رياضة

"الخضر" مرضوا ولم يموتوا ضد جنوب أفريقيا

غوركيف مطالب بتدارك الأخطاء أمام غانا

 

 

نجح المنتخب الوطني لكرة القدم في فك عقدة 25 سنة ودشن نهائيات كأس أمم إفريقيا بفوز ثمين على حساب منتخب جنوب افريقيا (3/1)، في مباراة كان فيها "المحاربون" شبه غائبين في اغلب فترات اللقاء، ولحسن حظهم أنّهم استفاقوا في الوقت المناسب وتمكنوا من تحويل تأخرهم بهدف إلى انتصار بثلاثية في سيناريو غريب أدهش كل المتتبعين.

ولا يختلف اثنان أنّ العناصر الوطنية لم تكن في الخرجة الأولى في يومها وظهر رفقاء براهيمي بعيدين كل البعد عن مستواهم الحقيقي، ولكن هناك عوامل ساعدت أشبال المدرب الفرنسي غوركيف ولعل الحظ ساهم بشكل أكبر في تغيّر مسار المباراة سيما وان منتخب ال"بافانا بافانا" أهدر فرص عديدة وسهلة على غرار ركلة جزاء عند الدقيقة 65. التي ارتطمت بالعارضة ليحرم الحظ جنوب افريقيا من مضاعفة النتيجة ليعطي بذلك شحنة اضافية للاعبي الخضر للعودة في النتيجة خاصة وان مدافع المنافس جنوب افريقي خادع حارس برأسية زارت الشباك. وقد اعترف المدرب المساعد نبيل نغيز بهذا الأمر وأكد أن الحظ وقف إلى جانب لاعبي "الخَـضْر".

وقدم أولاد جنوب إفريقيا مباراة في القمة وكانوا الأفضل في أغلب فتراتها سواء من حيث الأداء او من حيث تهديد مرمى المنتخب الجزائري بفرص كان يمكن أن ترفع غلتهم إلى 4 أهداف على الأقل، لكن الانهيار البدني الذي عانوا منه بعد إضاعة ركلة الجزاء وهدف التعادل للجزائر كلفهم غاليا حيث تحولوا في الربع الأخير إلى أشباح فوق الملعب لا يقوون على إتمام المباراة بالأداء نفسه الذي أظهروه في الشوط الأول وبداية الثاني. رغم أن الحارس المتالق وهاب رايس مبولحي يعاني نقصا فادحا في لياقته البدنية قياسا بزملائه بسبب غيابه عن المنافسة مع فريقه فيلاديلفيا الأمريكي لنحو شهرين، إلا أن ذلك لم يمنعه من تقديم مباراة قوية بأدائه اللافت وتصداياته الرائعة التي أثبت بها أنه الأفضل في الجزائر وإفريقيا.

ولو خسر المنتخب الجزائر لتعرض لانتقادات لاذعة من طرف الجمهور والفنيين خاصة بعدما تلقى انتقادات من قبل حول تهميشه للاعب المحلي، لكن اختياراته كانت ناجحة عندما قام المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف بإحداث تغييرات كانت أحد الأسباب في تحول كفة المباراة لصالح فريقه، كدخول المهاجم بلفوضيل ولاعب الوسط تايدر وهو ما أعطى دفعا كبيرا لخطي الوسط والهجوم وأصبح المنتخب يلعب بخطته المعتادة 4-4-2 خصوصا مع تحويل صانع الألعاب ياسين براهيمي إلى الجناح الأيسر الذي أبدع فيه وأثبت أنه المكان الأنسب له. ويبدو ان لاعبي المنتخب الوطني بلغوا درجة عالية من النضج ولم يعودوا ذلك المنتخب الذي ينهار فور تلقيه هدفا او يفقد معالمه عندما يكون متاخرا في النتيجة. فمواجهة "أولاد جنوب إفريقيا" كشفت عن تمتع الجيل الحالي لمنتخبنا الوطني بالشخصية القوية والذهنية العالية، فرغم تأخرهم في النتيجة وتلقيهم ركلة جزاء كان يمكن أن تكون منعرج اللقاء وتأثرهم بدنيا من الظروف المناخية، إلا أنهم أبقوا أعصابهم هادئة ولعبوا ببرودة تامة غير آبهين بما يحدث أمامهم إلى أن تمكنوا من قلب الطاولة في أقل من نصف ساعة.

 زياد رامي

من نفس القسم رياضة