الثقافي

لعبيدي تخلف تومي بعد 12 سنة

2014 زخم ثقافي ووجوه جديدة

 

وزيرة جديدة، طابوهات تكسر،عودة لوجوه بارزة غيبها الزمن  وأسماء ثقيلة ترحل، هي أبزر الأحداث الثقافية التي ميزت سنة 2014، وجعلت منها سنة المفاجآت بامتياز، حيث أرجع الكثيرون ذلك الى التغييرات التي مست القطاع الثقافي كنتيجة لتغير الوجوه الماسكة لزمام الأمور، والتي ساهمت بشكل كبير في اثراء وإنعاش المشهد الثقافي في الجزائر وكسر بعض التقاليد والقيود.

 

نادية لعبيدي خلفا لخليدة تومي

بعد الافراج عن قائمة الطاقم الوزاري الجديد والتي عرفت تغييرات نوعية في الوجوه الوزارية، كشفت هذه الاخيرة عن استبدال غير متوقع لوزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي والتي شغلت المنصب خلال لقرابة 12 سنة كاملة، ليطالها التغيير بداية ماي الماضي وتعوض  بالأكاديمية والمخرجة السينمائية نادية شرابي لعبيدي.

وتعتبر الأكاديمية نادية شرابي لعبيدي، دكتورة في الفنون المسرحية والسينما المتخصصة بشهادة من جامعة السوربون، لها مسار ثقافي حافل حيث اقتحمت شرابي المجال السمعي البصري من بوابة الأفلام الوثائقية، والحقل الأكاديمي للتخصص، عملت بمديرية الإنتاج "الكاييك" وكمدير مساعد مع أحمد علام، وفي سنة 1994 انشئت مؤسستها الخاصة في الإنتاج السمعي البصري "بروكوم الدولية" ، وهي المؤسسة التي أنتجت عددا من الأفلام الوثائقية والخيال، على غرار فيلم "عائشات"، كما شغلت منصب عضو مهم في مجلس المنتجين الأحرار المتوسطيين "لايباد" ببرشلونة، وكانت محاضرة في معهد العلوم بالمعلومات والاتصالات بالجزائر، بالإضافة الى مساهمتها الكبيرة في إنشاء "مهرجان وهران للفيلم العربي"، وفور الاعلان عن اعتلائها لمنصب وزيرة الثقافة، اجمع كوكبة من الفنانين والمثقفين الجزائرين عن قدرتها في خلق التغيير وإضافة الشيئ الجديد للثقافة الجزائرية باعتبارها ابنة القطاع وعلى دراية بجميع خباياه و مشاكله لكونها اكاديمية ومخرجة وفنانة قبل كل شيء، ولامتلاكها لنظارات خاصة لرؤية المجتمع المحلي، على غرار الكاتب كمال قرور، المخرج المسرحي جمال قرمي، الكوميدي شوقي بوزيد، الممثلين مراد خان ومداني نعمون، وغيرهم.

 

 

"قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"  صراع مع الزمن

رغم العراقيل الكثيرة التي رافقت مشاريع "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، منذ انطلاقها بداية 2013، لتكون قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، مختارة على خلفية ان سيرتا القديمة العاصمة السابقة لمملكة نوميديا تتوفر على كل المزايا لتكون في مستوى الثقة التي وضعت فيها من طرف المنظمة العربية للثقافة والعلوم «أليسكو» خلال أشغال دورتها الواحدة والعشرين التي انعقدت بتونس، الا انه وحسب ما كشفت عنه المصادر مؤخرا فان المشاريع تعرف تطورا حسنا، مسابقة الزمن لتكون جاهزة للانطلاق في الموعد المحدد لها وهو 16 من افريل القادم.

وخصص لإنجاح الحدث قرابة 60 مليار دينار جزائري، كانت قد اشارت اليه وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي بداية 2013، مضيفة في نفس السياق ان المشاريع تتضمن انشاء 25 منشأة ثقافية جديدة و74 مشروعا لترميم التراث، إضافة إلى أشغال التحسين الحضري المزمعة عبر عديد الأحياء"، رافعة تومي الرهان انذاك بان تكون قسنطينة عاصمة للثقافة العربية باتم معنى الكلمة خلال افريل 2015، لتجئ لعبيدي مكملة المسار الذي بدأته سابقتها لتبدي طمأنتها من ناحية السير الحسن للأشغال خلال نوفمبر الماضي مؤكدة في نفس السياق ان المرافق الثقافية جاهزة لاحتضان التظاهرة، مشيرة الى ان وزارتها تتابع الاحداث عن كثب بالتنسيق مع عدد من الوزارات كوزارة المجاهدين والشؤون الدينية والأوقاف الدينية والبيئة التي اقترحت أجندة ثقافية هامة لإنجاح التظاهرة، هذا وقد بدأت ملامح العتيقة ترتسم مرة أخرى مؤخرا –حسب ما اشار اليه ملاحظون- حيث أخذت أهم المشاريع شكلها و بدأت تزول مقابل ذلك مشاعر الشك و الارتياب، حيث يتجلى للقسنطينين إدراك التغير الحاصل بهذه المدينة عبر أزقة المدينة العتيقة بعدما صنعت ورشات إعادة التأهيل التي تم إطلاقها حماسا كبيرا في جميع اللحظات وأيضا عبر أحياء وجوانب هذه المنطقة العمرانية حيث أن تحرك الرافعات والحركة المستمرة للشاحنات ومعدات الأشغال العمومية أضحى جزءا من ديكور مدينة ترغب فعلا أن تكون جاهزة لحفلها الكبير، فيما شهدت سنة 2014 بالخصوص انارة غير مسبوقة للولاية وذلك على اعتبار أن السنين المتعاقبة لطالما قست على هذه المدينة كما قست عليها أيضا هفوات الإنسان، كما انجز خلال السنة مشاريع قياسية كانجاز إحدى أكبر قاعات العروض بالوطن وفندق 5 نجوم وإعادة تأهيل هياكل ثقافية بشكل كلي وتغيير شكل عديد الأحياء وإعادة ترميم أماكن تاريخية مثل قصر الباي و "المدرسة" و الفنادق أمثلة تستحق التأمل، في حين لا تزال الاشغال مستمرة لتظهر نتائجها في اليوم المخصص في اليوم المخصص للعلم 16 افريل، مخلفة وراها انعكاسات خاصة بإعادة إحياء وإنعاش كامل المنطقة ستكون أبدية باعتبار ان التظاهرة لن تدوم سوى سنة واحدة.

 

مهاجية بوشنتوف خلفا لـ يسمينة خضرا على رأس المركز الثقافي الجزائري بباريس

عينّت مديرة قصر الثقافة مفدي زكرياء مهاجية بوشنتوف، على رأس المركز الثقافي الجزائري في باريس، خلفا للمدير السابق محمد مولسهول المعروف أدبيا بيسمينة خضرة الذي أنهت رئاسة الجمهورية مهامه بمرسوم رئاسي وقع بتاريخ 30 أفريل الماضي. 

ويرجح ان سبب "ياسمينة خضرا" الى تصريحات صدرت على لسانه في الآونة الأخيرة أظهرت تحاملا واضحا على السلطة في الجزائر منذ خروجه من سباق رئاسيات  17 أفريل بعد فشله في جمع توقيعات المجلس الدستوري، وكان خضرا في آخر حديث أجرته معه صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، في 30 مارس الماضي قد اعتبر ترشيح الرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، "أمر عبثي وهروب انتحاري إلى الأمام"، مضيفا مؤلف "الاعتداء" و"سنونو كابول" المقيم حاليا في فرنسا، ان قضية العهدة الرابعة تكشف عدم تماسك النظام الذي أهدر كل فرصة ويبحث عن فترة إضافية مراهنا على مفاجأة النظام شبح ميت، ميت حي يحتضر.

 

 

"الوهراني" :  ضجة كبيرة

لقي فيلم "الوهراني" لمخرجه الياس سالم منذ عرضه الاول بداية سبتمبر الماضي بقاعة السينما "السعادة" بوهران، موجة انتقادات واسعة شنها حوله العديد من المجاهدين والمسئولين في الدولة ورجال الدين وكذا ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اصبح "الوهراني" في ظرف اقل من اسبوع حديث الساحة الاعلامية والسياسية الجزائرية، مما ساهم في اثارة فضول العديد من الناس لمشاهدته ومعرفة ما يحمله من خبايا.

واتهم مخرج الفيلم الياس سالم من طرف هؤلاء بإهانة المجاهدين وخدش الحياء والمساس بالثورة، والإساءة للإسلام و للجزائر ومجاهديها حيث لا يتردد أحد الممثلين في لعن وسب دين والد زميل له، إلى جانب تصوير الفيلم للمجاهدين على أنهم يقاتلون فرنسا نهارا ويتوجهون إلى الكباريهات ليلا، حيث دعى الشيخ شمس الدين الى مقاضاة ومحاكمة منتجه والواقفين وراءه، مضيفا انه على سكان وهران رفع دعوى قضائية ضد الفيلم الذي يسيء إلى مدينتهم من خلال عنوانه "الوهراني"، كما طالب وزيرة الثقافة بالتحرك لـوقف هذه المهزلة لاسيما أن الفيلم المذكور سيمثل الجزائر في بعض المهرجانات الدولية، ويعتقد أنه يعد بمثابة وصمة عار في تاريخ السينما الجزائرية، في حين صرحت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي على هامش صالون الجزائر الدولي للكتاب أن مصالحها لن تمنع الفيلم وأنها ترحّب بالنقاش حول حرب التحرير بعد مرور 60 عاما على اندلاع الثورة التحريرية، يشغل "الوهراني" حاليا حيزا مهما من النقاش على شبكات التواصل الإجتماعي، خصوصا من طرف الصحفيين حيث التقت غالبية تعاليقهم في فكرة أنه لا يجب بأي حال محاكمة الأعمال الإبداعية وأن الحرية والتعبير الحر عن الرأي يجب أن تبقى في منأى عن أي توظيف للإيديولوجية أو السياسة، وفي خضم هذا الشد والرد خرج الياس سالم مدافعا عن فيلمه قائلا بانه لم يتحدث عن الجزائر، بل عن مساءلة للتاريخ، مضيفا "رغبت أن أقترب من هؤلاء الذين منحوا الجزائر الحرية ووجدت أن بعضهم انزلق نحو خيارات ليست كلها جميلة، يتفطنون لها فيما بعد مع تقدم سنهم"، وابتهج مخرج "الوهراني" أن الفيلم لم يتعرض للرقابة رغم أنه في عرضه الأولي شاهده مسؤولون جزائريون ويعتبر ذلك مؤشرا على تطور في التفكير أي قبول رأي الآخر، والتعدد الفكري والثقافي، ورغم الضجة التي يثيرها الفيلم لا يتردد المخرج في القول إنه يتقبل إيجابيا ردود الفعل، وينفي أن يكون الفيلم مهين للتاريخ أو العائلات الجزائرية أو الأخلاق، ويضيف ان ما تضمنه الفيلم من عبارات "نابية" يقولها الناس جميعا في الجزائر وحتى داخل العائلات وخارجها، ويذكران الفيلم قد شارك في العديد من المهرجانات الدولية على غرار مهرجان أبوظبي السينمائي 2014، حيث اختير من بين 19 فيلما افريقيا واوروبيا، وتمكن من افتكاك جائزة احسن مخرج سينمائي عربي فيه، كما شارك في مهرجان قرطاج الدولي وتمكن  الممثل خالد بن عيسى من الفوز بجائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم.

 

كاردينال السينما الجزائرية  يعود بعد 30 سنة بـ"غروب الظلال"

بعد غياب دام لقرابة 30 سنة عاد المخرج السينمائي الجزائري محمد لخضر حمينة، الى السينما الجزائرية بفيلم "غروب الظلال" الذي حظي بإعجاب كبير من طرف النقاد والمثقفين، حيث كان من الافلام المرشحة للمشاركة في جائزة الاوسكار إلا ان الحظ لم يحالف حمينة واكتفت الجائزة بمشاركة عربية وحيدة تمثلت في الفيلم الموريتاني "تيمبوكتو"، وفي سياق اخر خرج خضور كما يناديه اغلب السياسيين، بعد كل هذا الغياب ليطالب رئاسة الجمهورية باستعادة سعفته الذهبية التي لم يرها منذ ان تركها على مكتب الرئيس هواري بومدين.

وقال المخرج لدى حديثه عن موضوع "غروب الظلال" انه من الضروري أن يطلع الشباب على تاريخ الجزائر وتاريخ الثورة التحريرية  داعيا إلى تمكين تلاميذ المدارس من مشاهدة الفيلم ليطلعوا كما أوضح على المعاناة والتضحيات من اجل استرجاع السيادة ويعرفوا الوجه الحقيقي للمستعمر، مؤكدا أن هذا الفيلم هو محاكمة للاستعمار حيث دعا ايضا إلى عرضه في المدارس الفرنسية لتوضيح الحقائق، حيث يروي الفيلم الذي دام لقاربة ساعتين من الزمن، الصراع الانساني الذي تخبط فيه ثلاث اشخاص تمثلا في الجنديين الفرنسيين والمجاهد الجزائري، عاكسين بذلك وجهات نظر متعددة سادت ابان فترة الثورة التحريرية المجيدة، في حين اشار لخضر حمينة الى ان الفيلم واجه عدة عراقيل وصعوبات حالت دون ان يصور في الوقت المطلوب حيث حصل على الموافقة من طرف رئيس الجمهورية شخصيا سنة 2008، مستلما بعدها الميزانية المقررة له، لكنه لم يصور الا هذه السنة وفي ظرف 10 اسابيع فقط وبميزانية قدرت بـ5 ملايين دولار.

 

الإفراج عن فيلم "سنوات الاشهار" لعثمان عريوات

افرجت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، مؤخرا خلال اجتماع مع نواب بمقر المجلس الشعبي الوطني عن فيلم "سنوات الاشهار" للفنان عثمان عريوات بعدما كان محظورا لقرابة 12 سنة، وقالت الوزيرة مخاطبة النواب: "الوزارة وافقت على اعتماد الفيلم بكل مشاهده، وذلك في إطار الانفتاح على الفن والانتاج السينمائي والتلفزيوني، ورفع مقص الرقابة على ابداعات الفنانين الجزائريين مع ترك الحكم والكلمة الأخيرة للجمهور"، وبذلك يعود نجم الكوميديا الجزائرية وصاحب الموهبة الفنية الخارقة، الفنان عثمان عريوات، إلى الساحة الفنية الوطنية بعد غيابه الطويل عنها في السنوات الاخيرة، بسبب المشاكل التي واجهته في إخراجها الى النور، وكان الممثل صاحب الأدوار الفكاهية المعروفة. 

 

سيلا 2014 : نجاح رغم النقائص

أجمع المشاركون في الصالون الدولي للكتاب، على نجاح الطبعة الـ 19 ، حيث فتح قصر المعارض ابوابه لعشاق الكتاب خلال الفترة التي امتدت من 30 اكتوبر الى 8 من نوفمبر الماضيين، حيث كان ولا زال معرض الكتاب الدولي الجزائري فرصة ذهبية للجزائريين والاجانب للتبادل الثقافي والأدبي ومد جسور التواصل بين الاديب والجمهور، رغم مجموع النقائص والعراقيل التي تعرفها دوراته منذ 19 سنة.

وعرفت دورة الصالون لهذه السنة مشاركة حوالي أربعين بلدا من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية كضيف شرف للكتاب بالجزائر، بقرابة 926 عارضا من بينهم 267 ناشرا جزائريا، كما خصص الصالون الذي صادف الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية لقاء يجمع في الفاتح نوفمبر مؤرخين جزائريين و أجانب، كما عرفت الدورة تكريم لعدة وجوه تاريخية، وتخصيص يوما لمهنيي الكتاب من ناشرون وأصحاب المكتبات والموزعون لمناقشة مشاكل هذا القطاع، كما تم من جهة أخرى تخصيص جزء من برنامج الصالون لفئة الشباب وعرض الأفلام، هذا وشهدت الطبعة توافد كبير للزوار محققة بذلك رقما قياسيا اجمعوا في غالبهم على نجاح الصالون وثراءه من حيث العناوين المقدمة والتنظيم، رغم وجود بعض النواقص كغلاء الاسعار الذي صرخ الطلبة بشكل خاص نظرا لقدرتهم الشرائية المنخفضة، اما من ناحية العناوين المطروحة هذه السنة فقد برز الكتاب التاريخي والرواية كنجمين للطبعة خاصة من خلال الروايات الجديدة المقدمة والعدد الكبير للروائيين والكتاب الموقعين.

 

السنة الأدبية 2014، حضور للكتاب المكرسين وتألق لرواية أولى

قال الروائي اسماعيل يبرير، ان السنة الادبية الجزائرية شهدت تراجعا نسبيا في الاصدارات الادبية، متسمة بالحفاظ على استمرارية أسماء واصلت عادتها في الإطلال سنويا، وفي بروز بعض الأسماء جديدة، ليصنع الفارق ترشح كمال داود لأكثر من جائزة أدبية عبر عمله "ميرسو، تحقيق مضاد".

ومقارنة بسنة 2013 التي شهدت وافدين جدد للمشهد الأدبي، بالإضافة إلى الكتاب الذين حققوا انتشارا خارج الجزائر، فقد كانت هذه السنة في الغالب من نصيب الأسماء المكرسة، وأصدر سمير قسيمي وواسيني الأعرج رواياتين مختلفتين في المشهد الأدبي سواء من خلال الشكل أو النوع والموضوع، في حين ثبت بعض الروائيين وفاءهم لتوجههم الأدبي على غرار امين الزاوي وعمارة لخوص. وواصل قسيمي تجريبه وطرق موضوعا جديدا عبر عمله "حب في خريف مائل" وهي رواية وجودية ببطلين عجوزين يناقشان فلسفة الحياة والوجود، بينما نشر الأعرج عملا نادرا في التقاليد الأدبية الجزائرية من خلال سيرته الذاتية "عشتها كما اشتهي". وقدم الروائيان محمد جعفر وحبيب مونسي عملين مختلفين وجديدين، حيث يقترح جعفر رواية بوليسية تجريبية "هذيان نواقيس القيامة" ويغامر حبيب مونسي برواية من الخيال العلمي عبر "جلالته الأب الأعظم". وبرز اسما الروائيين الشابين عبد الوهاب عيساوي وأحمد طيباوي في العام من خلال حصول عيساوي على جائزتين متتاليتين تمثلتا في جائزة الرواية القصيرة بوداي سوف ثم جائزة بن شنب بالمدية، بينما دخل اسم طيباوي قائمة المتوجين بجائزة الطيب صالح المرموقة بعمله "موت ناعم"، واهتم الكتاب باللغة الفرنسية أكثر بالشعر والقصة خلال موسم أدبي لم تكن فيه الرواية في المقدمة، حيث قدمت هاجر بالي مجموعتها القصصية "Trop Tard"(فات الأوان) أين تقترح القاصة بورتريهات لرجال ونساء واطفال من العاصمة بأقدار تراجيدية، وما يزال الشعر أقل حظا في النشر الجزائري، إلا أن الشعرية الفرانكفونية عادت لتعلو المشهد من خلال ديوان "Que pèse une vitrequ'on brise)" (ما ثقل الزجاج الذي يكسر) الذي يلخص تجربة أربعين سنة للشاعر الكبير عبد المجيد كاوة.

 

كمال داود: تألق صاحبته هالة إعلامية

وصادف كمال داود النجاح في الجزائر وخارجها بعد سنة من اصداره لروايته  contre-enquête" "Meursault، ميرسو، تحقيق مضاد  لمنشورات البرزخ، لتنشر في 2014 بفرنسا عن "Actes Sud" (أو تلقاها النقد في فرنسا بكثير من الإطراء قبل أن ترشح لعديد الجوائز، هذه الرواية التي تمنح اسما وحكاية لشخصية العربي القتيل في رواية "l'Etranger" (الغريب) لألبير كامو(1942) لتتوج بجائزة فرانسوا مورياك ثم جائزة القارات الخمس الممنوحة من قبل منظمة الفرانكفونية وجائزة "Escales" (اسكال) الأدبية  بالجزائر، الرواية التي تقارب وضع الجزائر اليوم مكنت صاحبها من المنافسة بقوة على جائزة "Goncourt"(غونكور) العريقة وهي سابقة أدبية في تاريخ الأدب الجزائري.

 

روائي الذاكرة الفرنسية المجروحة باتريك موديانو يفوز بـ"نوبل" للآداب 2014

تمكن الروائي الفرنسي باتريك موديانو من افتكاك جائزة نوبل للآداب في دورتها 15 ليكون بذلك الفائز الخامس عشر الذي يكرم بها من طرف الاكاديمية السويدية، وذلك بفضل "فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصيانا على الفهم، وكشف عالم الاحتلال"، وتمحورت أعمال موديانو على باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف تداعيات أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين.

 

فلة عبابسة ولطفي دوبل كانون يصنعان الحدث 

تمكن لطفي دوبل كانون وفلة عبابسة من صنع الحدث بخرجاتهما المثيرة للجدل خلال سنة 2014، حيث اثارت فلة عبابسة زوبعة كبيرة داخل الوسط الفني والثقافي العربي والأجنبي خلال في ظرف قصير  من خلال الشريط المصور الذي اطلقته مزامنة مع الذكرى الستون للاحتفاء بالثورة التحريرية المجيدة، اين هاجمت هذه الاخيرة السلطات الجزائرية وخاصة منها الثقافية، متهمة اياها بممارسة التهميش و"الحقرة" ضدها وهي التي افنت عمرها في الغناء لبلدها وشعبها –حسبها-، في حين خصص لطفي دوبل كانون السنة للاغاني السياسية القوية التي استطاعت تحقيق نجاح باهر على غرار "كلاوها"، "فاقو الفقاقير" "دز معاهم" "la politique des bandits"  وغيرها.

وتكمنت فلة في ظرف قصير من اكتساح الفايسبوك من خلال خرجتها الغريبة التي اعادتها الى واجهة المشهد الفني بعد ان كانت مهمشة نوعا ما، وبين استحسان واستهجان صنعت فلة الحدث بنحيبها على اليوتوب وتهجمها على السلطات الثقافية لتعود بعدها عبر شاشة « lbc » بصفة الواثق من النفس وترد على كل من تهجم عليها منذ بدايتها الفنية، في حين استطاعت فلة كسب استعطاف العديد من المثقفين والجمهور لكنها في نفس الوقت لقيت انتقادات لاذعة كونها "بهدلت" بنفسها وبالفنان الجزائري في الخارج، في حين استطاع لطفي ان يحتل واجهة الراب هذه السنة بامتياز من خلال اغانيه السياسية التي خص بها انصار العهدة الرابعة ووزراء حكومة سلال الذي حظي بشطر كبير من النقد والتجريح من طرف لطفي الذي خصص اغلب اغانيه لانتقاد كلام وسياسة الوزير الاول، ليختمها بـ"دز معاهم" التي حملت رسالة مشفرة لسلال وكلمات قوية خرج بها لطفي عن السياق وعن المألوف.

 

سلالم العاصمة تكشف الوجه الحضاري للشباب الجزائري

انتشرت مؤخرا ظاهرة جميلة جدا في شوارع العاصمة، غزت في ظرف قصير مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت استحسان كبير من طرف سكان ومواطني العاصمة وكذا سكان الولايات الاخرى الذين راقت لهم الفكرة وبدئوا بتطبيقها ايضا، وتمثلت هذه الظاهرة في الحلة الجديدة التي اكتست بها سلالم العاصمة من الوان ورسومات عكست لوحات فنية جميلة، اعطت بذلك بعدا ثقافيا حضاريا للشباب الذي اشرف على ان تكون المبادرة وان تنتشر على كافة التراب الوطني من اجل جزائر جميلة ونظيفة.

وكشفت هذه الظاهرة التي رفع شعارها العديد من الشباب وفي جميع انحاء الوطن عن البعد الحضاري الذي يتميز به هؤلاء، كاسرين بذلك جميع المقولات التي تزعم بان الشباب الجزائري كسول ولا تهمه المصلحة العامة لبلده بقدر مصلحته الشخصية، اذ استطاع الكثير منهم اثبات العكس سواء كانوا منضويين تحت لواء جمعيات ام لا، رافعين بذلك تحدي نظافة الولايات الجزائرية وجمالها.

 

مهرجان وهران للفيلم العربي: علامة استفهام كبيرة !

الغيت دورة 2014 لمهرجان وهران للفيلم العربي رسميا، حيث مر التاريخ المحدد في شهر سبتمبر الماضي دون أدنى توضيح من وزارة الثقافة، ولم يستسغ رواد السينما العربية وحتى الجزائرية طريقة التعامل مع مهرجان وهران للفيلم العربي، حيث لا تزال إجراءات تقديم طلب الاشتراك في المهرجان مجهولة.

والى غاية الساعة لم تصدر وزارة الثقافة بيانا لتوضيح أسباب إلغاء دورة العام الحالي لمهرجان وهران، وإلى ذلك أعلنت الصفحة الرسمية لمهرجان وهران للفيلم العربي عبر موقع التواصل الاجتماعي إلغاء دورة العام الجاري، دون تحديد الأسباب، حيث كتبت بعد طول انتظار “ستعقد الطبعة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي خلال الثلاثي الأول لسنة 2015”، وهو ما يؤكد حجم الخلافات داخل بيت المهرجان كما سبق أن أشارت إليه “الخبر”، عقب تقديم محافظة المهرجان ربيعة موساوي طلب إعفائها من إدارة المهرجان، ما وضع الوزيرة نادية لعبيدي في حرج.

 

2014 رحيل العمالقة 

ودع العالم سنة  2014 الكثير من رموز والأسماء الجزائرية والعربية والعالمية الكبيرة...رحلوا عنا لكن أعمالهم وانجازاتهم على الصعيد الفني والثقافي ستبقى خالدة تذكرنا بهم على الدوام.

 

صاحبة الصوت الجبلي "نورة" شمعة تنطفئ

شاءت الاقدار ان تغيب عنا عنيدة الاغنية الجزائرية ومن احد اعمدتها المطربة القديرة "نورة" عن عمر يناهز 72 عاما، بباريس إثر مرض عضال، وتعرف "نوارة" الفن الجزائري بمسار غنائي حافل، استطاعت من خلاله تسجيل إسمها بحروف من ذهب في سجل التاريخ الثقافي الجزائري، برصيد 500 أغنية بين التراث القبائلي والوهراني والأوراسي والأندلسي والصحراوي بمساعدة زوجها الموسيقار كمال حمادي، ومن اشهرها نحصي "يا ربي سيدي" و"يا بنات الحومة" و"يا طيارة" و"عميروش" و"يما قوليلي" و"توحشناك" و"إذورار جرجرة عزيزان" وغيرها.

ومن ابرز الرموز الثقافية الوطنية التي غيبها الموت عنا العام الفارط ايضا نذكر نجم الاغنية السطايفية سمير السطايفي الذي رحل عنا وعن جمهور الاغنية السطايفية مخلفا مسارا فنيا حافلا بالنجاحات، كما فقدت الجزائر خلال شهر سبتمبر الماضي احد اعلامها الثقافية والسياسية والتي تمثلت في شخص الكاتب والصحفي والدبلوماسي وأستاذ الأدب في جامعة الجزائر محمد سعيدي، ، الذي توفي بباريس، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجالات سياسية وثقافية، كما غيب الموت عن الساحة الثقافية الجزائرية أحد مؤسسي متحف السينما الجزائرية "سينماتيك" أحمد حسين عن عمر ناهز 80 سنة، وهو من اعمدة الثقافة الجزائرية خلال السنوات الاولى لتاسيس الدولة الجزائرية حيث ساهم الراحل في النهوض بالسينما انذاك بتراسه لمتحف السينما الجزائرية من 1965 إلى 1979 كاول خطوة له في عالم الثقافة، لتشهد السنة ايضا رحيل احد مخرجي السينما الجزائرية الشباب بعد وفاة مالك بن جلول عن عمر 36 سنة بالسويد في ظروف غامضة، وهو المخرج الذي فاز بجائزة الاوسكار العام الماضي عن فيلمه "البحث عن رجل السكر"، كما رحل عنا السنة الفارطة الكاتب والصحفي بإذاعة الجزائر بتلمسان بن عبد الله بلقاسم الذي وافته المنية  عن عمر يناهز 68سنة بمستشفى تلمسان، وكان الراحل أديبا وصحفيا ومتخصصا في الأدب والشعر، امضى أكثر من 40 سنة في الصحافة المكتوبة لينتقل الى السمعي البصري بإذاعة تلمسان حتى التقاعد فأصبح يركز نشاطه للمجال الأدبي ضمن الإتحاد الوطني للكتاب الجزائريين وعلى مستوى مؤسسة "مفدي زكريا"، و نشر بلقاسم بن عبد الله العديد من الكتب على غرار ذلك المخصص لشعر مفدي زكريا كما عرف بنشاطه الدؤوب في الساحة الثقافية الوطنية والمحلية بمشاركته في العديد من اللقاءات الأدبية والندوات والملتقيات فضلا عن تنشيط المحاضرات الأدبية والشعرية في مناسبات مختلفة، كما ساهم الراحل بفضل حصصه الإذاعية في اكتشاف المواهب الشابة في الشعر والأدب والفن عامة، هذا وقد غيب الموت ايضا احدى القامات الفنية الجزائرية بعد 67 عاما من العطاء وهو الفنان التشكيلي عبد الحميد لعروسي، كما رحل عن عالم الصحافة الاعلامي حسين جبران عن عمر يناهز 82 سنة، الذي برز اعلاميا من خلال رئاسة تحرير جريدة المجاهد، ومن خلال شغله لمنصب مدير الاعلام بوكالة الانباء الجزائرية، ومنصب مستشار وزير الإعلام والثقافة خلال السبعينيات من القرن الماضي.

كما شهدت الساحة الفنية المصرية فراغا رهيبا هذه السنة لابرز قاماتها الذين غيبهم المرض العضال والازمات القلبية، ولعل ابرزهم نذكر رحيل الفنانة زيزي البدراوي، والفنان فاروق نجيب، والفنانة ليلى جمال، والفنان حسين الإمام ، والفنانة فايزة كمال، والكاتبة الصحفية فتحية العسال، والمخرج مدحت السباعي، والفنان المصري الكوميدي الكبير محمد أبو الحسن، والإعلامية المصرية القديرة فوزية سلامة، والفنان سعيد صالح، والفنان خليل مرسي، والفنان عبد المحسن سليم، والكاتب المصري الساخر الكاتب أحمد رجب، والمخرج المصري سعيد مرزوق، والفنان المصري القدير خالد صالح، والفنان والممثل يوسف عيد، والفنانة القديرة مريم فخر الدين، والفنانة معالي زايد، والفنان يوسف العسال الذي وجد مقتولاً في شقته في مصر، والروائية والأستاذة الجامعية  في القاهرة رضوى عاشور، ليختتم وفيات 2014 المخرج نادر جلال والمؤرخ والملحن الموسيقي محمد قابيل.

اما الساحة الفنية السورية فقد فقدت ابرز وجوه مسلسلها الشهير "باب الحارة" خلال السنة الفارطة، حيث اعتبرها الكثيرون سنة شؤم على المسلسل، بعدما ودعت "حارة الضبع" رجالها الواحد تلو الآخر، حتى فقدت 5 منهم خلال 2014 متأثرين بمرضهم الذي راوح بين السرطان والأزمات القلبية والدماغية، فتوفي الفنان وفيق الزعيم الشهير بـ "أبو حاتم" صاحب القهوة، و"زعيم الحارة" عبد الرحمن آل رشي، و"حارس الحارة" أدهم الملا، ثم سليم كلاس " أبو خاطر"، قبل أن يفارق عصام عبجي الحياة قبل أسبوع.، ويشار إلى أنّ الجزء السابع من المسلسل الشامي الشهير صوِّر منذ شهرين وبات جاهزاً للعرض في رمضان.

 

الشاعر الفلسطيني سميح القاسم.. منتصب القامة مشى

منتصب القامة مشى.. مرفوع الهامة مضى.. سميح القاسم او كما يعرف بابو الشعر الفلسطيني، غيبه الموت عن الساحة الثقافية والفنية الفلسطينية والعربية يوم 18 من اوت الماضي، لتجد القضية الفلسطينية نفسها يتيمة من شعرائها اثر فقدانها لتوأمها الثاني بعد الاول الشاعر الراحل محمود درويش.

 

الشحرورة تنام الى الابد 

ذات فجر من نوفمبر 2014، لم تكن شائعة هذه المرة، ولم تكن إحدى أكاذيب المغرضين للنيل من الهامة، نعم رحلت الشحرورة صباح هذه المرة بعد تعرضها لوعكة صحية عن عمر 87 سنة، هي اسطورة لن يكررها الزمن، استطاعت صباح المغنية اللبنانية والممثلة المصرية صنع امبراطوريتها الخاصة من خلال مسيرة فنية حافلة بالنجاحات رسمتها عبر صوتها الجبلي وحضورها الجذاب على المسارح والشاشة الصغيرة وفي ادوارها السينمائية فمن لبنان الى مصر والعالم العربي، وصولاً الى العالم، أطلت ودخلت قلوب الجماهير من دون اذن، حيث بدأت الراحلة مسيرتها الفنية في المنتصف الثاني من القرن الماضي كمطربة قبل أن تحترف التمثيل بموازاة الغناء، وشاركت في عدد كبير من الأفلام المصرية، لاسيما بعد أن اتخذت القاهرة مقرا لها حيث حصلت على الجنسية المصرية.

 

سعيد عقل رحل ولم يعتذر للفلسطينيين

فقدت لبنان والعالم العربي في 28 من نوفمبر الماضي الشاعر اللبناني الشهير سعيد عقل عن عمر تجاوز المائة بعامين بعد صراع طويل مع المرض، وهو الشاعر الذي لقب ب"الشاعر الصغير" نظرا لنظمه الشعر منذ الطفولة، كما ساهم في اغناء الذي أغنى المكتبة الفنية بالكثير من القيم الفكرية والمقطوعات الشعرية التي ترجم بعضها إلى الفرنسية والإنجليزية. وكان شعر سعيد عقل مفعما بالرمزية، وكانت قصائده خالية من التفجع، وكان شعره يتسم بالفرح ويخلو من البكاء، كما كان لسعيد عقل مواقف سياسية مثيرة للجدل خلال الحرب اللبنانية، حيث كان ضد الوجود المسلح للفلسطينيين في لبنان، كما رحب في الصفحة الأولى لجريدته التي أصدرها باسم "لبنان"، بالجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه للبنان عام 1982، وهي الموقف الذي جعله منبوذا من طرف الفلسطينيين الذي وافته المنية ولم يعتذر لهم.

 

 

صاحب رائعة "مئة عام من العزلة" رحل ولن يعود

فقدت الساحة الثقافية العالمية بانطفاء شمعة الروائي العالمي في 18 من شهر افريل للعام الماضي، احد اعلامها ونجومها، برحيل الروائي الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز، عن عمر يناهز 87 عاما، لتطوى فصول حياته الحافلة بالمآثر الفكرية والأدبية التي لا تنضب، حيث أفادت صحف مكسيكية بأن الروائي الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز قد توفي في مكسيكو سييتي بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

 

من نفس القسم الثقافي