الثقافي

"الشعبي فيمينا" لإحياء اليوم العالمي للمرأة

بقاعة ابن خلدون في العاصمة

 

 

من المنتظر أن تحيي الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتعاون مع مؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر، اليوم العالمي للمرأة من خلال برنامج موسيقي بعنوان "الشعبي فيمينا" من اقتراح مراد عاشور، في قاعة ابن خلدون بمشاركة العازف يزيد طواهرية على الباجو، أما قيادة الجوق فستكون تحت إشراف الفنان نور الدين علان على آلة الموندول، كهينة أفزيم على القانون، مقران عدلاني على الكمان، ناصر فارس على الطار وناصر حوى على الإيقاع، يشارك في الجوق بعض العازفين الرجال، بعضهم ألّف "الرمز الموسيقي" للفرقة، يحمل عنوان "احنا شعبيات". 

ويستعين "الشعبي فيمينا" بالتكوين الموسيقي التقليدي للشعبي ويضم ست مطربات جئن لتحدي الرجال في فضائهم، من خلال أداء روائع الشعبي، لكن ببصمة ناعمة لا تمس عمق وجوهر هذا التراث الأصيل، يضم الجوق الفنانة أمينة كراجة في النوع العربي الأندلسي من تلمسان، حسينة إسماعيل من العاصمة في مفس النوع، وهند عبد العالي من مستغانم، ويضم الجوق أيضا مالية سعدي مؤدية "شعبي وورد" من العاصمة ونصيرة مصباح في الأغنية الجزائرية وسيرين بن موسى في المالوف التونسي. 

تعتبر تظاهرة "الشعبي فيمينا" مغامرة جريئة انطلقت في العاصمة باريس سنة 2013 على يد المنشط الإذاعي قناة "بور" مراد عاشور، الذي أراد من خلالها تكريم عمالقة هذا الفن الأصيل من مؤلفين وملحنين ومؤديين وكذا المحافظة على هذا التراث الوطني وإيصاله للآخر، وكان مراد أوّل من أقحم العنصر النسوي في جوق شعبي ليرفع احتكار الرجال عن هذا الفن الذي هو شعبي يعبر عن كل الشرائح، بالتالي فهو من حقها جميعا، لها أن تمارسه بحرية، كما أراد من خلال ذلك تشجيع المواهب الشابة من رجال ونساء للارتباط بهذا الفن العريق الذي هو جزء من الموسيقى العربية الأندلسية. 

الحصة الإذاعية التي كان يعدها مراد والخاصة بالشعبي حققت متابعة قياسية، مما أكسبه شرعية تبني هذا المشروع الريادي الخاص ب"الشعبي فيمينا"، ومما شجع على ظهوره أيضا، عمله كمحافظ لسهرات الشعبي بباريس سنة 2012-2013، فكان يبرمج في كل شهر سهرة كبيرة، وفي وقت ما أراد التنويع فاقترح العنصر النسوي من خلال أسماء فنية معروفة، لكن أغلبها لم يسبق له أن أدى الشعبي، فتأسست الفرقة بست مغنيات وتم تكوينهن في هذا النوع الغنائي، خاصة من حيث الأداء ومع الممارسة والمثابرة ازداد تمكنهن. 

تجدر الإشارة أن الفرقة قدمت عروضها في أرقى الأماكن الفنية والثقافية في فرنسا والمهرجانات، ولاقت قبول الجمهور وتشجيعه، وتأمل أن تلقى نفس الردود في الوطن الأم، مع وجود صور شوارع القصبة موطن هذا الفن، وتسمع قصائد الحب والقرب من المولى عز وجل ونصوص الوعظ والأمثال والحكم وعن التقاليد والكثير من الكلاسيكيات، ويبقى الشعبي موسيقى المستقبل رغم عراقتها، لأن لها القدرة على التقاطع مع باقي موسيقى العالم، وهو ما جسدته المواهب النسائية لهذه الفرقة. 


من نفس القسم الثقافي