رياضة

عضة سواريز وتألق المانشافت أبرز حصاد 2014

الفيفا:


في عام حافل بالأحداث الكروية المثيرة، استحوذت بطولة كأس العالم التي استضافتها البرازيل في يونيو ويوليو الماضيين على القدر الأكبر من الإهتمام هذا العام.
 وبعد انتظار طويل وترشيحات وتكهنات لم تتحقق مرارا على مدار السنوات الماضية، انتزع المنتخب الألماني العرش العالمي وتوج بلقب كأس العالم 2014 عن جدارة بعد تغلبه على المنتخب الأرجنتيني في المباراة النهائية للبطولة. وعلى مدار شوطي المباراة، فشل الفريقان في هز الشباك لكن يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني (المانشافت) كان يدرك مكمن الخطورة الحقيقي في فريقه واللاعب الذي قد يصبح مفتاح الفوز باللقب. ولذا، دفع لوف بلاعبه الخطير ماريو جوتزي في الوقت المناسب وأشركه في الدقيقة 88 ليخوض الوقت الإضافي مع الفريق.
 
خسارة تاريخية للبرازيل
وبعد سنوات من القلق والاضطرابات السياسية والمشاكل حول بناء الاستادات بهذه التكلفة الباهظة في البرازيل لاستضافة كأس العالم، أكدت البرازيل على استعدادها مع انطلاق فعاليات البطولة واستضافت بنجاح النسخة العشرين من بطولات كأس العالم. ولكن أحلام راقصي السامبا في الفوز باللقب العالمي السادس تبددت وذهبت أدراج الرياح إثر انهيار الفريق بشكل لم يكن متوقعا على الإطلاق خلال مباراته أمام المنتخب الألماني في المربع الذهبي للبطولة حيث نال الفريق هزيمة تاريخية في هذه المباراة وخسر 1-7 في مدينة بيلو هوريزونتي.
 وأعادت هذه الهزيمة الثقيلة إلى الأذهان ذكريات السقوط المهين للمنتخب البرازيلي على ملعب ماراكانا أمام نظيره الأوروجوياني في المباراة الختامية لمونديال 1950 بالبرازيل وهي المباراة التي اشتهرت بلقب "ماراكانازو" والتي منحت الللقب العالمي الثاني لأوروجواي بعدما كان  التعادل كافيا لمنح البرازيل لقبها العالمي الأول. وخلال المباراة أمام البرازيل في المربع الذهبي للبرازيل 2014، سجل المهاجم الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه الهدف الثاني للفريق في هذه المباراة وانفرد بالرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب على مدار تاريخ مشاركاته في كأس العالم.
 
وقال لويس فليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي عقب الهزيمة :"إنها كارثة... أسوأ هزيمة في تاريخ المنتخب البرازيلي". وقال مارسيلو مدافع المنتخب البرازيلي :"اليوم كان الأسوأ في حياتنا". وظهرت مؤشرات هذه الهزيمة خلال مباراة الفريق أمام المنتخب الكولومبي في دور الثمانية حيث أصيب نيمار دا سيلفا مهاجم الفريق إثر التحام عنيف للغاية مع المدافع الكولومبي خوان زونيجا كما نال تياجو سيلفا مدافع المنتخب البرازيلي إنذارا في المباراة هو الثاني له في البطولة ليحرمه من المشاركة في المباراة أمام ألمانيا بسبب الإيقاف.
 وكان غياب نيمار وسيلفا كافيا لإصابة المنتخب البرازيلي بالإحباط كما حرم الفريق من خبرتهما مما مهد الطريق أمام هذه الهزيمة الثقيلة. وبعدها، ودع المنتخب البرازيلي البطولة على أرضه بأسوأ شكل ممكن حيث خسر 0-3 أمام المنتخب الهولندي في مباراة تحديد المركز الثالث وكان طبيعيا أن يستقيل سكولاري من تدريب الفريق بعد انتهاء البطولة.
 وكان سكولاري واحدا من عدة مدربين تركوا مناصبهم خلال أو بعد البرازيل 2014 ولكن فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني ظل في منصبه رغم الخروج المبكر والمهين لفريقه من الدور الأول للبطولة التي خاضها للدفاع عن لقبه العالمي. وكان خروجه من الدور الأول بمثابة نهاية عصر سيطر فيه هذا الفريق على الساحتين الأوروبية والعالمية حيث توج خلاله بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008 و2012 ولقب كأس العالم 2010 .
 عضة سواريز
وترك المهاجم الأوروجوياني الدولي لويس سواريز بصمته الخاصة في البطولة عندما "عض" جورجيو كيليني مدافع المنتخب الإيطالي في كتفه خلال مباراة الفريقين في الدور الأول للبطولة. وكانت هذه هي واقعة "العض" الثالثة في مسيرة سواريز الكروية مما أدى إلى قرار بإيقافه تسع مباريات رسمية مع منتخب بلاده إضافة لإيقافه أربعة أشهر عن المشاركة في أي مباريات رسمية مع ناديه أو منتخب بلاده. لكن هذا الإيقاف لم يمنعه من استكمال انتقاله من ليفربول الإنجليزي إلى برشلونة الأسباني قبل أن يعود للمشاركة في المباريات في أواخر أكتوبر الماضي إضافة لاستعادة ذاكرة الأهداف.
 وكانت الكرة الذهبية لأفضل لاعب في كأس العالم البرازيلي من نصيب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي متفوقا على نيمار والكولومبي جيمس رودريجيز والألمان فيليب لام وتوني كروس وتوماس مولر وماتس هولمز والهولندي آريين روبن والأرجنتينيين الآخرين خافيير  ماسكيرانو وآنخل دي ماريا. وفي بداية هذا العام، حل ميسي ثانيا على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2013 وتوج منافسه العنيد البرتغالي كريستيانو رونالدو بالجائزة للمرة الثانية في مسيرته الكروية. ورغم فوز رونالدو بالجائزة، لم يترك اللاعب بصمة حقيقية مع منتخب بلاده في البرازيل 2014 نظرا لأنه لم يتعاف تماما من الإصابة التي عانى منها قبل البطولة.
 ورغم هذا، استمتع كل من ميسي ورونالدو بعام اتسم بتحطيم كل منهما لبعض الأرقام القياسية مع ناديه ليقع عليهما الاختيار مع حارس المرمى  الألماني مانويل نوير في القائمة النهائية للمرشحين لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2014. واعتلى ميسي نجم برشلونة قائمة أفضل الهدافين في تاريخ الدوري الأسباني ثم تصدر قائمة أفضل الهدافين في دوري أبطال أوروبا. كما تألق رونالدو بشكل هائل في هز الشباك خلال 2014 وقاد ريال مدريد للقب دوري أبطال أوروبا بالتغلب في النهائي على جاره ومنافسه العنيد أتلتيكو في نهائي مدريدي تاريخي للبطولة.
 مسيرة رائعة للريال
كما اختتم الريال مسيرته في 2014 بإحراز لقب كأس العالم للأندية بالتغلب في النهائي على سان لورينزو الأرجنتيني بطل كأس ليبرتادوريس بمدينة مراكش المغربية.
 وأكمل إشبيلية الهيمنة الأسبانية على الساحة الأوروبية بالتغلب على بنفيكا البرتغالي بركلات الترجيح في نهائي مسابقة الدوري الأوروبي. وأنهى أتلتيكو فترة صيامه عن الألقاب والتي امتدت لتسعة مواسم احتكر فيها برشلونة والريال اللقب قبل أن يحرز أتلتيكو اللقب في موسم  2013-2014 .
 ولم تشهد بطولات الدوري الكبيرة الأخرى في أوروبا مفاجآت كبيرة حيث أحرز مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي وحافظ يوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي وكذلك فعل بايرن ميونيخ في الدوري الألماني (بوندسليغا) بعد موسم اتسم بتحطيم العديد من الأرقام القياسية علما بأنه كان الأول للفريق بقيادة المدرب الأسباني جوسيب جوارديولا. وحافظ بايرن في ذلك الموسم على ثنائية الدوري والكأس في ألمانيا.
 وفاة ايزيبيو ودي ستيفانو
وشهد 2014 وفاة عدد من أعظم لاعبي كرة القدم السابقين مثل الأسطورة البرتغالي إيزيبيو والأسطورة الأرجنتيني-الأسباني ألفريدو دي ستيفانو والنجم الإنجليزي توم فيني. كما توفي كل من تيتو فيلانوفا المدير الفني السابق لبرشلونة ومواطنه لويس أراجونيس المدير الفني السابق للمنتخب الأسباني الفائز بلقب أمم أوروبا 2008.
 وتسبب تفشي وباء الإيبولا بغرب أفريقيا في مطالبة المغرب بتأجيل استضافتها لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2015 ولكن الاتحاد الأفريقي للعبة رفض هذا وقرر نقل البطولة، التي تنطلق فعالياتها في 17 جانفي المقبل، إلى غينيا الاستوائية لتقام في نفس موعدها المحدد سلفا.
ق- ر
 

من نفس القسم رياضة