الثقافي

"تمبكتو" لا تشمله حرية التعبير في فرنسا

ألغي من برنامج عروض صالة السينما البلدية

 

 

في الوقت الذي كانت فيه لجان "الأوسكار" تعلن أسماء الأفلام المرشحة لجوائز دورتها لهذا العام، مسميّة "تمبكتو" كواحد من الأعمال الخمسة المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، كان رئيس بلدية فيلييه سور مارن الفرنسية، الواقعة جنوب شرق باريس، يستعد لإعلان إلغاء عرض فيلم الموريتاني عبد الرحمن سيساكو من برنامج عروض صالة السينما البلدية في المدينة خوفاً من أن يشكل الفيلم "دعوةً أو مناصرة للإرهاب"، كما نقلت عنه صحيفة "الباريسي" أول من أمس.

ويبدو أن رئيس البلدية، جاك ألان بينيست، الذي ينتمي لحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني الذي يتزعمه رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي، لم يكلّف نفسه عناء رؤية الفيلم الذي يمكن وصف خطابه بأنه معاكس تماماً لهذه الادعاءات. وهذا ما أكده لاحقاً رئيس البلدية نفسه، بقوله إنه لم يشاهد "تمبكتو" فعلاً إنما سمع عنه "أصداء جيدة".

وربط بينيست قراره إلغاء عرض الفيلم وتأجيله إلى وقت لاحق بالجريمة التي شهدتها باريس الأسبوع الماضي. وقال انه بعد الاعتداءات، قررت توزيع الفيلم في وقت لاحق تجنّباً لتجاوزاتٍ قد تحصل، كأن يتّخذ بعض اليافعين من المجاهدين موديلاً لهم". وأضاف أن أصول زوجة آميدي كوليبالي أحد منفذي هجمات الأسبوع الماضي، حياة بومدين، تعود إلى مدينة فيلييه سور مارن، وأن هذا شكّل توترات في بعض أحيائها، مشيراً إلى أن منع الفيلم يأتي في سياق التخفيف من حدّة هذه التوترات وعدم إحيائها من جديد، وعلى عكس "فوبيا" رئيس البلدية، يروي "تمبكتو"، الذي بدأت عروضه في الصالات الفرنسية الشهر الماضي بعد مشاركته في الدورة الأخيرة من "مهرجان كان السينمائي"، سيرة ناس لا يخافون "الجهاديين" الذين سيطروا على مدينة تمبكتو المالية وراحوا يفرضون شروطهم عليها، ناس سعوا إلى مواجهة هؤلاء "الجهاديين" باستكمال حياتهم كما تعودا عليها: مليئة بالغناء والرقص.. ومحاولة الفرح.


من نفس القسم الثقافي