الثقافي

سلالم العاصمة الجميلة ما هي إلا تمهيد لمشروع "مبادرة المواطنة البيئية"

مسؤول جمعية "سيدرا" نسيم فيلالي يكشف لـ"الرائد"

 

 

انتشرت مؤخرا ظاهرة جميلة جدا في شوارع العاصمة، غزت في ظرف قصير مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت استحسان كبير من طرف سكان ومواطني العاصمة وكذا سكان الولايات الاخرى الذين راقت لهم الفكرة وبدئوا بتطبيقها ايضا، وتمثلت هذه الظاهرة في الحلة الجديدة التي اكتستها سلالم العاصمة من الوان ورسومات عكست لوحات فنية جميلة، اعطت بذلك بعدا ثقافيا حضاريا للشباب الذي اشرف على ان تكون المبادرة وان تنتشر على كافة التراب الوطني من اجل جزائر جميلة ونظيفة.

 

وللتعرف على تفاصيل هذه المبادرة اكثر، كان "للرائد" اتصال هاتفي مع مسؤول جمعية سيدرا التي احتضنت المشروع وعملت جاهدة ليرى النور، حيث قال الشاب نسيم فيلالي بان الفكرة ليست بالجديدة حيث جسدت في العديد من البلدان، لكنهم لجئوا اليها بعدما لاحظوا الحالة الكارثية التي اضحت عليها شوارع العاصمة اين اصبحت القمامة في كل مكان، نظرا لعدم اهتمام المواطنين بنظافة الاحياء على قدر اهتمامهم بنظافة منازلهم، مما دفع بشباب الجمعية للبحث عن سبل الدعوة إلى تجميل العاصمة والحفاظ على نظافتها، خصوصا بعد ملاحظتهم للتناقض الموجود بين الكم الهائل للشباب القاطن بالأحياء الشعبية ونظافتها المعدومة، وهو الامر الذي حفزهم اكثر للدعوة والتعبئة للفكرة التي لاقت بعد ذلك استحسان كبير، وراجت في ظرف قصير جدا، مضيفا نسيم بان السلالم الموجودة قبالة المكتبة الوطنية هي الاولى التي عرفت المبادرة بعدما حصلت "سيدرا" على الترخيص من طرف بلدية محمد بلوزداد التي قال نسيم بأنها سهلت لهم الامر واقتنت لهم الدهان لإتمام المشروع دون اي عراقيل، مضيفا مسؤول جمعية "سيدرا" بانهم عملوا يومها ليلا، وكانت مفاجاة جميلة لسكان البلدية مع حلول الصباح، واضاف فيلالي في سياق حديثه عن المبادرة بان المشاركين فيها ليسوا من ذوي الاختصاص الفني وليسوا خريجي معاهد رسم او فنون جميلة، على اعتبار ان التظاهرة ليست مشروع على المدى الطويل وليس الغاية منها الرسم والفن وإنما جلب الانظار إلى مشروع "مبادرة المواطنة البيئية" الذي تسعى الجمعية إلى تجسيده خلال السنة القادمة، وهو مشروع لتكوين تربية بيئية لدى اطفال وشباب المدارس، حاملا بذلك رسالة نظافة الاحياء والثقافة البيئية، وتعرف جمعية سيدر بانها جمعية شبابية تأسست في 2011 بالعاصمة، وهي جمعية الشباب الرائد للعاصمة، حيث تتكون إلى حد كبير من شباب قادة في تخصصاتهم، تم إعتمادها في عام 2013 من قبل منظمة اليونسكو، كما تتضمن قاعدة بياناتها حوالي 1000 متطوع منهم 70 عضو ناشط حيث يبلغ متوسط أعمارهم 20 عام، ويتمثل هدفها الاساسي في تنمية وتعزيز المواطنة الفعالة من خلال مساهمة الشباب في مشاريع من أجل خدمة المجتمع، كما هي جمعية ناشطة في مجال المساعدات الغذائية من خلال مشروع "بنك الطعام الجزائري" الذي يعتبر أول وأكبر بنك للطعام في تاريخ الجزائر، وفي مجال التعليم من خلال مشروع "من أجل أطفال الصحراء" الذي يشجع الأطفال في المناطق النائية بالجزائر على الإلتحاق بالمدارس خاصة الفتيات منهم، كما تعمل سدرة الجزائر إقليميا كعضو فاعل لمؤسسة آنا ليند في مجال التربية من أجل المواطنة متعددة الثقافات، مشاركة الشباب في التنمية المحلية وكذلك تقنيات المناقشة والمناظرة من خلال برنامج "صوت الشباب العربي"، هذا وتعمل سيدرا على مشروع "اكاديمية الشباب الجزائري الرائد" خلال السنة القادمة، حيث ستقام مسابقة ينتقى على اثرها 20 شابا فقط ليلقى تكوينا خاصا بهذا المشروع.

ليلى عمران


من نفس القسم الثقافي