الثقافي

"ذهنية المجتمع الجزائري ترفض تقبل الرقص"

المصمم الكوريغرافي الجزائري أنير ويناروز للرائد:

 

أنير ويناروز شاب جزائري موهوب اتخذ من الرقص المعاصر بوابته لدخول عالم الفن وتصميم الرقص المعاصر من أولوياته للتحليق عاليا في سماء الفن الراقي، قال في لقاء مع جريدة "الرائد" أن مشواره في مجال الرقص المعاصر اعترضته العديد من العراقيل والمشاكل خاصة نضرة المجتمع الجزائري للرقص ككل. 

في البداية هل لك أن تختصر لنا بدايتك مع الرقص؟

مشواري مع الرقص بدأ بـ"البوب" و"الراب"، حيث قمت بأداء "كاستينغ" بـ"company prologue"، أين اكتشفت نفسي أكثر وقررت العمل على الكوريغرافيا، ومنذ ذلك الوقت وأنا في هذا المجال الذي وجدت فيه نفسي أكثر، وهو ما جعلني أواصل مشواري من أجل نجاحات أكثر.

 

وصلت إلى هذا المستوى بعد جهد كبير، ماهي أكبر العراقيل التي واجهتك؟

صادفتني عراقيل كبيرة منذ انطلاق مشواري مع الرقص، أولها عدم وجود قاعة للتدريب وراقصين محترفين للعمل معهم، كما لم أجد التقدير عند الناس الذين لا يؤمنون بالرقص وهذا المجال بوجه عام بسب الذهنية الموجودة عند بعض الفئات والتي ترى من الرقص مضيعة للوقت للاسف، بالإضافة إلى أنني لم أجد الدعم من طرف الشركات الجزائرية الكبرى التي قصدتها من أجل تمويل أعمالي وكل الابواب التي طرقتها أوصدت في وجهي وصرختي لم تجد آذانا صاغية، ففي الجزائر إن لم تكن لاعب كرة قدم أو لديك فرقة رياضية لن تحظى بالتمويل، فالتمويل مرتبط بالرياضة أساسا حسب بعض الذهنيات، فكما قلت الرقص لا يعتبرونه مهما، بالتالي لا يمكن تمويله، حيث قصدت 5 شركات كبرى تحجج بعضها بنفاذ ميزانية التمويل لسنة 2015، فيما وجد البعض الآخر ذريعة بعدم تمويل المشاريع والتظاهرات الثقافية، وفي هذا الصدد أريد أن أضيف شيئا ولقد آلمني كثيرا وهو أن شركتين من أكبر المؤسسات الجزائرية لقي طلبي عندهما الرفض.

 

فزت بجائزة علي معاشي سنة 2013 عن فئة تصميم الرقص، كيف تصف لنا هذا الإنجاز؟

يمكن اعتبارها أجمل شيئ حدث لي على الصعيد الوطني في هذا الميدان، حيث أن هذه الجائزة اسعدتني وأعادت لي بعض بصيص الأمل بوجود قيمة لما أقوم به، كما مثلت لي حافزا للعطاء أكثر، أين تمكنت من تجاوز فرقة البالي الوطني، وهذه انطلاقة جيدة بالنسبة لي وزادت من ثقتي في نفسي، للمضي قدما في هذا المجال.

 

شاركت العام الماضي في الطبعة الخامسة من المهرجان الدولي للرقص المعاصر بالجزائر ولم تحظى بأي جائزة، لكنك نلت الإعجاب من طرف الجمهور والمتابعين، كيف ترى هذه التجربة؟

تجربة العام الماضي ورغم عدم تتويجي بأي جائزة، إلا أنها حفزتني لكي أقدم المزيد في التصميم الكوريغرافي، كما شجعتني للعمل أكثر خلال السنوات القادمة، وبخصوص الجوائز أقول أن غيابي عن منصة التتويج أمر منطقي جدا، مع وجود ذلك الكم الهائل من المحترفين من جميع انحاء العالم  والمستوى الكبير الذي يتمتعون به والإمكانيات المرسخة أمامهم من أجل التألق.د

 

هذه السنة أيضا كان لك حضور في الطبعة السادسة بعرض ثنائي على إيقاعات الجاز، هل من كلمة حول هذا العرض؟

كانت التجربة هذه المرة صعبة جدا خصوصا من حيث طلب المشاركة في المهرجان، كما عرفت العديد من العراقيل، ففرقة عين الدفلى مثلا كانت أحسن مني، وجعلتني أتعلم أشياء كثيرة منها بهدف منافستها مستقبلا، لكن على العموم استفدت من التجربة أيضا هذه المرة لأن الاحتكاك مع الفرق العالمية الكبرى والمستوى الذي وصلوا إليه يساعد على التقدم والمضي نحو الأحسن.

 

نجدك تميل إلى خيار المشاركة بعرض ثنائي في الرقص لماذا هذا التوجه؟

لا، هذا ليس خيارا وإنما أمر إجباري نظرا لعدم وجود الإمكانيات المادية الكافية للاستعانة بأكثر من راقصين في الوقت الحالي بالذات فلقد سبق وأشرت إلى أن الدعم المادي غائب في هكذا مشاريع ما يثبط من عزيمتنا. 

 

في الأخير، ماهي مشاريعك المستقبلية؟

حاليا لا يوجد أي شيء، فإذا قررت البقاء في الجزائر لا يمكنني مواصلة التصميم الكوريغرافي، لأن هذا الفن في نظر الجزائريين غير مجد ولا يروق لهم نظرا للذهنية الرائجة عندهم، لا أدري أين يوجد الخلل، رغم أنني لاقيت الكثير من الاستحسان والتشجيع من طرف أعضاء لجان التحكيم الأجانب الذين يأتون إلى الجزائر في إطار المهرجانات والتظاهرات الثقافية، لكن إن وجدت تسهيلات وسافرت خارج الوطن فأكيد سأكمل المشوار.

حاورته ليلى عمران 

من نفس القسم الثقافي