الثقافي

الإحباط وتشجيع الرداءة موضة المهرجانات المسرحية الوطنية

المخرج الجزائري هارون الكيلاني يكشف:

 

يرى المخرج الجزائري هارون الكيلاني بأن الاحباط وتشجيع الرداءة اصبحا موضة المهرجانات المقامة على ارض الوطن هذه الايام، حيث لم تعد تستطيع هذه الاخيرة تقييم الاعمال المسرحية، بعدما اضحى همها الوحيد هو النتائج، متناسية جوانب اخرى مهمة تقام من اجلها المهرجانات العالمي.

وأضاف هارون في نفس السياق ان علاقة المواطن بهذه التظاهرات هي كعلاقته بطباعة الكتب ومشاهدة المسرحيات وصناعة الجمهور واكتشاف المواهب، معربا عن ايمانه القوي بان كلمة واحدة يمكن أن تغير حياة الإنسان، لذا يجب أن ننظر حولنا خاصة إلى الأطفال الذين يتمنى أنهم في المستقبل لن يشبهوننا كثيرا في كسلنا وحديثنا الخاوي وفلسفاتنا المشوهة ونكرانا للذين سبقونا ولكن أن يحملوا بذور الخير التي فينا ويزرعوها لعلهم يفلحون، وقال الكيلاني في تقييمه للمسرح الجزائري في الاونة الاخيرة انه كان يفتخر به في العديد من المرات والمناسبات، على أساس أنه من أبناءه القادمين لمستقبل جديد بأفكار جيله المتنوعة، مشيرا إلى انه يامل خيرا نظرا بما شاهده من مسرحيات هنا وهناك وخاصة في المناطق العميقة التي توحي أن المستقبل سيكون أكثر إشراقا على الرغم من بقاء البرامج الجادة المكملة مناسباتية قائلا بانه لا ينقص من قيمتها لأنها تحمل دلالات لتاريخ كبير لوطن عظيم مثل الجزائر "ولكن للأسف تموت الأعمال ويموت الممثلون في كثير من الأحيان على يد تجار الثقافة من المخرجين الذين يرمون بأموال الشعب من النوافذ،"، مضيفا بانه ياسف لحال المسرح الجزائري الذي اصبح يتأخر عن المواعيد الكبرى ولا تكاد فرقة محترفة واحدة تحصد أي جائزة من أي مهرجان دولي خارج الجزائر في حين تواصل بعض الفرق الهاوية والحرة حصد جوائز مهمة خارج الوطن، في حين تحرم هذه الاخيرة من المنافسات الوطنية، معتبرا هذا الامر بحد ذاته موت بطئ للفرق التي كانت تزود المسارح بالممثلين والسينوغرافيين والمخرجين أيضا، معبرا عن اسفه في نفس السياق من مستوى بعض مسرحيينا الذين لا يكادون يجمعون جملة مفيدة ومن الفتن التي يثيرها البعض لإشباع رغباتهم وتغطي عيوبهم، مقترحا الكيلاني للنهوض بالمسرح الوطني، تشكيل خلية من الاكاديميين الممارسين وبكثير من النوايا الطيبة لتحضير أرضية طيبة لينموا ويزدهر الإبداع، فالإبداع –حسبه- كنز ودواء شافي، مضيفا "كل مبدع هو زاد لمستقبلنا" ففي الأمم المتطورة تولي الحكومات أهمية كبيرة للخيال وللإنسان المفكر وتسند المبدع كيف ما كان وأي كانت فكرته وتحيطه بالرعاية والمتابعة حتى مشاهدة الفاكهة، "نحن نحتاج إلى مشروع جاد لا تتكرر فيه إلا الأسماء التي يشهد لها المجتمع المثقف أنها حجر أساس لبنية قوية لمجموعة الانتلجونسيا المفجرة للطاقة الكائنة في شباب اليوم القادرين على صنع الحدث والمفاجئة، ليس عيبا في أن نشجع الإنسان مهما كان فأكثر فلاسفة وعلماء وفناني العالم الكبار لم يتخرجوا من اكاديميات آو جامعات"، وقال الكيلاني في حديثه عن مسرح الجنوب بانه كفرق هو متواجد وبقوة وحضور فعال ومهم على اعتباره قد قدم الكثير من الأسماء المسرحية من أمثال حليم زريبيع، بلة بومدين، عزوز عبدالقادر، وهيبة، وغيرهم، اما اذا تكلمت عن الحركة المسرحية فالمسافات تقتل الأعمال وأعمار الأعمال فمهما قدمنا تبقى مساحة الجنوب واسعة في غياب الدعم، آما لأن الجنوب جزء من هذا الوطن الكبير فيقول الكيلاني بانه يعيب على مسئولي القطاع غياب الجولات الفنية لفرق المسارح الجهوية، مضيفا بانه منذ ولادته لم يشاهد عرضا واحدا موجه للطفل من طرف المحترفين إلى يومنا هذا، مشيرا إلى انه يكفي أن ترسم جدول مقارنة بين الماضي والحاضر وبين الشمال والجنوب في قضية العروض وستجد أننا يتامى دون مسرح، أما كعمران فبمدينة الجلفة المسرح موجود لكن غير مفتوح وبالأغواط هو متأخر جدا في أشغاله بالرغم أنهم يمتلكون فضاء آخر ناضلوا لأجله ليصبح سينماتيك او مسرح جهوي مؤقت لكن مدير الثقافة له خطته الخاصة، معربا عن تمنيه في انجاز عاصمة للثقافة الجزائرية نقيمها مرتين في السنة كل عام في ولايتين وتبدأ من الجنوب.

ليلى عمران

 

 

من نفس القسم الثقافي