الثقافي
جدل في فرنسا حول عرض لأشخاص سود في الأقفاص
وزارة الثقافة الفرنسية تعتبره حرية تعبير
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 ديسمبر 2014
أغلق متظاهرون نهاية الاسبوع الماضي مسالك الدخول إلى مسرح جيرار-فيليب في سان-دني بضاحية باريس لمنع معرض "اكزيبيت بي" من إخراج الفنان بريت بايلي، يتمثل في "لوحات حية" للسود كما كانوا يعرضون في حفلات لتسلية البيض. ومن المقرر أن يقدم العرض مجددا في فضاء "سانكاتر" الشهر الجاري. وتمكن متظاهرون من إلغاء افتتاح معرض "اكزيبيت بي" للفنان الجنوب أفريقي بريت بايلي، الذي كان مقررا في مسرح جيرار-فيليب في سان-دني بضاحية باريس لكن المحتجين منعوا ذلك مؤكدين أن عرض "حديقة بشرية" هو أمر عنصري. في حين يؤكد الفنان والمنتجين أن الـ 12 لوحة التي أخرجها تهدف إلى عكس ذلك وإلى التنديد بنظام التمييز المرعب الذي كان يمارس في فترة ليست بعيدة جدا عن عصرنا، كان يستعمل فيها البيض السود في عروض ترفيهية، وقال جان بيلوريني مدير مسرح جيرار-فيليب جان بيلوريني "قدمنا العرض مرتين رغم ضغط المتظاهرين -20 دقيقة في كل مرة-. ثم اضطررنا لإلغاء هذه الفقرات الافتتاحية الأخرى أمام تعذر الدخول على الجمهور". وأيده في ذلك مانويل كونزالفيز مدير فضاء "سانكاتر" الذي يأوي بدوره المعرض قريبا في باريس. وأوضح باسكال بلانشار المؤرخ المختص في الامبراطورية الاستعمارية أن ""اكزيبيت بي" معرض من نوع خاص. إنه إخراج يظهر دون أقنعة "الحدائق البشرية" مماثلة لتلك التي كانت توجد في أوروبا بين 1850 و1940"، لكن العديد رأوا في هذا المعرض تماشيا صادما، فقال أحد المتظاهرين لفرانس 24 "إنه عرض يستغل ذاكرة أجدادنا للانتفاع بالمال. والسود الجدد يقولون لهم: لا!"، وكان "اكزيبيت بي" قد عرض في فرنسا العام الماضي دون أن يثير الجدل. لكن منذ أن تمكنت جمعيات بريطانية من منع عرضه في لندن في سبتمبر، بدأ هذا العمل الفني في زعزعة النفوس. وبالنسبة للمنظمين، يبقى الأمر مسألة سوء تفاهم عميق. فيقول جان بلوروني "أفهم الألم الذي يشعر به البعض، لأن هذا الجرح مازال ينزف. لكن أي اقتراح فني يجب أن يظل كما هو، فعندما أقرأ كتابا ولا يعجبني، أتوقف عن القراءة ولكن لا أحرقه!"، وجمعت في فرنسا عريضة إلكترونية تطالب بإلغاء العرض المقرر مجددا في فضاء "السانكاتر" بباريس من 7 إلى 14 ديسمبر، نحو 20 ألف توقيع. لكن وزارة الثقافة الفرنسية إضافة إلى بعض الجمعيات المناهضة للعنصرية تساند العرض باسم حرية التعبير. لكن هل تكون الإثارة الطريقة الأنسب لفضح أفعال جرت في الماضي وأقل ما يمكن القول عنها إنها خالية من الإنسانية؟ بالنسبة للعديد من المواطنين الأوروبيين، يبقى وضع أشخاص سود في قفص "لحفز شعوب متعددة الأصول على التفكير في شأن التمييز العنصري، أمر سخيف" كما كتب مدرس فرنسي في "نوفيل أوبرسيرفاتور". ويرى آخرون أنه أمر خطير فلسفيا فجاء في صحيفة "الفيغارو" "كيف يمكن أن نتأكد أن المتفرجين ليسوا سوى بيضا يدفعهم الفضول لمشاهدة سود؟"...
ليلى.ع/وكالات