المثقفين المعارضين على غرار الاعلاميين حفيظ دراجي، وقادة بن عمار، والصحفي المعتقل عبد السميع عبد الحي، بالاضافة إلى وجوه سياسية كثيرة، لتشمل البداية ايضا حوار بين رشيد نكاز ولطفي دوبل كانون الذي مثل صوت النظام فيها، اين يقول رشيد انه يريد ان يخدم الوطن ليرد عليه لطفي "وش دخلك انت في البلاد، البلاد راهي مليحة، لا تحتاج اناسا مثلك، هل رايت الشعب يشتكي؟؟.. انتم من يغرس افكارا هدامة في ادمغتهم.. انتم من يخرب في البلاد"، ليعود بعدها لطفي ويأخذ صوت رشيد نكاز ويروي ما يراه بأعين مناضل قادم من الخارج، جاب الجزائر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها واطلع على مشاكل شعبها، ليعبر عن حالة الشباب الضائع بين انواع المخدرات والخمور، الشباب الحامل للشهادات ورغم ذلك يعاني البطالة، معاناة المعلمين والطلبة الذين يضربون من طرف اعوان الشرطة في كل مرة يقررون فيها الخروج في مسيرات للمطالبة بحقوقهم، العار الذي يطغى على القطاع الصحي والمستشفيات والعنف في الملاعب، العدالة النائمة و"الحقرة" القائمة، وفرة الاموال والثروات والشعب يعاني، وغيرها من المشاكل التي عبر عنها لطفي بالصور، قائلا على لسان نكاز الذي ظهر مكتئبا ومشدوها من كل هذا: "سين نورمال الشي هاذا ميعجبنيش"، مواصلا انهم يدفعونه لان يغمض عينيه في حين يوهمون الشعب من جهة اخرى بانه يريد ان يعبث بالوطن ويشعل نيران الفتنة وهو الذي قدم نفسه وجسده فداءا للوطن –حسبه-.

"يا سلام اليوم ممنوع تنكر المنكر حتى باللسان" عبارات تابع بها لطفي اغنيته التي دامت لقرابة 5 دقائق، مشيرا عنها بصور الدمار الذي خلفه ما يسمى بالربيع العربي في عديد الدول العربية على غرار سوريا وليبيا، بالاضافة إلى ما يحدث في فرنسا من انتهاكات ضد المسلمين، متكلما باسم الشباب والشعب الجزائري بصفة عامة، قائلا: "سي نورمال الشي هاذا انا ميعجبنيش"، ومشيرا في السياق نفسه إلى محاولات النظام في تكميم الافواه حتى في القضايا الدولية، ناهيك عن الوطنية منها، متطرقا بعدها إلى قضية تطويق المسيرات التي خرجت مؤخرا نصرة للرسول "ص"، في الوقت الذي التحق مسؤولين ساميين في الدولة للتظاهر باسم "شارلي ابدو" المسيئة اليه بفرنسا، وقضية استخراج الغاز الصخري التي ارجع سببها لطفي جري المسؤولين وراء الاموال.

يختتم نكاز الاغنية بعبارات: "كيفاه منهدرش" وانا الذي جبت 48 ولاية ورأيت معاناة الشعب.. "الناس تبكي.. الناس تعيش في العراء.. الشباب بدون عمل بدون مستقبل.. والتفشي الخطير للمخدرات والخمور"؟؟.

ويذكر ان هذه الاغنية تعتبر سابقة من نوعها في مجال الفن، اين يوظف ناشط سياسي للتعبير عن مشاكل ابناء شعبه، بطريقة قريبة إلى الشباب، خاصة من خلال هذا النوع من الاغاني الذي يحمل رسائل مباشرة، ويعتبر رشيد نكاز من قلة السياسيين الجزائريين الذين يعملون على الجانب الشباني، وذلك من خلال المسيرات التي قام بها عبر ارجاء الوطن مؤخرا واحتكاكه بالشعب الجزائري من خلالها، بالاضافة إلى تواصله المستمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر الملاذ الوحيد للشباب للتعبير عن مشاكلهم وانشغالاتهم بكل حرية، وهو الامر الذي دفع بطفي دوبل كانون لاختياره لأداء اغنيته هذه ربما.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي