الثقافي

بين متعاطف ومشمئز.. فلة عبابسة حديث الساحة الإعلامية العربية والأجنبية

نجحت في إثارة الرأي العام بالفيديو الذي أطلقته مؤخرا

 

 

أثارت فلة عبابسة زوبعة كبيرة داخل الوسط الفني والثقافي العربي والأجنبي خلال العشر ايام الاخيرة، من خلال الشريط المصور الذي اطلقته مزامنة مع الذكرى الستين للاحتفاء بالثورة التحريرية المجيدة، اين هاجمت هذه الاخيرة السلطات الجزائرية وخاصة منها الثقافية، متهمة اياها بممارسة التهميش و"الحقرة" ضدها وهي التي افنت عمرها في الغناء لبلدها وشعبها –حسبها-.

وكتبت "France 24" في حديثها عن الموضوع "فلة الجزائرية: يا سي سلال أنا في حالة تشرد ولا أملك حتى ما أكله"، مستطردة " فلة وجهت نداء للسلطات الجزائرية في ذكراها الستين للثورة لتقول فيه بأنها تعيش في حالة "تشرد" ولا تملك حتى ما تأكله، متهمة المكلفين بالثقافة بعدم الاتصال بها لإحياء حفلات مثلها مثل باقي الفنانين"، فيما كتبت هسبريس المغربية "فلة: الحكومة الجزائرية حولتني لـصعلوكة"، مضيفة "اتهمت المغنية الجزائرية، المسؤولين الحكوميين عن قطاع الثقافة ببلادها بأنهم "صعلكوها"، أي حولوها إلى صعلوكة، وأضافت "أنا فلّة بنت هذي البلاد شرّدوني من بلد إلى بلد، ولا أحد يتّصل بي لإحياء الحفلات"، مشيرة إلى ان الفيديو قد لاقى رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي ليقول البعض انها مجرد كاذبة لأنها ميسورة وحالتها المادية بخير، بينما أعرب البعض الاخر عن تضامنه معها"، هذا وقد لقي الفيديو ايضا اهتماما من طرف الصحف والمواقع العربية حيث قال الموقع الالكتروني "اون مصر الاخبارية" معنونا الخبر "فُلة الجزائرية: أنا مُتشردة.. هل تنتظرون وفاتي كي تكرموني؟"، مضيفا "خاطبت المُغنية الجزائرية "فُلة" الوزير الأول عبد المالك سلال قائلة:"يا سي سلال، اتركونا نشتغل، تم دفننا ونحن أحياء، لقد قتلم أجمل مواهب في الحياة، أنا لا أبحث عن التكريم"، فيما فند الموقع الالكتروني "العربي الجديد" ادعاءات فلة عبابسة معنونا مقاله "فلّة الجزائرية ليست مهمّشة.. وهذه الأدلّة"، مضيفا "اعتبر البعض أنّ الفيديو الذي نشرته المطربة فلّة عبابسة (الجزائرية) مؤخّراً، وتقول خلاله إنّها مفلسة ومهمّشة، محاولة للحصول على حقوق الفنانين في الجزائر، فيما جزم آخرون أنّه محاولة من فلّة لجذب الأنظار صوبها"، مشيرا إلى ان هذا الحديث الذي تداولته مختلف وسائل الإعلام، وهاجمت خلاله فلّة أوبريت "ملحمة الجزائر"، قائلة إن أغنياتها الوطنية لم تبثّ عبر قنوات التلفزيون الجزائري، "يشكّل مفارقة وتناقضاً مع الواقع، ذلك أنّها عضو في لجنة تحكيم برنامج المواهب الرسمي، "ألحان وشباب"، الذي يُبثّ على القنوات الجزائرية، وهو منصب تكريمي أيضاً" مضيفا ذات الموقع " فاتها أن تذكر لمتابعيها أنّها قبل ثلاثة أشهر فقط كانت نجمة ختام "مهرجان جميلة"، ومثّلت الفنّ الجزائري إلى جانب نجوى كرم، ووقعت ليلتها ضحية فرقتها الموسيقية التي رفضت أن تصعد إلى المنصّة قبل أن تدفع فلّة لأعضائها المستحقّات المتأخّرة بعد أن اتّهموها بالمماطلة" كما تساءل كاتب الموقع عن "هل من واجب الفنان أن يخدم وطنه أم يتطفّل عليه؟ وهل عليه تأمين مستقبله بنفسه من خلال عمله الفنّي بعيداً عن الحكومات، أم أن يعيش حياة المرفّهين طويلاً ثم يطالب وطنه في شيخوخته بدفع فواتيره؟ مشيرا إلى ان هذا السؤال يبقى مطروحاً، وعلى الجمهور التفكير في الإجابة عنه"، هذا من جهة اما من جهة اخرى فقد حضيت فلة بتعاطف كثيرين على غرار مذيعة الربط في التلفزيون الجزائري والنائب بمجلس الشعب حاليا ضمن كتلة "تاج"، نعيمة ماجر التي قالت بانها "تألمت لصرخة فلة عبابسة"، مضيفة "فلة قامة فنية كبيرة وفنانة مبدعة لم تجد من يفجّر طاقاتها"معبرة في نفس السياق عن اسفها في أن يستمع العالم لمثل هذه الصرخة ويشاهد تلك الدموع، عشية احتفال الجزائر بذكرى ثورتها الستين قائلة: "عيب في حق الجزائر أن يعاني أبنائها من التهميش والحڤرة والظلم". مشددة بأنه على القائمين على قطاع الثقافة في الجزائر إعادة النظر في وضعية الفنان الجزائري والاهتمام به "لأن الفنان بطبعه حسّاس وكرامته ليست للمساوة، فلا يوجد فنان بإمكانه الابداع في هكذا الظروف".

ليلى عمران

من نفس القسم الثقافي