الثقافي
وداعا فتيحة بربار الفنانة المثالية
تأبينية الراحلة بالمسرح الوطني الجزائري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جانفي 2015
بعد أن احتضنتها كممثلة قدمت الكثير للمسرح الجزائري هاهي خشبة المسرح الوطني الجزائري تحتضنها للمرة الاخيرة داخل صندوق لتشيع إلى مثواها الأخير، اجواء الحزن كانت بادية على كل الوجوه التي جاءت لتلقي النظرة الاخيرة على دنجوانة السينما الجزائري فتيحة بربار.
غصت القاعة الرئيسية للمسرح الوطني الجزائري بالوجوه الفنية خاصة من لأبناء المسرح قدموا من كل الجهات فكلهم عرفوا هذه المرأة المتألقة التي اسست لتاريخ الفن الجزائري بفصل ادوارها العديدة سواء في السينما او المسرح، رحلت بدون رجعة تاركة فراغا كبيرا وسط محبيها وعائلتها وهي التي كانت تقول بان الفن هو عائلتها الأولى.
نعاها عديد الفنانين الذين حضروا التأبينية، من الجيل القديم والجديد، فالكل عرفها بالإنسانة المعطاءة التي لا تبخل بالنصائح والنقد البناء لزملائها، وصفها كثيرهم بالمرأة العظيمة والشخصية الفذة، والفنانة الجميلة التي فقدها المسرح والسينما والتلفزيون على حد سواء، كما سيفتقدها جمهورها ومحبيها على شاشتهم الصغيرة وهي التي عودتهم على ادوارها الكبيرة في المسلسلات الرمضانية.
بهية راشدي
جئنا نودع اختنا وحبيبتنا ونلقي النظرة الاخيرة على جثمان هذه الانسانة الطيبة التي عملت بصدق واخلصت لفنها، حيث جعلت الفن من اولوياتها فكانت نعم الاخت والصديقة والأم للفنانين وخاصة كانت مبدعة في كل طلاتها، كانت الفنانة الرائعة تميزت بأخلاقها العالية والمنفردة بالخجل لدرجة كبيرة، ما جعلها تحافظ على اناقتها ورونقها، فأين ما تكون تزرع المحبة، تسعى إلى الصلح وتلطف الاجواء دائما.. كنا قريبتين جدا من بعضنا البعض، وتستشيرني في كل صغيرة وكبيرة.. برحيلها يبقى الجرح عميقا.. فتيحة بربار لم تمت لان الفنان لا يموت مادامت اعماله شاهدة عليه.
يمينة بشير شويخ
هذا هو قضاء الله ولا مرد لقضائه، جاءت الساعة لترحل عنا واحدة من العمالقة في الفن الجزائري هي الامراة العظيمة والشخصية الكبيرة التي اعطت الكثير للمسرح والسينما الجزائرية.. صحيح انني لم اعمل معها ولكنني اعرفها جيدا في الميدان، حيث كانت صديقة جد مقربة من زوجي محمد شويخ الذي اشتغلت معه كثيرا.
طه العامري
افتقدنا ممثلة كبيرة والعائلة الفنية حزينة جدا بفقدانها.. فتيحة برابر منذ ان جاءت إلى هذه المهنة وهي تقدم مستويات كبيرة، اشتغلت معها بعد الاستقلال، خاصة في مجال السينما.. انتقلت إلى جوار ربها اين يوجد الكثير من المبدعين الذين تركونا، هي امرأة طيبة محافظة اصيلة وكانت لي علاقة جيدة مع زوجها.
نوال زعتر
حزينة جدا برحيل واحدة من فنانات الزمن الجميل في الجزائر شاركت معها في العديد من الاعمال لا يمكنني ان اقول لها سوى "نامي ايتها المرأة الطيبة ففقدانك جرح لن يندمل" وستبقى الذكريات الجميلة التي جمعتنا معها خاصة وأنها تتعامل مع الكل وتشجع الشباب والمبدعين ولا تبخل عليهم بالنصائح.
ليندة ياسمين
اولا اعزي كل الشعب الجزائري لأننا لسنا فقط من فقدنا فتيحة بربار، تعتبر الاخت والأم المثالية، وانا شخصيا فقدت والدتي الثانية، اشتغلت معها 5 افلام وكانت تلعب دور الأم، كانت تلعب دورها في الفيلم وخارج الفيلم لا تبخل علينا بالنصائح ترشدنا في كل مرة، هي سيدة عظيمة هي جوهرة ارسلت الينا، رحلت عنا بدون رجعة نقول لها وداعا ايتها المرأة المثالية.
كلمة دريس فضالة
قال دريس فضالة في كلمة القاها باسم الفنانين الجزائريين، بانه لا يمكننا في هذا المقام ان نقدم سوى المزيد من الدموع، ففي مثل هذا الشهر رحل امحمد بن قطاف واجتمعنا في موكب جنازته، وجئنا اليوم مرة ثانية نؤبن ونرثي حبيبتنا فتيحة بربار ولا شيء بعد التأبين ولكن لا نعمل شيئا لتابين فنانينا ومثقفينا، نقيم التأبين والعزاء ثم ننصرف، اتمنى ان يلقى اسم فتيحة بربار على المهرجان النسوى للمسرح بعنابة، اتمنى ان تدخل بربار وامثالها في برنامج المنظمة التربوية حتى يدرس هذا التاريخ للأجيال القادمة، كما ان هناك امكانات لتخليد هؤلاء الفنانين. فتيحة بربار فارقتنا وهي تتوضأ لأداء الصلاة.. فتيحة بربار 62 سنة عطاء فني، كانت الممثلة المقربة من رويشد ومصطفى بديع ومصطفى كاتب وغيرهم، فبفضل اعمالها وبفضل اخوتها وصداقتها وتواضعها يخيل لك عند رؤيتها مع المبتدئين انها مثلهم..كانت تحب الفن وتعمل من صميم قلبها بكل صدق وعند كل نهاية عمل نشارك فيه معا تقول لي متى العمل القادم، لقد كسبت من المسرح الكثير من الثقة في النفس وساهم المسرح في اثراء شخصيتها، كانت مواقفها مدرسة للفنان الملتزم، هاهم اصدقاؤك مجتعون حولك في هذا المكان الذي اخذ منك كل شباباك، ولا يسعنا اليوم سوى ان نتقدم بالدعاء إلى الخالق ان يتغمد روحك الطاهرة بواسع رحمته.
سعيد حلمي
قال والدموع تغلبه، فقدت صديقتي وزوجتي واختي في الاعمال كانت مقبة جدا مني، فعند ذهابي إلى منزلها قال لي احد اولادها لقد كانت تحبك كثيرا، هذا الكلام اثر في كثيرا وجعلني ابكي، فعلا هذه هي الحياة ولا تبقى الا الذكريات الجميلة لا يمكنني ان اقول اكثر من هذا "يبكي".
فيصل شيباني