رياضة

2014 سنة أفراح وأحزان الرياضة الجزائرية

شهدت إنجازات "الخضر" والوفاق ،وكرة اليد تتسيّد إفريقيا والعنف يغتال إيبوسي

 
كانت سنة 2014  حافلة بانجازات وانتكاسات الرياضة الجزائرية، ورغم تعلق الجمهور الجزائري بالرياضة الأكثر شعبية في العالم ، ألا وهي كرة القدم إلا أن ذلك لم يحجب بروز بعض الرياضيين ، على غرار منتخب كرة اليد الذي نال التاج القاري شهر جانفي الفارط  بالجزائر، وعاد لمعانقة الكاس بعد 18 سنة من الغياب. وهو التتويج الذي سيبقى راسخا في ذهن الجزائريين خاصة وان مدرب المنتخب الوطني لكرة اليد رضا زغيلي اعترف بأن الجمهور الذي اكتظت به مدرجات قاعة حرشة بالعاصمة كان له الفضل في هذا الانجاز القاري الذبي سمح للجزائر  المشاركة في البطولة العالمية التي ستحتضنها قطر شهر جانفي القادم.
فكان تتويج كرة اليد الجزائرية بالتاج القاري فأل خير على كرة القدم  ف"محاربو الصحراء مثلوا العرب  أحسن تمثيل،في العرس العالمي واجتازوا لأول مرّة في التاريخ، الدور الأول  في مونديال البرازيل على حساب منتخبي روسيا وكوريا الجنوبية، قبل مغادرتهم " بلاد السامبا" بشرف بعدما أسالوا العرق البارد لبطل الدورة، منتخب ألمانيا الذي انتظر 120 دقيقة ليقصي الجزائر (2/1).
وهو الخروج الذي كان تحت ثناء وإشادة كل النقّاد والفنيين ،فحظي  رفقاء القائد مجيد  بوقرة باستقبال الأبطال من طرف كل الجزائريين. ولم يجحد أحدا على فضل المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش في بلوغ المنتخب الجزائري هذه الانجازات بعدما ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، لكن المدرب السابق لمنتخب ساحل العاج فضل الخروج من الباب الواسع، رافضا  طلب رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفيلقة الذي عرض عليه مواصلة العمل على راس المنتخب الجزائري، في سابقة تعدّ الاولى من نوعها.فرحيل المدرب حاليلوزيتش بعد انجاز مونديال البرازيل شكل بدوره حدثا هاما بالنسبة للجزائريين الذين نصبوا التقني البوسني نجما من نجوم الكرة الجزائرية. ومثلما كان متوقعا فقد حضّر رئيس الاتحاد الجزائري مجمد روراوة خليفة التقني البوسني، حيث اتفق مع المدرب الفرنسي كريستيان غوركيف الذي حافظ على ديناميكية الانتصارات التي باشرها "الخضر" مع المدرب السابق، وتمكن من تحقيق انجاز جديد في مشوار التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس أمم إفريقيا حيث كان المنتخب الجزائري اول بلد يتأهل إلى ال"كان 2015".
 "الخضر في " توب 15 " حسب تصنيف الفيفا
أثمرت انجازات المنتخب الوطني وتألقه في تصفيات المؤهلة لنهائيات كاس امم افريقيا ببلوغ الجزائر " توب 15" حيث احتلت الجزائر المركز 15 عالميا خلال شهر أكتوبر الماضي   ،حسب تصنيف "الفيفا" الشهري " محاربو الصحراء يتسيّدون افريقيا والعرب لحد الآن. 
لكن سنة 2014 لم تحمل معها سوى الأفراح والانجازات بل امتزجت بالانتكاسات والأحزان. فظاهرة العنف اكتسحت الملاعب الجزائرية وانتشرت بسرعة كالنار في الهشيم، وخلفت ضحايا سقطوا في مختلف الملاعب رغم الحملة التحسيسية التي أطلقتها السلطات الجزائرية بالتنسيق مع المجتمع المدني  من أجل محاربة العنف. وستبقى حادثة مقتل لاعب شبيبة القبائل الكامروني البير ايبوسي، شهر اوت المنصرم، "وصمة عار" في جبين المسؤولين على قطاع الرياضة في الجزائر، وهي الحادثة التي لا تزال تداعيتها متواصلة بعدما أعاد الكامرونيون تشريح جثة ايبوسي واتهامهم الجزائر بان ايبوسي قتل اثر اعتداء وحشي ولم يكن ضحية رشق بالحجارة من خارج أسوار الملعب.
ولم يستوعب الجمهور الرياضي من درس مقتل ايبوسي وتكررت مشاهد العنف في اغلب ملاعب الجزائر ،وتطورت الأوضاع إلى حرب شوارع بين المناصرين ورجال الأمن ، وهو المشهد الذي عاشته العاصمة قبل الدربي بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد وتكرر أيضا في المواجهة المحلية بين اتحاد الحراش ومولودية الجزائر.
  الجزائر تفشل في احتضان "كان" 2019 و 2021
 يرى العارفون بشؤون كرة القدم الجزائرية أن حادثة مقتل ايبوسي تسببت في توتير العلاقة بين رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة ورئيس الاتحاد الإفريقي، الكامروني عيسى حاياتو، فتلقت الجزائر ضربة موجعة بعدما خسرت رهان احتضان نهائيات كأسي أمم إفريقيا لسنتي 2019 و2021، على حساب الكامرون وكوت ديفوار على التوالي، وهو ما دفع بالمسؤولين في الجزائر لطلب احتضان دورة 2017 خلفا لليبيا قصد تدارك إخفاقهم.يحدث هذا في الوقت الذي تسابق السلطة عقارب الساعة من اجل انجاز الملاعب الجديدة التي ستحتضن كاس أمم إفريقيا في حال كسب الجزائر الرهان امام مصر وغانا و الغابون.
الحكم بيطام يفجر فضيحة مدوية
برز سلك التحكيم الجزائري في سنة 2014 من خلال الفضيحة المدوية التي فجرها الحكم المساعد الدولي منير بيطام الذي قام في مباراة البطولة المحترفة الثانية برمي الصافرة والقميص رافعا شعارا في صدره مكتوب عليه " حموم وقرباج تاريخ مؤامرات" قبل أن يدلي بتصريحات نارية يتهم فيها رئيس اللجنة الفدرالية للتحكيم خليل حموم ورئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج بالتحايل والتأمر من اجل ترتيب اللقاءات ، وهي التصريحات التي جرّت الحكم بيطام الى أروقة العدالة وحرمته من شارته الدولية .ولا تزال تداعيات هذه القضية تلقي بظلالها على " الصافرة الجزائري ". 
وفاق الجزائر يستعيد مجده قاريا ويخطف الانظار في "الموندياليتو "
 برز وفاق سطيف بشكل لافت في سنة 2014، واستحق لقب " وفاق الجزائر " نظرا للفرحة التي رسمها في أفواه الجزائريين بعد تتويجه باللقب القاري . واستعاد نادي وفاق سطيف هيبته قاريا ونال التاج القاري ، عندما تعادل امام نادي فيتا كلوب الكونغولي (2/2)في لقاء الذهاب ، في حين التعادل بنتيجة هدف في كل شبكة في مباراة العودة بالجزائر ،كان كافيا "للنسر السطايفي" للظفر بكأس دوري أبطال إفريقيا ، واختارت ادارة وفاق سطيف تاريخ الفاتح نوفمبر لإقامة مباراة العودة للنهائي تزامنا مع يوم عيد الثورة الجزائرية .
وواصل نادي وفاق سطيف صنع أفراح الجزائريين، عندما شارك شهر ديسمبر الجاري في مسابقة مونديال الاندية في المغرب، كأول نادي جزائري يشارك في هذه المسابقة ،وتمكن من الظفر بالمركز الخامس نال به ثناء كل المشاركين.
زياد رامي

من نفس القسم رياضة