الثقافي

عز الدين ميهوبي يسلط الضوء على التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب

خلال المؤتمر العربي "نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف"

 

 

تطرق المفكر الجزائري عز الدين ميهوبي إلى التجربة الجزائرية في مكافحة التطرف والارهاب في ظل المؤتمر العربي "نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف" المتواصلة فعالياته بالإسكندرية، مؤكدا أن تجربة الجزائر في التعامل مع التطرف والارهاب والانفلات الفكري بكل تشعباته، لم تثمن بصورة كافية، واعتبر ان مساهمة علماء الدين والنفس والاجتماع محمودة في هذا المجال. وأضاف ميهوبي بان استخدام الخط الساخن فيما سمي بالحس المدني، حقق بعض أهدافه في منع كثير من الشباب من الالتحاق بالجماعات المسلحة، ونجحت مصالح الأمن والأسلاك الأخرى في ضبط خطط عديدة، من نتائجها إعادة كثير من قيادات هذه التنظيمات الارهابية إلى المجتمع. وبمشاركة وسائل الاعلام أمكن الوصول إلى عدد من الارهابيين الذين أخذوا بالفتاوى الصادرة عن المراجع السلفية، معتبرا انهم استعادوا موقعهم في المجتمع لأن المبدأ في نظره هو من اختار الفتوى يعود بالفتوى، ومن تبنى التطرف بفعل السياسة ومن كان دافعه اجتماعيا أو نفسيا، فالحل يكمن في المعالجة التنموية والاجتماعية العميقة والمستديمة"، واستهل المؤتمر الذي شارك فيه العديد من الباحثين والمفكرين العرب، بالبحث عن أسباب وجذور التطرف والعمل على إيجاد استراتيجية عربية شاملة ومتكاملة لا تعتمد فقط على الامن لمجابهته، والدعوة لاحياء منظومة فكرية وتعليمية وثقافية تتسم بالقدرة على التنوير والتفاعل مع العصر ومجابهة الافكار الظلامية، كما شدد على اهمية العدالة الاجتماعية في سد الابواب امام التشدد الفكري والديني، ورأى الكاتب اللبناني عبد الوهاب بدرخان أن 2014 وبعد هذا الكم الهائل من الوحشية في قطع الرؤوس أو في سبي النساء ورجمهن والتنكيل بالأقليات الدينية، فقد وضعنا انفسنا في مساءلة مع الاسلام وهل ما يحمله داعش هو اسلامنا، ومحاسبة أنفسنا وهل علينا جزء من المسئولية لأن المتطرفين ولدوا وترعرعوا في مجتمعاتنا؟، ومساءلة مع من يقدمون أنفسهم كأصدقاء أو حتى كحلفاء وهل هم شركاء حقيقيون في مواجهة الارهاب أم أنهم لا يتوانون عن توظيفه في خدمة مصالحهم؟، لافتا إلى أن للتطرف أسبابا خارجية لا تنفك تتضاعف وتستفز النفوس والنعرات، وقد ترك للحكومات أمر مواجهتها لكنها راكمت الاخفاقات إن حربا وإن سلما، وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير نبيل العربي إن ما تشهده بعض الدول العربية من تداعيات كبرى تتطلب دراسات لمعرفة أين يقع الخطأ، فآثار التطرف التي تؤدي إلى إشاعة العنف الدموي وما تحمله من مخاطر وتهديد للأمن القومي العربي، تفرض علينا جميعا إعادة النظر في المنظومة الفكرية العربية بأثرها بما ذلك الفقه والاجتهاد والثقافة والفنون والتعليم والاعلام والفن، في حين افاد الأمين العام لجامعة الدول العربية ان يجب ان نتخذ القرارات التي تكفل تحرير هذه المنظومة مما علق بها من عنف وتطرف على نحو غير مسبوق في تكريس آليات التخلف والتقهقر الفكري والثقافي، ولابد من إحياء منظومة فكرية تتسم بالقدرة على التنوير والتفاعل مع العصر، واضاف "لست في حاجة إلى التأكيد على أهمية دور المثقفين والمفكرين في إيجاد أفق مجتمعي جديد وخلق وعي قومي يدعم حرية الرأي والاختلاف ويكفل إيجاد خطاب ديني متطور ومتفتح يواكب العصر وقضاياه، لكن لا يمكن أن نغفل هنا أهمية حرية الفكر والابداع وما تتطلبه من إرساء أسس الحكم الرشيد"، واختتم كلمته مؤكدا أن نتائج هذا المؤتمر ستكون من صميم أعمال الجامعة خلال الفترة القادمة و"سوف نظل على تواصل معكم للوصول إلى سبل دحر مشروعات التطرف وبناء نهضوي عربي يرتاد آفاق العلم ويبني دولة المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية"، ويذكر ان المؤتمر من تنظيم مكتبة الإسكندرية بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، ويشارك في جلساته الحوارية وموائده البحثية المستديرة مفكرون ومثقفون من مختلف الدول العربية، حيث يستضيف المؤتمر ما يزيد 200 مفكر وباحث وإعلامي مصري وعربي، وحضر المؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وإسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية ومستشار رئيس الوزراء للشئون الثقافية، والسفيرة فاطمة الزهراء عثمان وكيل وزارة الخارجية نيابة عن وزير الخارجية السفير سامح شكري.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي