الثقافي

نادية لعبيدي تعد بتغيير تسمية "المهرجان الدولي الأول للشعر العربي الكلاسيكي"

شعراء عرب و68 شاعرا جزائريا يحيون أمسياتهم الشعرية

 

 

قالت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي بان الانتقادات التي طالت تسمية "المهرجان الدولي الاول للشعر العربي الكلاسيكي" مشروعة، وذلك خلال كلمة قراءها نيابة عنها الشاعر ورئيس مؤسسة "محمد العيد آل خليفة"محمد الصالح حرز الله خلال فعاليات الافتتاح يوم الاربعاء الماضي، متعهدة في نفس السياق بتصحيح الخطا خلال النسخة المقبلة.

وكانت التسمية قد اثارت ضجة عارمة وسط شعراء بسكرة وصلت الى حد تبادل الاتهامات والشتائم، في حين اكتفى بعضهم باعتبارها إهانة في حق الشعر والشعراء الجزائريين، نظرا لحصر المهرجان في الشعر الكلاسيكي التي تختصر بشكل مهين التجربة الشعرية الجزائرية الثرية بكل أطيافها وميولها، على غرار ما قاله الشاعر عاشور فني -عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- عما قامت به إدارة المهرجان: "هل يجهلون الرؤية الثقافية المتداولة؟ أم يجهلون أسماء المثقفين الذين يمكن أن يستشيروهم؟" ويجيب عن سؤاله بقوله "لا أظن ذلك، بل هو اختيار واع ومقصود"، في حين رد عضو لجنة التنظيم شكري شرف الدين بقوله ان المهرجان مولود جديد يحبو خطواته الأولى، لذلك دعا لدعمه لتجاوز العوائق المالية والإدارية، وعزا الخطأ الذي حدث في تسمية المهرجان لسوء ترجمتها من اللغة الفرنسية من قبل إداري بوزارة الثقافة، وبدل أن يترجم الاسم إلى مهرجان الشعر الفصيح، ترجمه إلى مهرجان الشعر الكلاسيكي، واستنكر شكري حجم الانتقادات التي طالت الجهة المنظمة بسبب هذا الخلل، داعيا إلى تجاوز هذه الأمور، التي وصفها بالعابرة، وطالب بالتركيز على المتن أكثر من الهامش، معغتبرا ان المهرجان اضافة كبيرة للمشهد الشعري الجزائري، الذي تميز خلال السنوات الأخيرة بغياب الحراك الاحترافي، لذلك توقع أن يكون بمثابة خطوة أولى لإعادة بعث هذا الحراك. من جهته، اعتبر الشاعر محمد عادل مغناجي أن الضجة التي أثيرت بشأن التسمية إما أن تكون مفتعلة أو تكون حقيقة وواقعا، فإذا كانت مفتعلة فإن الهدف من ذلك برأيه تشويه ومحاولة إفشال المهرجان، وأوضح مغناجي أن الرافضين لمصطلح الشعر الكلاسيكي يبررون ذلك بكونه لا يمس الحقيقة الشعرية، ولا يمكن برأيهم حصر الشعر العربي المتميز برؤية ثقافية وفنية ممتازة في هذا الشكل وفي هذا القالب، لكنه يعتقد أن إدارة المهرجان كانت لا تقصد بكلمة الكلاسيكي تلوين الشعر بلون معين على أنه كلاسيكي أو تقليدي أو حداثي أو معاصر، وإنما تقصد بذلك الشعر العربي الفصيح، وعلى صعيد مواز، أكد مسؤول المهرجان أحمد مودع أن الحدث يعد قيمة مضافة للمهرجانات الثقافية المحلية والدولية التي رسمتها وزارة الثقافة ببلاده، وبيّن مودع أن مهرجان الشعر الكلاسيكي ليس بديلا ولا رديفا، ولن يكون في المطلق محوا أو إلغاء لغيره من المهرجانات، معتبرا أن هذا المهرجان هو اعتراف ورد جميل لعروس الزيبان بسكرة في عشقها المتيم دوما بالحرف العربي وتراثه، وتغنيها بالشعر فنا وابداعا وهوية، ووعد المودع عشاق الكلمة الموزونة بإبداعات العديد من الشعراء العرب، أمثال عرفات الديك وفاتنة العزة من فلسطين، ومنصف الوهايبي ومحمد أولاد أحمد من تونس، وأسماء ياسين من مصر، وإسكندر حبش من لبنان، وسامي أحمد وعذاب علي من سوريا، وعبود حسن سلمان من العراق، وعلي أحمد شنينات من الأردن، وابراهيم بن عبد الله الجريفاني من المملكة العربية السعودية، إلى جانب أكثر من 68 شاعرا من الجزائر، كما نظم خلال فعاليات المهرجان الذي سيسدل ستاره اليوم سلسلة من المحاضرات والندوات الفكرية تتناول ثلاثة محاور تتعلق "بالشعر والعولمة"، و"الشعر العربي الحديث"، و"الشعر والحدث". كما تم تخصيص مساحة لمعارض الفن التشكيلي، ومنتجات الصناعة التقليدية للمنطقة، مع جعل جناح للمؤلفات الصادرة عن مديرية الثقافة لولاية بسكرة بهدف إبراز الروافد الثقافية والسياحية المعروفة بالمنطقة، وشهد حفل الافتتاح تكريم أبو القاسم خمار، وهو شاعر جزائري من مواليد مدينة بسكرة عام 1931، وفي رصيده العديد من الدواوين الشعرية، أهمها: "أوراق" 1967، و"ظلال وأصداء" 1969، و"ربيعي الجريح"، و"ملحمة البطولة والحب" 1984، و"حالات تأمل وأخرى للصراخ"، و"مواويل الحب والحزن" 1994، وغيرها.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي