الثقافي
تيزي وزو تحيي الذكرى 26 لرحيل الأديب مولود معمري
خلال يومي 27 و28 فيفري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 فيفري 2015
تستعد دار الثقافة لولاية تيزي وزو لتكريم القامة الأدبية الجزائرية القبائلية مولود معمري الذي ودع الحياة منذ ما يعادل 26 سنة وذلك خلال يومي 27 و28 فيفري القادم.
وخلف الاديب الراحل إرثا أدبيا ثمينا معترف بقيمته العالمية، فهو صاحب روائع "الأفيون والعصا" و"نوم العادل" وبالمناسبة سطرت المؤسسة الثقافية الحاملة لاسمه برنامجا ثريا لتكريم ذكراه، حيث سيتم وضع باقة من الزهور على قبره إلى جانب احتضان دار الثقافة لمعارض مخصصة لحياة وأعمال هذا الحكيم مع عرض لفيلم "الربوة المنسية" المقتبس عن روايته الحاملة لنفس العنوان، وسيتم بالمناسبة تنظيم حفل توزيع جائزة "مولود معمري في القواعد البربرية" التي تقدم سنويا لصاحب "أحسن إملاء في اللغة الأمازيغية" بإشراف جمعية أساتذة هذه اللغة بتيزي وزو وعرفانا.
وولد مولود معمري في 20 ديسمبر 1917 بقرية تاوريرت ميمون بمرتفعات بني يني (على بعد 30 كلم جنوب تيزي وزو). ويعود له الفضل في إثراء الأدب الجزائري بعديد الأعمال والبحوث في مختلف الميادين سيما الاجتماعية منها وتعد مؤلفاته "الربوة المنسية" و" الأفيون والعصا" و"نوم العادل" و"عبور الصحراء" المترجمة إلى عديد اللغات العالمية خير دليل على القيمة الأدبية الرفيعة لكتابات هذا المفكر المبدع الذي ساهم أيضا في إثراء السينما الجزائرية بفيلمين مقتبسين عن الروايتين الأوليين من طرف المخرجين عبد الرحمان بوقرموح وأحمد راشدي، وتجدر الإشارة أن مولود معمري كان ضليعا في علم اللسانيات حيث قام بجمع مجموعة شعرية للشاعر الجوال سي موح أومحند إلى جانب مجموعة أخرى" ما شاهو طلمشاهو" من الأشعار القديمة وعرف بإسهاماته المعتبرة في الفن الرابع الذي قدم له ثلاثيته الشهيرة "الفهن أو الدليل برقم تسعة" و"الوليمة" و"موت الأزتيك " جدير بالذكر أن الأديب الراحل زاول دراسته إلى غاية سن 11 بمسقط رأسه قبل الانتقال إلى المغرب الأقصى للإقامة عند عمه ليعود بعد أربع سنوات إلى الجزائر للتسجيل بثانوية "بيجو" (الأمير عيد القادر حاليا) بالعاصمة. وانتقل بعدها للإقامة بباريس (فرنسا) للتحضير لمسابقة الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة وبعد انتهاء فترة تجنيد مولود معمري في الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها عاد ثانية إلى باريس للمشاركة في مسابقة أخرى لتوظيف أساتذة في الأدب ليعود بعدها إلى البلاد عام 1947.
مارس مولود معمري مهنة التعليم بالمدية لمدة سنتين (1947 و1948) ثم انتقل إلى جامعة الجزائر حيث عين كأول أستاذ في الأمازيغية بالجزائر المستقلة قبل تعيينه مديرا لمركز الأبحاث الأنثروبولوجية والتاريخية والإنسانية بمتحف باردو سابقا وتوفي مولود معمري عن عمر يناهز 71 سنة إثر حادث مرور ليلة 25 إلى 26 من فيفري 1989 بضواحي عين الدفلي في طريق عودته من المغرب الأقصى حيث شارك في ملتقى دولي حول اللغات الأم ومن أشهر الأقوال التي يذكرها أصدقاء مولود معمري قبل وفاته من بينهم الأستاذ شماخ سعيد من قسم الثقافة واللغة الأمازيغية بجامعة تيزي وزو قوله "مهما كان المكان الذي سيوافيني فيه أجلي فإني متأكد تمام التأكيد من الوجهة التي سيسلكها شعبي مهما كانت العوائق التي يضعها التاريخ في طريقه."
ل.ع/وكالات