الثقافي
عمر أزراج يستعرض التمازج الثقافي بين الثقافتين العربية والأمازيغية
في ندوة فكرية بلندن
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 فيفري 2015
شارك الكاتب الجزائري عمر ازراج في الندوة الفكرية التي عقدتها مجلة "الجديد" في لندن بالتعاون مع جريدة "العرب" الدولية، إلى جانب كوكبة من الأدباء والكُتّاب العرب، حيث تحدث مطولا عن التمازج الثقافي الحضاري بين الثقافتين العربية والأمازيغية.
وقال ازراج حول علاقته بوصفه مثقفا أمازيغيا، باللغة العربية علاقة حضارية، ووصف اللغة العربية بالنسبة إليه بأنها "غنيمة حضارة"، وأنها تختلف عن توصيف كاتب ياسين للغة الفرنسية بأنها "غنيمة حرب"، وتمحورت الندوة المغلقة حول أدوار المثقفين العرب في المرحلة المفصلية التي تمر بها الشعوب العربية، لا سيّما وأن الثورات قد أفرزت تداعيات كثيرة يستمر تأثيرها تباعا في بنية المجتمعات العربية، وسعي المثقّف لالتقاط ملامح التغيير والمشاركة فيه، وعدم الانزواء أو الاستسلام لاجتياح التطرف أو الركون لسلطة الأمر الواقع، واستهل الشاعر السوري نوري الجراح الذي أدار الندوة بالحديث عن إطلاق "الجديد" بوصفها منبرا عربيا ثقافيا عابرا للاستقطابات والتجاذبات السياسية، وركز على ضرورة طرح الأسئلة الصميمية في بنية الثقافة العربية، تلك الأسئلة التي قد توصف بأنها جارحة، لتقرب المجتمعات وتحاول فهم صيرورتها والتغييرات التي تجتاحها، بحيث يستعيد المثقف دوره ووظيفته في التنوير والتغيير، وشارك في الندوة الدكتور السوري خلدون الشمعة الذي تحدث عن طبيعة المجتمعات العربية، والصراع بين ما ينبغي أن يكون وما كرسته الأنظمة الاستبدادية، وأكد على جانب تأسيس الثقافة ومشاركتها في بناء مجتمع مدنيّ، وتحدث الباحث اللبناني خطّار أبو دياب عن الانقسام في الواقع العربي، ووصف الانحياز للشعوب في ثوراتها بأنه مسألة ضمير، وأن المثقف الذي يكون ضمير أمته يجب أن يتحلى بالضمير لتوصيف الواقع واختيار موقعه وموقفه إلى جانب الشعب، اما الفلسطيني الدكتور عبد الرحمن بسيسو فتحدث عن أهمية قراءة التاريخ والتراث بعقلية نقدية، والبحث عن جذور الإشكالات للتمهيد للوصول إلى مجتمع عربي متجانس متصالح مع واقعه وتاريخه ومستقبله، التونسي أبو بكر العيادي حاول مقاربة تعريفات المثقف، وتحديد المفاهيم والمصطلحات، لأن هناك خلطاً في المسألة، واستعاد جانباً من الثورة الفرنسية وتمرحلها، وكيف أنها استغرقت وقتاً طويلاً لتؤسس لمجتمع ديمقراطي لا إقصاء فيه أو تهميش لأحد، وأما العراقي فاروق يوسف فوجد أن حالة فرز المثقفين بين مؤيد للاستبداد أو معارض له تلغي شخصية المثقف المستقل الذي ينبغي أن يكون صوته أعلى وحضوره أكبر، واستعاد يوسف تجربة المثقفين العراقيين في المهاجر، ومعاناتهم وانقسامهم السابق، ثم موقف عدد منهم في مناصرة المحتل ومحاولة محو الذاكرة العراقية بخلق ذاكرة بديلة تقطع مع الماضي، وتحدثت التونسية لمياء المقدم عن رسالة المثقف ووجوب الإنصات إلى المتلقي ثم إعادة إنتاج ثقافة جديدة، تستفيد من الرأي الآخر وتبني عليه، وأشارت إلى حضور المرأة في الثورات العربية، وأدوارها القيادية التي تكمل رسم صورة المشهد الثقافي العربي، وأشارت هالة صلاح الدين -من مصر- إلى ضرورة الانفتاح على الثقافات الأخرى، وتحدثت عن تجربتها في الترجمة والنشر والرقابة في مصر، في الختام توقف مؤسس مجلة "الجديد" وناشرها الدكتور هيثم الزبيدي عند أهمية مواكبة المتغيرات الكبيرة التي تحصل في العالم، سواء على الصعيد التكنولوجي أو الفني أو الفكري، وسبل إمكانية تطوير الأدوات الفكرية والثقافية لتناسب المرحلة الجديدة، وتهيئ لظرف تاريخي مختلف، ينطلق من البناء على ما تم إنجازه، والسعي لتحقيق ما يمكن في ظل التحديات المتجددة.
ليلى.ع