الثقافي

سعيد عقل يعمر 100 سنة ويرحل دون الاعتذار للفلسطينيين

المسيحي الذي كتب "غنيت مكة".. دعا للتخلص من العربية وهو من أرقى كتابها

 

أعادت وفاة الشاعر اللبناني سعيد عقل عن عمر ناهز المئة وعامين، اول امس إلى ذاكرة الفلسطينيين الكلام الموجع والقاسي الذي قاله بحقهم في أكثر أيامهم حُلكة، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجريت معه في غضون الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 دعا فيها من سماه «البطل» رئيس الحكومة الاسرائيلية ذلك العام مناحيم بيغن كي ينظف لبنان من الفلسطينيين، كما دعا فيها اللبنانيين للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي، معتبراً هذا الأخير «جيش الخلاص»، مشيرة بعض المنابر الاعلامية العربية إلى ان الشاعر عمر قرنا ومات ولم يعتذر للشعب الفلسطيني.

كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقولته الأشهر، الأقرب إلى فتوى «على كل لبناني أن يقتل فلسطينياً»،هذا في الوقت الذي بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس النواب اللبناني ببرقيات تعازي بوفاة الشاعر مشيداً "بمناقب الفقيد ودوره الكبير في إثراء الثقافة العربية"، في حين لا يمكن اعتبار كلمات الشاعر العنصرية والفاشية لكثرتها وتعدد مواضعها، مجرد زلّات لسان أو فورة غضب، اذ وصل الشاعر الراحل إلى حد تشجيع والدعوة إلى الوقوف مع مرتكبي مجازر «صبرا وشاتيلا»، الأفظع في القرن العشرين، تمكن بذلك من البروز على الساحة السياسية والثقافية من خلال الجدل الذي كان يحييه كل مرة، ليس بخصوص القضية الفلسطينية فحسب وانما تميزه بالنزعة إلى «لبننة العالم»، معتداً بأن عرش الله مصنوع من خشب الأرز الذي في لبنان. وفي إطار ذلك دعا إلى التخلص من اللغة العربية باعتبارها "كرخانة"، وإلى إحياء "اللغة اللبنانية" بأحرف لاتينية، بل أصدر بالفعل ديواناً شعرياً هو «يارا» بتلك «اللغة»، لكن أحداً لم يحفل بتلك المحاولة، ورغم ذلك الا انه يبقى شاعر كبير بلا شك، وأحد الآباء الكبار للثقافة اللبنانية، أغنى العربية، وكتب لها أجمل ما غنّته فيروز بالفصحى، "غنيت مكة" مثلاً وهو المسيحي، إلى أغنيات أخرى. كما أغنى المكتبة بأعمال من قبيل مسرحيته "بنت يَفتاح" (1935)، "رِنْدَلى" (1950)، "كأس الخمر" (1960)، وسواها الكثير. 

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي