الثقافي

واسيني الأعرج بخصوص "الوهراني": "المناداة بمنع فيلم، هو شيء مخجل في بلاد تبحث عن مسالكها في وضع شديد الخطورة والظلمة"

أشاد بقرار لعبيدي ودعا محمد عيسى لصد المفتين عن مهاجمة فيلم لم يروه بعد

 

 

لحق الروائي واسيني الاعرج، بركب المدافعين عن فيلم "الوهراني" الذي اثار جدلا واسعا بعد اول عرض له فقط، منتقدا بذلك جميع الاصوات التي تعالت رافضة له، قائلا في مقال نشر له في احدى المنابر الاعلامية، بان الجدل هذه المرة لم ياتي من المؤسسات الرسمية بل من "مجموعات اعتبارية" كبعض الجمعيات الدينية وبعض المفتين على الشاشات الوطنية -الشيخ شمس الدين-، الذين لا علاقة لهم بالسينما لا من قريب ولا من بعيد، والعائلة الثورية التي لا شكل لها ولا نعرفها إلا من صوتها الذي يرتفع من حين لآخر.

وأضاف واسيني مبررا موقفه من فيلم الياس سالم، بان هذا الاخير شرف الجزائر منذ عرضه الاول في باريس، حينما أثار جدلا ثقافيا وسياسيا مهما واعتبر من قبل المتخصصين السينمائيين واحدا من أجمل الأفلام الجزائرية التي أنتجت هذه السنة، بالإضافة إلى الاستقبال الرائع الذي حظي به المخرج بمهرجان ابو ظبي السينمائي الدولي هذه السنة باعتباره قد اعاد الجدل حول التاريخ إلى الواجهة، مشيرا واسيني إلى انه كان عضوا في لجنة تحكيم الأفلام الروائية ورأى عن قرب كيف استقبل جمهور قاعة العروض بقصر الإمارات خبر فوز إلياس سالم بجائزة أحسن مخرج عربي، مضيفا بأنه يكن كل الاحترام للمجموعات الدينية، الاجتماعية والتاريخية، لكن يجب أن يعرفوا أيضا أنه لهم تخصصاتهم التي تحتاج إلى عمل جبار اليوم في ظل الأوضاع الصعبة التي تواجهها البلاد، لحل مشكلات المواطنين الروحية والثقافية والتاريخية، وترك السينما لأهل الاختصاص، باعتبار ان هذه الاخيرة فعل ثقافي وليست انطباعا طارئا والرأي حولها يجب أن يتأسس على معرفة مسبقة، قائلا في نفس السياق بان للتاريخ أيضا له رجال من المؤرخين ومن حقهم أن تكون لهم وجهة نظرهم، كما للمشاهد البسيط أيضا حق في التعبير لأن أي منجز ثقافي هو في نهاية المطاف ليس شيئا مقدسا، لكنه تعبير عن وجهة نظر. لكن المناداة بمنع فيلم كيفما كان الحال، هو شيء مخجل في بلاد تبحث عن مسالكها في وضع شديد الخطورة والظلمة، زد على ذلك، أن هذا الفيلم، مولته جزئيا، وزارة الثقافة الجزائرية التي عرضت السيناريو على خبراء السينما في FDATIC، الجهاز الأوحد الذي ما يزال اليوم يحافظ على النشاط السينمائي في الجزائر، مخاطبا المنادين بمنع الفيلم بان دعواتهم هذه ستاتي بمفعول عكسي حيث "يكفي سماع أن كتابا أصبح ممنوعا أو فيلما أو أغنية ليركض الناس نحوه بكثافة غير معهودة"، مشيدا بموقف وزيرة الثقافة حينما قالت على هامش معرض الكتاب الدولي: "اتركوا القرار للجمهور"، داعيا وزير الاوقاف محمد عيسى الذي كان شجاعا –حسبه- في دعوته لفتح الكنائس اليهودية التي أغلقت لأسباب أمنية في العشرية السوداء، وما قبلها، إلى أن يعيد المفتين إلى ديارهم ووظائفهم الأساسية والدفاع عن قيم الخير والرحمة والتسامح بدل زرع الفتنة حول فيلم سمعوا به ولم يروه، موجها في نفس السياق تحية لإلياس سالم الذي بفيلميه الناجحين: المسخرة والوهراني، بيّن أن للجزائر وجها أجمل، اسمه السينما.

ليلى عمران

من نفس القسم الثقافي