الثقافي

عرض مسرحية "للبيع" في المسرح الوطني الجزائري

 

 

عرضت مساء امس بالمسرح الوطني الجزائري، رائعة الكاتب المسرحي الراحل قاسم محمد من قبل مجموعة من الممثلين، وهي المسرحية المعنونة باللغتين الفرنسية " avendre "والعربية "للبيع" أمام جمهور غفير مولع بالنصوص المسرحية التي تجسد الواقعية.

وكانت قاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي ممتلئة عن آخرها حتى بالأروقة المخصصة عادة لتنقل الأشخاص مع بقاء عدد كبير من الحضور أمام أبواب القاعة حيث كان من الأجدر التفكير في وضع جهاز فيديو يسمح للأشخاص الأقل حظا بمتابعة العرض خارج القاعة. وأدت الفرقة المشكلة من 11 ممثلا على غرار عبد الرحمان إيكاروان، سمير تواتي، حفيظة بن رازي، أحمد مداح، جعفر بن حليلو، منال سلامين، إبراهيم جاب الله، محمد إسلام عباس، باعلي وهيبة، نذير بوراوي، هشام بورماني، بقيادة مدير الإنتاج محمد يحياوي والمخرج عباس محمد إسلام، احد أجمل النصوص المسرحية التي دامت على مدى ساعة ونصف، حيث عالجت المسرحية قساوة الحياة التي حولت الإنسان إلى سلعة تباع وتشترى التي تظهر هيستسريا المرض وحرقة الخيانة أين يضيع والد وابن فتبدأ رحلة طويلة مرضية بحثا عن قبس مضيء وتكون المفاجأة صادمة هنا ينفلت السؤال وتتكدس الإستفهامات وسط الرياح العاتية، فهذه القصة تتماشى مع الواقع الحقيقي للحياة وتتحول الكوابيس بكل سخرية إلى إنسان مشوه بإستيحاء من سريالية زرقاء إلى واقعية سوداء، فيصبح قويا حرا سعيدا محترما ففي المعاناة نكهة، وفي تصميم وأداء محكم للمسرحية أدى الممثلون الإحدى عشر دورهم بكل حزم وجدية إضافة إلى حذاقة التقنيون مما ساهم في إثراء حبكة المسرحية وإبراز أوقاتها الحاسمة، وساهم في التصميم المسرحي الذي ركز على ديكور بسيط وملابس ل "شايب مصطفى" عن تلك المتداولة في تلك الفترة بصفة غير مباشرة في إبراز عالمية النص وقوته لأنه نص معاصر يمكن تأويله بعدة طرق سياسيا أو فلسفيا أو نفسيا. كما يجدر بنا الإشارة إلى الكاتب الراحل قاسم محمد الذي قال دائما أن المسرح ليس عملية ترفيهية بالمعنى السطحي وإنما مشروع بحثي يستقصي إسهام الإنسان في منظومة الحياة العامة معنى الإغتراب الحقيقي للإنسان والمجتمع ويقضي بأن يكون الفن صادما وتصادميا في نفس الوقت. واعتبر مخرج المسرحية محمد إسلام عباس أن هذه القصة هي مرآة عاكسة لكارثة أخلاقية بدأت تسلبنا إنسانيتنا وتهدد معنى وجودنا، ولا يمكن بيع روح إنسان والتلاعب بأشياء لا تباع ولا تشترى. كما وأشار إلى أنه قدم تصورا جديدا لهذا العمل المسرحي البارع للكاتب الراحل قاسم محمد الذي لا يضاهى أن الأمر يتعلق بـ "اقتباس لهذه المسرحية دون تعديل نصها في عصرنا هذا ولصالح كافة المجتمعات التي تحتضن عرضها".


من نفس القسم الثقافي