الثقافي
بهيجة رحال ترحل بالجمهور العاصمي عبر عبق الأندلس
افتتاح المهرجان الدولي التاسع للموسيقى الأندلسية والعتيقة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 ديسمبر 2014
بحضور جمهور كبير ذواق وعاشق للموسيقى الاصيلة، وعبر عبق الموسقى الاندلسية على صوت عذب لصاحبته المطربة الجزائرية بهيجة رحال، اعطيت مساء اول امس اشارة انطلاق الطبعة التاسعة من مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى الاندلسية والموسيقى العتيقة.
وقال محافظ المهرجان عيسى رحماوي أن الطبعة التاسعة لها خصوصياتها كونها تنظم بالتزامن واحتفلات الجزائر بالذكرى الـ60 لإندلاع الثورة التحريرية واعتبر المهرجان فرصة لإبراز الموسيقى الجزائرية العريقة بطبوعها كما أن اللقاء السنوي فرصة للتبادل والإحتكاك الفني بين مختلف الشعوب من فضاءات فنية مختلفة لكنها تتقاطع كون الموسيقى لغة عالمية مادتها الإحساس وفعل حضاري مفعم بالإيقاع والصوت باعتبار المهرجان فضاء لصناعة البهجة والفرجة والسلام والتناغم الفني الإنساني وما يمنحه للجمهور من طاقة إبداعية ويساهم المهرجان حسب المحافظ عيسى رحماوي على مد وشائج الصداقة والأخوة بين الفنانين وعبر ثقافتهم من أجل تحقيق قيم الجمال والتبادل المثمر وتبادل التجارب، مشيرا إلى أن المهرجان الموسيقى الدولي اضحى منبرا لتلاقح التجارب، فمن جهة نتعرف على موسيقى العالم ونوصل صوت الموسيقى الجزائرية للعالم للترويج لها على المستوى الدولي لأنها موسيقى عارفة وقوية وعريقة وأوضح المحافظ أن عدة فرق أجنبية ستحيي السهرات العشرة من عمر المهرجان ضمنها الصين وتونس وفرنسا واليونان والمغرب وألمانيا وتركيا والبرتغال وسوريا وإسبانيا ومصر والعراق وتركيا وإيران ولأول مرة مشاركة بولونيا. وبخصوص برنامج السهرات، كشف عيسى رحماوي أن البرناج ثري جدا نظرا لقيمة الفرق والاصوات المشاركة في هذا المهرجان، واضاف رحماوي ان الافتتاح كان رائعا مع صوت جزائري متألق متمثل في بهيجة رحال، ستكون كل الايام متميزة بحضورعروض فنية مع كل من فرقة أوتر ميزور من فرنسا، الثنائي اليوناني أورانيا وفولغاريس، فرقة مشتركة تثمل المغرب وألمانيا وإسبانيا، شيوخ السلاطين من سوريا، كما سيتم تكريم الفنانة سلوى من خلال أغانيها بأصوات كل من الفنانة نرجس، إيمان ساهير، نسرين غنيم، جمعية لاسلام من تلمسان، الراشدية من تونس، الفنانة لامية ماديني، نجم قرطبة من قسنطينة، فرقة محمد محسن من مصر، جمعية البشطارزية، جمعية المزهر من الأغواط، الفنان مبارك دخلة رفقة الجوق الجهوي لمدينة قسنطينة، ثلاثي يانوسز بروزونسكي من بولونيا، فرقة الصحراء من الجلفة، الفنان إبراهيم حاج قاسم والجوق الجهوي لمدينة تلمسان، مزج موسيقى من إشبيليا إلى تونس، فرقة طرب من إيران، مجموعة مزج من مارسيليا، فرقة بزمارا من تركيا، ومسك الختام مع المجموعة الوطنية الجزائرية للموسيقى الأندلسية.
الجمهور العاصمي يستمتع
نجحت بهيجة رحال في سحر جمهورها اول امس بقاعة ابن زيدون من خلال تقديمه مجموعة من الاغاني الاندلسية، واستطاعت ان ترحل بالجمهور إلى عواتلم وسحر الموسيقى الاندلسية، حيث كانت مرافقة بالجوق الجهوي لمدينة الجزائر العاصمة الذي يحتوي على فسيفساء الآلات الموسيقية المتنوعة التي تتحاور في تناسق وانسجام والتي شكلت روائع موسيقية خالدة. هذه الروائع التي تسعى بهجة رحال إلى الحفاظ عليها وحماية موروثنا الكلاسيكي من خلال وفائها لهذا النوع الموسيقي الاصيل وتسجيلها العديد من الالبومات اضافة لتدريسها الموسيقى الاندلسية في فرنسا.
وتعبر بهيجة رحال من مواليد الجزائر العاصمة، التحقت سنة 1974 بالكونسرفاتوار واختارت الطابع الأندلسي واحتكت بمشايخ هذا الطابع على غرار عبد الرزاق فخارجي ومحمد خزناجي. التحقت سنة 1982 بجمعية "الفخارجية" الشهيرة حيث وفي شهر افريل من نفس السنة بدأت أولى حفلاتها على مسرح أوبرا العاصمة. وفي سنة 1983 اختارها المرحوم عبد الرزاق فخارجي لتقديم نوبة كاملة "رصد ديل" بتوجيه من الشيخ حميدو جعيدير في حفل نقله التلفزيون الجزائري. شاركت في تأسيس الجمعية الموسيقية "السندسية" سنة 1986 "ثم تركتها سنة 1992 حيث قررت في هذه السنة أن تستقر في باريس.أصدرت ألبومها الأول نوبة "زيدان" سنة 1995 ثم ألبوم أخر "مزموم" سنة 1997 وثالث لنوبة "رصد"سنة 1999. وابتداء من سنة 2000 بدأت تعمل باستمرار في الجزائر وتنتج لأول مرة باسمها.
واستطاعت أن تستثمر في هذا الطابع الموسيقي وتقدم 12 نوبة مع مدرسة "الصنعة" كثمرة عمل لمدة عشر سنوات ومسيرة تكوين أكاديمي وموهبة نادرة.
الفرقة الصينية عند وعدها
أدهشت الفرقة الصينية "أصوات الصين"، سهرة السبت بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح، الجمهور الجزائري بعزفها المتفرد على مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية التي تشكل جزءا من الموروث الفني الموسيقي لدولة الصين العريقة بحضارتها.
بحضور جمهور غفير ولاسيما للجالية الصينية المقيمة في الجزائر ويتقدمهم السفير الصيني بالجزائر، أدت فرقة "أصوات الصين" وصلات موسيقية عذبة، تمتد نسائمه من الزمن الغابر للحضارة الصينية ومرورا على مختلف الأساطير التي يرويها التراث الصيني الأصيل، إنها أنغام أشبه بأصوات الطبيعة، انتشى الجمهور لدفئها في أول ليلة من فصل الشتاء.
زادت دهشة الجمهور لما قام أحد العازفين الستة، ووقفة عند مقدمة المنصة، ورفع أوراق شجر، لم يخيل لأحد أنه سيؤدي لحنا جميلا، بل قاد بقية الفرقة لتقديم مقطوعة موسيقية بديعة، أطربت المستمعين وحملتهم على أكف مريحة وصعدوا عبرها صور الصين العظيم دون عناء.
جرعة الفرجة والمتعة في السهرة الأولى، من مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، ارتفعت بفضل الأداء الجماعي للفرقة، ثم يتخلله عزف منفرد لكل واحد منهم، ذلك بهدف تقديم كل آلة وإسماع الصوت الذي تصدره، تلبية لفضول الجمهور الجزائري، الذي كان في كل لوحة موسيقية متفاعلا مع الأداء الصيني.
وقبل بدأ البرنامج الموسيقي لفرقة "أصوات الصين"، عبرت عازفة من الفرقة عن سعادة المجموعة لمشاركتها في المهرجان الذي يترجم مدى متانة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الصينية.
فيصل شيباني