الثقافي

جثمان الكاتبة آسيا جبار يصل إلى الجزائر غدا تنفيذا لوصيتها

تعود بعد منفى أدبي طويل

 

 

يصل جثمان الكاتبة الجزائرية الراحلة آسيا جبار إلى الجزائر الأربعاء المقبل، لتوارى الثرى في مسقط رأسها بمدينة شرشال تنفيذا لوصيتها بأن تدفن بجوار والدها وشقيقها، وهي الكاتبة التي تعتبر العربية الوحيدة التي دخلت إلى الأكاديمية الفرنسية، والروائية الجزائرية الوحيدة التي أوصلت الأدب الجزائري إلى العالمية.

وقال أبدى وزير الإعلام حميد قرين تأسفه لرحيل الكاتبة، مؤكدا على أنها أكبر روائية جزائرية، موضحا أن آسيا جبار واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء إيملحاين كانت امرأة حرة مثلما هي المرأة الجزائرية، وأنها كانت امرأة قوية الشخصية، في حين قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية بعثها إلى اسرة الفقيدة: "بتأثر بالغ تلقيت النبأ الأليم بوفاة المغفور لها الأديبة العالمية آسيا جبار بعد مشوار طويل قطعته محلقة في أجواء عالية من الفن والأدب، لم يرتق إليها إلا من حباه الله بفكر نير وإحساس مرهف وخيال مجنح وقلم صوال في خبايا الزمان, جوال في طوايا النفس والوجدان"، كما قالت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي "الراحلة حملت الجزائر في قلبها وذاكرتها وكرست حياتها للكتابة والإبداع من خلال أعمالها ومؤلفاتها العديدة"، وعاشت الفقيدة في منفى ادبي طوال حياتها بدليل أن كتبها مترجمة إلى أكثر من 30 لغة ولم تترجم بعد إلى اللغة العربية، مع أن الجزائر شهدت عدة تظاهرات ثقافية عرفت طبع وإعادة كتب تستحق وكتب لا معنى لها أساسا، من دون أن يقوم القائمون على هذه التظاهرات بترجمة كتب آسيا جبار إلى اللغة العربية، حيث قال الكاتب الصحفي محمد بغالي رئيس تحرير صحيفة «الخبر» لـاحدى المنابر الاعلامية ان آسيا جبار عانت من الاغتراب طوال حياتها، فقد عاشت في غربة جغرافيا ولغويا، لأنها دفعت للعيش في بلد ليس هو بلدها والكتابة بلغة ليست هي لغتها، حتى إن كانت قد أبدعت في الكتابة باللغة الفرنسية، وكانت أول كاتبة عربية وجزائرية تدخل قائمة كتاب الأكاديمية الفرنسية، واعتبر أن آسيا جبار عانت من التغييب والتجاهل في بلدها الجزائر، وأن سيرتها الذاتية التي كانت آخر أعمالها وعنوانها «لا مكان لي في بيت أبي» يلخص معاناتها، لأن المقصود بـ»بيت أبي» هو بلدها الجزائر، وأنها على الرغم من أنها عاشت منذ نهاية السبعينيات في الخارج، في سويسرا في وقت أول ثم في فرنسا، إلا أن روحها بقيت جزائرية، بدليل أنها أوصت بدفنها في الجزائر، وكانت ردود الفعل على وفاة الكاتبة آسيا جبار قد تهاطلت من عدة دول، إذ اعتبر الرئيس الفرنسي، أن آسيا جبار كانت امرأة صاحبة قناعة، وذات هويات متعددة، جمعت أعمالها بين الجزائر وفرنسا، وبيت الأمازيغية والعربية والفرنسية، مؤكدا في بيان على أنه تلقى بأسف شديد رحيل عضو الأكاديمية الفرنسية، المثقفة والكاتبة والباحثة وكاتبة السيناريو والأستاذة الجامعية، وأنها انتخبت سنة 2005 كخامس امرأة تدخل قائمة الأكاديمية الفرنسية.

ليلى.ع


من نفس القسم الثقافي