الثقافي

تكريماً لروح الشهيدة الأسيرة المحررة زكية شموط

صدور العدد الثاني من مجلة الذاكرة الوطنية في العاصمة الجزائرية

 

 

خُصِصَت مجلة الذاكرة الوطنية فى عددها الثاني ملفا خاصا تكريماً لروح رائدة النضال الفلسطيني المجاهدة زكية شموط، والتى يشرف على إعدادها وإصدارها في الجزائر الأستاذ خالد صالح "عز الدين" مع طاقم من رؤساء تحرير بعض الصحف الجزائرية، وقد حفل العدد بالعديد من مقالات الكتاب والمفكرين والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين وأصحاب الرأي. وكتب خالد عز الدين "عمر بالف عام مما يوعدون"، وكتبت استاذة العلوم السياسية عبير عبد الرحمان ثابت "روح الشهيدة الزكية تعانق السماء"، فيما كتب الوزير عيسى رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين "ذلك الكائن السماوي الذي يسمى زكية شموط"، وقدورة فارس "الباقيات الصالحات الفلسطينيات"، وغيرهم من الادباء والمثقفين الفلسطينيين والعرب، وتعتبر الراحلة من أوائل الفدائيات الفلسطينيات، اللواتي نفذن عمليات فدائية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، وبلغ عددهن 7 عمليات في نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات، وأصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكماً بحقها بـ12 مؤبداً (1188 سنة)، بينما حكم على زوجها بالسجن مدى الحياة، ومن أبرز العمليات الفدائية التي نفذتها المناضلة «أم مسعود» وضع عبوة داخل بطيخة كبيرة زنتها 20 كلغ، بعدما أفرغت محتواها، وارتدت معطفاً محشواً بالديناميت وحملت ابنها ذا الأشهر التسعة على يدها، والعبوة داخل سلة باليد الأخرى، قبل ترك السلة والمعطف للتمويه وانفجرت في سيرك بلغاري في مدينة حيفا المحتلة، ما أدى إلى مقتل 15 إسرائيلياً وعشرات الجرحى، وأخرى تحت شاحنة محملة بتفاح من الجولان كانت يجرى عليها مزاد لصالح جيش الاحتلال، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى الإسرائيليين، ولكن لم تعتقل إلا بعد سنوات مع زوجها ووالديها وأفراد عائلتها، ويسجنوا جميعاً، حيث كانت زكية حامل، وأنجبت بتاريخ 18 شباط 1972، أول طفلة تولد داخل سجن «نيفي ترتسيا» الإسرائيلي في منطقة الرملة، وهي نادية (زوجة الأسير المحرر خالد أبو أصبع، التي زوجها إليه الشهيد خليل الوزير «أبو جهاد» قبل أيام من استشهاده في العام 1988، في العام 1985، كان يجري الحديث عن عملية تبادل أسرى فلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي رفض اطلاق سراح زكية، فأوقف الرئيس ياسر عرفات العملية، حيث قالوا له: «نريدها أن تموت بالسجن». عندها رفض «أبو عمار» إتمام عملية التبادل وفاءً منه لتضحيات المناضلة الفلسطينية زكية، وتواصلت المفاوضات عبر وسيط، إلى أن اضطر الاحتلال الإفراج عن زكية، وبعد إطلاق سراح الشهيدة وزوجها محمود خلال إحدى عمليات التبادل، انتقلا إلى تونس للعيش هناك، إلى حين استهداف منزل «أبو عمار» في «حمام الشط»، لينتقلا مع أفراد العائلة إلى الجزائر، حيث لحقت بها البنات الثلاث دولت وهالة وناديا، فيما حرصت أن يبقى الصبيان مسعود وعامر في فلسطين المحتلة، ويذكر ان المناضلة الفلسطينية قد وافتها المنية في سبتمبر الماضي بالجزائر بعد صراع مرير مع المرض، ووري جثمانها الطاهر الثرى في مقبرة زرالدة بالعاصمة الجزائرية.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي