الثقافي
زهير كريمايري.. شهرة تلفزيونية وعشق مسرحي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 فيفري 2015
موهوب.. متواضع.. وهادئ الطباع.. دردشة قصيرة معه... كشفت الكثير من ملامح شخصيته الحساسة والمحبة للفن، هو زهير كريمايري ذو 29 ربيعا.. فنان مسرحي وتلفزيوني، عرف نفسه بأنه مواطن بسيط.. يعيش في مجتمع مندمج معه وخارج عنه في نفس الوقت، كيف ذلك؟؟ هو ما اكتشفناه خلال هذا الحوار.
* زهير كريمايري، كيف كانت أولى خطواتك في عالم الفن والتمثيل؟
- وضعت اولى خطواتي على الركح سنة 2006، بعدما اكملت دراستي بمعهد الفنون المسرحية، حيث قدمت عديد المسرحيات من انتاج المسرح الوطني الجزائري، لعل اهمها الملحمة التي قدمتها إلى جانب 80 ممثلا مسرحيا على الركح الوطني ضمن فعاليات افتتاح تظاهرة "الجزائر العاصمة عاصمة الثقافة العربية" لسنة 2007، الموسومة ب"مدونات المنشود بين الموجود والمفقود"، والتي كانت بمثابة ورشة تكوينية تاهيلية للفنانين المشاركين تحت اشراف المخرج العراقي الكبير ومدرسة المسرحيين العرب محمد قاسم، حيث قدمنا لوحات متنوعة وكنت من بين الفنانين الاساسيين في الملحمة، كما عملت في نفس السنة مع المخرج العراقي قاسي محمد، والمخرج فضل عباس الذي قدمت معة مسرحية "مسرة"، التجربتين التي اعتبرهما إضافة مهمة في حياتي المهنية.
* كم يحمل رصيد زهير من العمل المسرحي؟
- لا يهمني الرقم، فأنا لا اؤمن بلغة الارقام في عالم الفن، ما يهمني هو محتوى العمل المقدم والرسالة القوية، اتمنى ان تحمل جميع اعمالي التي قدمتها سابقا او التي ساقدمها مستقبلا رسالة إلى الجمهور، فانا من الفنانين الذين يعشقون الادوار والشخصيات الثقيلة والمشبعة بالاحاسيس وذات العمق الفكري، ومع التجربة يتكون الفنان شعوريا وروحيا.
متابعا..
قدمت بعدها عدة اعمال مسرحية على ركح بشطارزي ومن انتاج المسرح الوطني الجزائري، مما مكنني من الاحتكاك بالفنانين الجزائريين ومعرفة الكثير منهم عن قرب، إلى غاية سنة 2011 ولظروف خاصة قمت بالسفر إلى البرازيل، لكنني لم ابتعد عن التمثيل، اذ انتقلت بعدها بسنة إلى كندا وقمت بتكوين في مجال المسرح والسينما لاعود بعدها إلى الجزائر سنة 2013 ليعرض علي اداء احدى ادوار اول مسلسل في مشواري الفني "اسرار الماضي".
* اشتهرت لدى المشاهد الجزائري بمسلسل "أسرار الماضي"، حدثنا قليلا عن التجربة؟
- فتحت تجربة اداء لاختيار الممثلين، فاتصل بي انا ومجموعة من فناني جيلي الممثل كريم بوريدار، وفي بادئ الامر وبمساعدة المخرج، تم اختياري لاداء شخصية مافيوية، بعدها اتفقوا معي على العودة من اجل تجربة امام الكاميرا، حيث طلبوا مني يومها تقديم اي شيئ اريده، فقدمت نص عربي كلاسيكي، وهنا تبدلت نظرة المخرج لي، وقال لي يومها انا اراك في شخصية "جلال"، قرات بعدها السيناريو ومحتوى الشخصية التي عرضت علي، واعجبت بها كثيرا نظرا لما تحمله من كم هائل من الاحاسيس والمشاعر اذ مثلت روح الضمير في المسلسل.. "اسرار الماضي" هو تجربة جيدة جدا خاصة الدور الذي قمت به والذي اثر في كثيرا بعدما تقمصته لقرابة اربعة اشهر، خاصة خلال الجزء الثاني للمسلسل اين تغير جلال كليا فشخصية الشاب الحالم الاعزب قد رحلت افتراضيا بعدما تزوج بنرجس التي ابرزت جانبا خفيا ولمسة روحية لشخصية جلال.
* بعد تجربة "اسرار الماضي" بجزأيها، هل نستطيع القول اننا سنرى زهير في اعمال تلفزيونية اكثر من العروض المسرحية، وهل اختطفت يفضل الكاميرا زهير من الركح؟
- لا بالعكس، فأنا افضل المسرح، لأنني احبذ تقديم شخصيات وادوار عبقرية، كبيرة وعميقة التي يوفرها لي المسرح عكس الشاشة الصغيرة التي تقدم غالبا ادوار نمطية وكررة وليس لها اي تاثير على المشاهد.
* ماهي مشاريعك المستقبلية وهل هناك عروض مسرحية وتلفزيونية؟؟
- لسوء حظي لا استطيع العمل على عرضين في نفس الوقت، وفي كثير من الاحيان يصادفني ذلك، فانا بصدد التحضير لعمل مسرحي كبير مع الديوان الوطني للثقافة والاعلام، تحضيرا لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، وعرض علي العمل في مسلسل تلفزيوني خلال شهر رمضان المقبل مع قناة kbc الفضائية في شخصية مختلفة كليا عن شخصية "جلال" التي عرفني بها الجمهور سابقا، لكنني لم اتخذ قرار بعد بخصوص العرض.
* حدثنا قليلا عن العمل المسرحي الذي سيعرض ضمن فعاليات تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015".
- هو عبارة عن ملحمة تاريخية لولاية قسنطينة حيث من المرتقب ان تعرض لوحات تسرد الحقبات التاريخية التي مرت بها هذه المنطقة العريقة الضاربة في الزمن، تحت اشراف المخرج الشاب والموهوب فوزي بن براهم، الذي يملك وجهة نظر مغايرة وخاصة به، استطيع القول اننا في بداية التصوير، كما لم توزع الشخصيات بعد، للادلاء بتفاصيل اكثر.
* زهير باعتبارك من فناني الجيل الثاني او الجيل الصاعد، كيف تقيم وضع الفنان في الجزائر؟
- لست مخولا للتقييم، لكن الوسط الفني في بلادنا يشجع الرداءة والفشل، ويحطم الانسان الناجح والطموح، نرى اليوم أناس يدعون الفن وهم ليسوا بفنانين، المستوى ضعيف جدا ولم يشأ الارتقاء قليلا، فقبل الحديث عن دور المسؤولين والسلطات الوصية نتحدث عن المنتجين والفنانين فهم السبب الرئيسي في تدني المستوى وتفشي الرداءة، فمقارنة بالفن المسرحي او التلفزيوني او حتى السينمائي لدى اشقائنا في تونس او المغرب، نجد اننا بعيدين كل البعد عن ما يسمى فن، واقرب بكثير إلى ما يسمى تقليد اعمى، فالفنانين والمنتجين وحتى المخرجين لديهم لا يخرجون عن المساحات ولا يدعون معرفة كل شيئ، بالاضافة إلى الحس الفني الذي يمتلكونه والذي ينعكس على اعمالهم، بعكس ما نراه على الساحة الفنية في الجزائر، حيث من هب ودب يسمي نفسه فنانا لمجرد الظهور على الشاشات واكتساب شهرة.
* ما رايك في بطاقة الفنان التي اطلقتها وزارة الثقافة مؤخرا؟
- انا شخصيا لا املك بطاقة فنية، لي شهادات عديدة، لكن البطاقة الجديدة لم اجد الوقت لاستخراجها بعد، وحسب ما لاحظت.. الفنانين الحقيقيين يقبعون خلف المكاتب الان، حيث هجروا الفن واتبعوا الادارة وحصروا انفسهم في مساحات مغلقة، مما ساعد الكثير ممن لا علاقة لهم بالفن على الظهور وهم نفسهم الذين حرصوا على استخراج بطاقة الفنان قبل الفنان نفسه، لكن يبقى الدليل في الأعمال المقدمة وفي اراء الجمهور.