الثقافي

"لم أبتعد عن الاعلام وإنما استبعدت"

عبد الله بن عدودة من أمريكا:

 

 

قال المذيع عبد الله بن عدودة، الشهير ببرنامج «سيستام دي.زاد»، بانه لم يبتعد عن الاعلام بل ارغم على الصمت، فلم يمنع من طرف النظام من الظّهور على التّلفزيون، لكان الآن موجودًا في الشّاشة، مضيفا انه لم يختر الصّمت، بل أجبروه على أن يغلق فمه.

وأضاف بن عدودة في حوار له على موقع "نفحة" انه لم يكن مخططا للسفر إلى امريكا وترك الجزائر بعد منعي من الظّهور في برنامج «سيستام دي.زاد» لكنه قرر ذلك بعد ان منع من العمل تمامًا، مشيرا إلى ان هذه المنهجية معروفة، فهي -سياسة التّجويع-حسبه، تهدف لمنعه من الكلام ومن العمل إلى أن يخمد، واضاف عبد الله: "لقد قالوها لي بشكل مباشر: «بلع فمك شوية!»"، مريدين حسبه تقزيمه أولا ليسمحوا له بالعودة إلى العمل، ولهذا السّبب غادر البلاد، مشيرا إلى انه لم يكن بامكانه أن يقامر بمستقبل أبنائه، وترك أناسًا يقرّرون مصيره بطريقة تعسفية، فقط لأنه لم يعجبهم، مذكرا في سياق حديثه انه عاش نفس التجربة في الماضي، وتكرّرت مرّات عديدة في مسيرته المهنية، وما حصل معه في المرّة الأخيرة كان القطرة التي أفاضت الكأس، قائلا بن عدودة: "لقد أرغموني على مغادرة البلد. النّظام الجزائري لا يحبّ الجزائريين الذين لا يركعون تحت رجليه. حالتي ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة"، وفي سؤال حول ما اذا كان يشجع الجزائريين على الهجرة وترك الوطن قال بن عدودة انه، لا يشجع أحدًا على فعل هذا، فمن سنوات والناس تهاجر، ويغامرون بحياتهم للهجرة، مشيرا إلى ان الجزائريون الذين غادروا الجزائر في ظلّ حكم بوتفليقة هم أكثر عددًا من الذين غادروا البلاد سنوات العشرية السّوداء، فهو ليس بحاجة لتشجيعهم على الهجرة، فالبلد يقوم بما يجب لفعل هذا، اما عن مشروعاته المستقبلية في الولايات المتحدة الامريكية فقال عبد الله، انه يفكر في كثير منها، باعتبار الولايات بلد توجد فيه فرص كثيرة، قائلا ان المشروع الأول، في المستقبل القريب، هو إطلاق مجلة إلكترونية، تجمع بين الصّوت والصّورة والنّص، ستحمل اِسم «SYSTEM DZ TV»، ويذكر انه قبل سنة من الآن، كان برنامج «سيستام دي.زاد»، على فضائيّة دزاير تي.في، يعتبر واحدًا من البرامج التلفزيونيّة الأكثر مُشاهدة في الجزائر، حيث كان يضم أسماء كبيرة، في الفنّ ومن المجتمع المدني، تمرّ على بلاطو البرنامج، مما منحه مصداقية وحضورًا مهمين، في المشهد التلفزيوني الناشئ في البلد، كان برنامجًا شبابيًا، تقوده تشكيلة شابّة، ترافق المذيع عبد الله بن عدودة، يحلمون بان يصبح «سيستام دي.زاد» برنامجا ليس جزائريًا فقط، بل مغاربيًا، وأن يخاطب أيضا الجالية العربية المقيمة في الخارج، وكل شيء بدأ كما ينبغي: الجينيريك، الدّيكور، الموضوعات والضّيوف، لكن لم ينتهي كما ينبغي او كما كان يامل القائمون عليه، ففي غمرة حملة الانتخابات الرّئاسية الأخيرة، توقّف البرنامج عن البثّ، والسّبب – بحسب ما يقول البعض – هو معارضة المذيع عبد الله بن عدودة لخيار قناة دزاير تي.في، التي ساندت عبد العزيز بوتفليقة، وانتقاده الصّريح لفيديو كليب «تعاهدنا مع الجزائر»، الدّاعم حينها لبوتفليقة، والذي شارك فيه إثنان من فريق كرونيكرز البرنامج ذاته..هكذا، دونما مقدمات، أُستبعد بن عدودة، وأُسدل السّتار على «سيستام دي.زاد»، وبعد الواقعة بأشهر قليلة، غادر عبد الله بن عدودة الجزائر، ليستقر في الولايات المتحدة الأميركية.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي